يقول الناشط القطري خالد الهيل، إن ما تم تسريبه عن فضيحة مؤامرة النائب الكويتي السابق مبارك الدويلة، في خيمة القذافي، جزء بسيط جداً مما لديه من أسرار وتسجيلات، وما في جعبته، حتى الآن، سيكون صفعة تاريخية لمؤمرات «الإخوان» على العالم العربي، وبالأخص على دول الخليج العربية. وخالد الهيل هو مَن توعد مراراً بنشر هذه التسجيلات، ولكن في وقتها المناسب، وبأنها لن تخرج دفعة واحدة، كي لا تختلط الأمور، ويأخذ كل ذي خيانة جزاءه منفرداً. ويبدو أن الهيل يتطلع لمزيد من «الأكشن». والحقيقة أن الأمر يستحق الترقب، رغم كل ما نعرفه عن خبث «الإخوان»، وأنه لا قديم ينكر، ولا جديد يذكر تحت عباءة هذا الحزب التخريبي اللئيم، وكل مَن ينتمي إليه.
لم يكن صاحب الانقلاب الشهير بـ«ثورة الفاتح» عام 1969، والضابط الحالم في الجيش الليبي آنذاك، ذا طموح يتوقف عند حدود انقلاب ينفذه في أرضه فحسب، بل مَن يلمح مجرد صورة لهذا القائد النرجسي المتربع على ثروات نفط بلاده، سيعرف أن غطرسته لن توقفه عند حدود ليبيا، بل ستقوده إلى نشر العبث والانقلابات والفوضى في العالم العربي، وربما في العالم كله، كيف لا وقد خلع على نفسه لقب «ملك ملوك أفريقيا»، وطموحاته تقوده لأبعد من ذلك، بدءاً بمخططات الخيمة، لولا رحمة الله التي سبقت كل شيء.
أصحاب العقول المؤامراتية لديهم هاجس التجسس ورصد الصديق قبل العدو، وهذا ما بدت عليه شخصية القذافي الذي جعل من خيمته غرفة عمليات للتسجيل والمراقبة السرية، ورصد كل ضيف من الضيوف الذين يدخلونها، والذين يتم انتقاؤهم بدقة وبمعايير تتطابق وخططه، وتتسم بالاستعداد التام للخيانة والانقلاب على الأوطان، دون اكتراث لأرض أو وطن، ودون ولاء لحاكم أو مجتمع.. وهذا ديدن «الإخوان» كما عرفناه عنهم، ولا نستغربه منهم. لكن اللافت أن هذه المخططات لم تستطع أن تدخل حيز التنفيذ، رغم طول أمدها، ورغم ما كلفته من أعمال سرية وسفريات وتنقلات ومصاريف.. وقد تكشف لنا الأيام أطرافاً أخرى ممولة أو داعمة لهذه المؤامرات ضد دول الخليج وحكوماتها، منذ بداية الألفية، وربما قبل ذلك، حتى اشتعال الثورة في ليبيا في 17 فبراير 2011 والتي اقتلعت القذافي في 20 أكتوبر 2011، أي في مدة لم تتجاوز الثمانية أشهر. وهنا المفارقة العجيبة؛ إذ استمر القذافي عقوداً ينسج المؤامرات في خيمته، ثم عصفت به ثورة في أشهر معدودات!
تورط «إخوان» الكويت، بشكل كبير وخطير، في هندسة مؤامرات خيمة القذافي ضد الخليج، كما أظهرت التسريبات التي تدين الهارب حاكم المطيري والبرلماني السابق مبارك الدويلة، والتي لم ينكرها الأخير، بل بررها بأكاذيب اضطرت وزير الديوان الأميري إلى أن يصدر بياناً، من خلال وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، يكذب فيه مزاعم الدويلة، ليتم بعد ذلك مباشرة استدعاؤه من أمن الدولة الكويتي، والتحقيق معه بشأن التسجيلات التي تآمر فيها ضد المملكة العربية السعودية. والمأمول الآن من دولة الكويت الشقيقة، أن تتخذ وبشكل عاجل إجراءات صارمة لتجريم تنظيم «الإخوان» في الكويت وخارجها، وإدراجهم كتنظيم إرهابي، وأن تحذو حذو المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اللتين بادرتا مبكراً باجتثاث هذا التيار الإرهابي الخبيث.
يبدو أننا على موعد مع المزيد من المفاجآت والتسريبات، ليس على صعيد الأفراد فحسب، بل على صعيد الدول أيضاً، علماً بأن رؤوس الخيانات، الذين ظهروا في تلك التسجيلات، هم أول من انقلب على عراب المؤامرات صاحب الخيمة، حين أسقطه شعبه، فانفضوا من حوله، وشتموه على منابرهم، مطالبينه بالتنحي.. هؤلاء هم «الإخوان» الذين تبرأت منهم دول تنشد السلام والاستقرار.