في الآونة الأخيرة، أبلغ مجتمع الاستخبارات الأميركية الكونجرس أنه لن يطلِع المشرعين شخصياً على إجراءات تأمين الانتخابات الرئاسية. وبدلاً من ذلك، ستفي الوكالات بالتزامها بالإشراف الخاص بالكونجرس من خلال تقديم «منتجات استخباراتية كاملة مكتوبة»، كما كتب مدير الاستخبارات الوطنية «جون راتكليف» في رسائل إلى رؤساء لجنتي الاستخبارات بمجلسي النواب والشيوخ.
فهل يعد هذا تغييراً بيروقراطياً؟ بالكاد. فقد أثارت هذه الخطوة عاصفة من الاحتجاج، لا سيما من جانب «الديمقراطيين»، الذين فسروا الخطوة بأن الهدف منها قد يكون إخفاء أسرار حساسة حول المحاولات الروسية المستمرة لتعطيل السباق الرئاسي الأميركي لعام 2020 والتدخل فيه.
يرى النقاد إنه مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الذي لم يتبق عليه سوى أسابيع قليلة، قد يحتاج العديد من الأميركيين -من المسؤولين المحليين إلى مديري وسائل التواصل الاجتماعي إلى الناخبين أنفسهم -إلى الوصول إلى هذه المعلومات للمساعدة في الحفاظ على سلامة التصويت. الآن، قد لا يحصلون عليها.
وقال أعضاء «ديمقراطيون» يتولون مسؤوليات الإشراف على الانتخابات في رسالة إلى مدير الاستخبارات الوطنية «راتكليف»: «إن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية لا يمتلك المعلومات الاستخباراتية التي يجمعها نيابة عن الشعب الأميركي، إنه أمين المعلومات».
الرئيس دونالد ترامب يرى أن التغيير تم إجراؤه جزئياً لسد تسريبات المعلومات السرية من النائب «آدم شيف» من كاليفورنيا، ورئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، و«ديمقراطيين» آخرين. وينفي عضو الكونجرس «آدم شيف» أنه هو أو أي من موظفيه قد سربوا معلومات سرية، ووصف التهمة بأنها «تبرير كاذب» من قبل الرئيس.
«راتكليف» في رسالته إلى الكونجرس أشار أيضاً إلى إن الانتقال إلى التقارير المكتوبة بالكامل سيوفر مزيداً من «الوضوح والاتساق» في جلسات الإحاطة في الكونجرس.
لكن المستندات المكتوبة ليست بديلاً جيداً للمناقشة الشخصية عندما يتعلق الأمر بإشراف الكونجرس على السلطة التنفيذية، كما يقول بعض الخبراء.
شخصياً، يمكن للأعضاء قياس النغمة وطرح الأسئلة والضغط للحصول على إجابات وإثارة القضايا الجانبية. هذا مهم بشكل خاص في الرقابة على الاستخبارات، حيث تكون مصادر المعلومات الخارجية شحيحة في أحسن الأحوال.
وقالت «آمي بي. زيجارت»، الزميلة البارزة في مؤسسة «هوفر» ومؤلفة كتاب عن الكونجرس والمجتمع الاستخباراتي، في مقابلة مع واشنطن بوست: «الإحاطات هي جوهر الإشراف على الاستخبارات».
وهي ذات اتجاهين، حيث يمكن للأعضاء إرسال رسالة. ففي أواخر يوليو الماضي، وجّهت رئيسة مجلس النواب «نانسي بيلوسي» انتقادات إلى مسؤول كبير في مجال مكافحة التجسس خلال إحاطة إعلامية، متهمة إياه بحجب تفاصيل التدخل الروسي. ومن خلال تقديم المعلومات على الورق فقط، قد يتمكن المسؤولون من تجنب مثل هذه الاشتباكات في المستقبل.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»