تحدث الكثير في منطقتنا عن الهواجس من فوز بايدن، وما إذا سيعيد السياسة الخارجية للرئيس السابق باراك أوباما، لكن قلة تحدثوا عن مخاوف الشعب الأميركي من هذا الفوز. حاولت الاستفادة من زيارتي الآن في الولايات المتحدة الأميركية لأعرف وجهة نظر ما يطلق عليهم «الأغلبية الصامتة»، وهم ناخبو ترامب، أغلب من اجتمعت معهم هم من الأكاديميين والكتاب، وقد أذهلتني الحقائق وما يخشون منه لدرجة الكثير يفكر جدياً في الهجرة في حال التأكد من فوز بايدن.
ضمن اللقاءات التي أجريتها كان لقائي مع الكاتب والأستاذ المشارك في جامعة سنترال فلوريدا، «كينيث هانسون»، وقد شرح لي مخاوفه ملخصاً آراء الكثير من ناخبي ترامب، أو بالأصح معارضي أجندات «اليسار» الاشتراكية، ومن ضمن ذلك تحويل الولايات المتحدة إلى دولة من حزب واحد مثل ولاية كاليفورنيا، التي تحولت من ولاية «جمهورية» إلى «ديمقراطية» بسبب الهجرة غير المقننة.
فقد وضح لي الأستاذ الجامعي أن النخب الساحلية (في غرب وشرق البلاد) مثل شركات التكنولوجيا العالية تعمل في اتجاه الحكومة الكبيرة والعولمة، أي تعمل ما يسعى إليه الحزب «الديمقراطي»، فهؤلاء يريدون العولمة ومركزية السلطة على الصعيد العالمي، وكون ترامب يقف ضد هذا المشروع وضد الصين، يعني أنه ضد النخب ومصالحها لأنهم يريدون تأميم ذلك.
كذلك الحزب «الديمقراطي» من خلال «اليسار» المتشدد، يسعى الآن إلى الحصول على الأغلبية في مجلس«الشيوخ»، فلو تم منح مقعدين في جورجيا هذا قد ينهي الطرف الآخر. فالحزب يسعى أن يكون له 60 صوتاً لينهي التعطيل وقد يغير«الديمقراطيون»، ذلك إلى 51 صوتاً لينهي الطرف «الجمهوري»، وإلغاء أي مشروع يقومون به، وستحسم معركة مجلس «الشيوخ» الأميركي في 5 يناير المقبل.
إضافة إلى ذلك، سيمنح «الديمقراطيون» واشنطن العاصمة وبورتوريكو امتياز ولايتين إضافيتين، وفي الغالب سيصوتون لـ«الديمقراطيين»، وهذا يعني عدم وجود ولاية «جمهورية» ذات أغلبية، وسيحتفظون بمجلس النواب أيضاً بسبب الهجرة، حيث سيمنح من 11 إلى 20 مليون الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين، وفي الغالب سيُلغى الجدار الحدودي.
ومن ضمن المخططات أيضاً التي يسعى إليها الحزب «الديمقراطي»، زيادة أعضاء المحكمة العليا من 9 إلى 16 عضواً، الآن غالبية الأعضاء محافظون، ومن خلال إضافة المزيد من القضاة اليساريين سيجعلون من الصعب أو المستحيل على أي «جمهوري» الاعتراض على أي قرار يساري.
لذا، هذه الانتخابات تختلف عن أي انتخابات أخرى، في نهاية المطاف النية هي عدم وجود رئيس «جمهوري»، وتحويل البلاد إلى دولة اشتراكية إلى الأبد من دون قبول أي رأي آخر، وهذا تمثل في ما ذكرته النائبة «الديمقراطية» «ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز» عن انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة: «سأعمل بجد على الجولات الأخيرة في جورجيا، لكي لا يتعين على «الديمقراطيين» التفاوض مع الحزب الجمهوري».
*باحثة سعودية متخصصة في الإعلام السياسي.