ما الطول المتوسط لشاب يبلغ من العمر 19 عاماً؟ الإجابة تتوقف على الدولة التي يبحث فيها المرء، لأن الطول والوزن يتفاوتان عبر العالم. فقد أظهرت دراسة على الأطفال والبالغين من سن 5 أعوام إلى 19 عاماً مدى تفاوت هذا المتوسط. وتكشف الدراسة أيضاً بوناً شاسعاً في الصحة والتغذية بين الأمم التي بها أطول السكان وتلك التي بها أقصرهم. والدراسة التي نُشرت في مجلة «لانست» الطبية، استقت بياناتها من خلال ما يزيد على 2000 دراسة على السكان. وحصل الباحثون على أطوال وأوزان 65 مليون طفل في 200 دولة. وكل هذه القياسات رسمت صورة شديدة التباين والتنوع للطول والوزن. فهناك دول أوروبية مثل هولندا والجبل الأسود والدنمرك لديها أطول أطفال العالم، بينما يتركز أقصر أطفال العالم في جنوب وجنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية وشرق أفريقيا.
وهناك تفاوت بمقدار ثمانية بوصات في الطول بين الفتيان في عمر 19 عاماً بالدول التي بها أعلى متوسط للطول وتلك التي بها أدنى متوسط للطول. ولدى هولندا أطول الفتيان، حيث يبلغ المتوسط ما يزيد قليلاً على ستة أقدام. وتيمور الشرقية بها أقصر الفتيان في هذا العمر، حيث يبلغ متوسط طول الفتى خمسة أقدام وبوصتين. وأطول الفتيات في هولندا أيضاً، حيث يبلغ متوسط طول الفتاة خمسة أقدام وست بوصات تقريباً، وأقصر الفتيات يوجدن في جواتيمالا حيث يبلغ متوسط طول الفتاة أربعة أقدام وتسع بوصات. والفوارق في الطول مثلت فجوة بلغت ثمانية أعوام. فمتوسط طول الفتاة في عمر 19 عاماً في الدول التي بها أقل متوسط للطول، يعادل متوسط طول فتاة في الحادية عشرة من العمر في الدول التي بها أكبر متوسط لطول الفتيات. وفيما يتعلق بمؤشر كتلة الجسم، فأكثر الأطفال وزناً يعيشون في جزر المحيط الهادي والشرق الأوسط وشيلي والولايات المتحدة. وأظهر مؤشر كتلة الجسم أن هناك فارقاً يبلغ 55 رطلاً بين الأطفال في العمر ذاته في الدول التي بها أكثر الأطفال وزناً وتلك التي بها أقلهم وزناً.
وكشف البحث أيضاً عن تفاوتات في طريقة نمو بعض الأطفال. فكثيرون منهم متساوون مع الأكثر صحة في العالم عند سن خمس سنوات، لكن بعد ذلك إما يحققون نمواً قليلاً للغاية، أو يكتسبون الكثير للغاية من الوزن. وأشار الباحثون إلى أن التفاوت في الطول والوزن يعود إلى التفاوت في التغذية وبيئة المعيشة الصحية للأطفال في عمر المدرسة. وهناك أدلة على عدم التوازن في التغذية للأطفال الذين في عمر خمس سنوات والأكبر من ذلك. ويؤكد الباحثون أنه من الحيوي مواصلة الاستثمار في الصحة والتغذية للأطفال في كل الأعمار، وخاصة أثناء الجائحة التي عرقلت بعض محاولات بعض الآباء لتقديم تغذية مناسبة للأطفال. وفي أكتوبر، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن ما يصل إلى 132 مليون شخص آخرين قد لا يحصلون على التغذية الملائمة أثناء الجائحة. وحالياً تقدر منظمة الصحة العالمية أن هناك 690 مليون شخص لا يحصلون على التغذية الملائمة على امتداد العالم.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»