إنْ كان لا بدّ من تقديم العرفان والتقدير، فإنه يكون للعاملين في خط الدفاع الأول في القطاع الصحي، الذين قدّموا، وما زالوا، جهدهم ووقتهم لتوفير كل سبل السلامة لصحة وأرواح أبناء مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمدّون يد العون لهم لإعانة الناس على مواجهة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، الذي اكتسح العالم من دون أن يفرق بين أصحاب الديانات، أو الأجناس، أو الأعراق المختلفة.
وتأتي توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وبمتابعة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، بإطلاق مبادرة «حيّاكم»، التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم، بالشراكة مع «مكتب فخر الوطن»، تعبيراً عن الصورة المشرقة لقيادة دولة الإمارات الرشيدة، في تقدير جهود العاملين في خط الدفاع الأول في القطاع الصحي، وتضحياتهم ودورهم في المحافظة على صحة مجتمع الدولة وسلامته، وذلك باعتماد برنامج للمنح الدراسية في المدارس الإماراتية، تُقدَّم إلى أبناء هؤلاء العاملين في جميع أنحاء الدولة، حيث يحصل الطلبة على منح دراسية كاملة للدراسة في المدارس الحكومية، بدءاً من العام الدراسي الحالي 2020-2021، وحتى إكمالهم المرحلة الثانوية.
مبادرة «حيّاكم» التي ستقدِّم منحاً تغطي لأبناء العاملين في الخطوط الأمامية في القطاع الصحي تكاليف تعليمهم وأجهزة الحاسوب المحمولة، ومصاريف النقل المدرسي، قال عنها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، في تغريدة في «تويتر»، إنها بادرة شكر وتقدير من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، «للدور البطولي الذي يقدمونه في مواجهة هذه الجائحة، نفخر بجهودهم، ونثمّن تضحياتِهم الكبيرة في المحافظة على صحة وسلامة الوطن»، فيما قال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي: «جهود بطولية يبذلها العاملون في خط الدفاع الأول بالقطاع الصحي الإماراتي، ومبادرة «حيّاكم» هي بادرة امتنان وتعاضد مجتمعي تشدّ من أزرهم، وتمنحهم مزيداً من العزم لمواجهة (كوفيد-19)».
هذا التقدير الذي يحظى به العاملون في خط الدفاع الأول في القطاع الصحي، من قبل قيادتنا الرشيدة، ليس بالأمر الجديد ولا المستغرب، إذ إن المتتبع لما قدّمته القيادة من دعم لهؤلاء الأبطال الذين افتدوا الوطن وأهله في مرحلة صعبة يمرّ العالم بها، يلحظ حجم التقدير المُقدّم إليهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فاجأت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، أبطال خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس من الطبيبات والأطباء في مختلف مواقع عملهم وعبر هواتفهم الشخصية في جميع أنحاء الإمارات، في أبريل الماضي، برسالة مؤثرة من سموها تقول فيها: «إلى ابني/ ابنتي/ الدكتور/ الدكتورة/، أرفع لك أسمى آيات الشكر على ما تبذله من جهود، لحماية المرضى والمصابين بفيروس كورونا، قلوبنا معكم في تلبية نداء الوطن، الذي يعد تاجاً نفخر به وقت الأزمات. الله يحفظكم ويخليكم ذخراً للوطن. أمك، فاطمة بنت مبارك».
إن أبطال خط الدفاع الأول، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية لأجل صحة الناس وسلامتهم في دولة الإمارات، وقدموا خدماتهم الكبيرة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعصف بالعالم، جسّدوا كل معاني الثقافة التي تربّى عليها أبناء دولة الإمارات، من مواطنين ومقيمين، في التفاني والإخلاص والعمل بجدّ، غير آبهين إلا بحياة الناس ورعايتهم وحماية صحتهم، مقدّمين صورة ناصعة لمعاني الخير والعطاء، ومؤكدين أن قيم التكافل والتعاضد والتضحيات هي الوجه الحقيقي لدولة الإمارات، وقيادتها، وأهلها.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.