عادت قضية بريكسيت من جديد، والواقع أنها لم تغب أبدا. فمازال الجانبان يتجادلان في غمرة جائحة لا ترحم وحظر سفر وانهيار اقتصادي. وتركت بريطانيا رسمياً الاتحاد الأوروبي في يناير، لكن البلاد مازالت في مرحلة انتقالية حتى نهاية العام وهو الموعد الذي يتعين عليها فيه أن تتوصل، أو لا تتوصل، إلى صفقة مع الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة والأمن والسفر والعلاقات المالية في المستقبل. ولا بأس إذا قلنا إن بريطانيا، الدولة التي بها ثالث أكبر حصيلة وفيات من فيروس كورونا في العالم، والتي دخل رئيس وزرائها العناية المركزة لعلاجه من الإصابة، ابتعد اهتمامها عن جدل «بريكسيت» المطول بشأن صيد الأسماك والرسوم الجمركية في البحر الأيرلندي والمشاركة في معايير الطيران.
لكن بريكسيت مازال يمثل قضية كبيرة لرئيس الوزراء بوريس جونسون الذي رهن مشواره السياسي بتحقيقه، رغم أن قائمين باستطلاعات للرأي يرون أن معظم البريطانيين أكثر انشغالا بكثير بالفيروس وركود الاقتصاد. ويوم 15 يونيو، عقد جونسون وأورسولا فون دير ليين، رئيسة المفوضية الأوروبية وزعماء آخرون من البرلمان والمجلس الأوروبيين، أول محادثات رفعية المستوى منذ شهور في اجتماع بالكاميرات عن بُعد بين لندن وبروكسل. وبعد الجلسة أعلن جونسون بسعادة أنه يمكن التوصل إلى اتفاق بحلول يوليو. ورد الزعماء الأوروبيون بالقول إنه لن يكون هناك اتفاق ما لم توافق بريطانيا على طلبات الاتحاد الأوروبي التي تضمن "استواء أرض الملعب".
وتظل هذه نقطة صعبة أمام الأوروبيين الذين لا يريدون أن يكون لبريطانيا قوانين بيئية وصحية وعمالية مختلفة- أي أضعف وأكثر مرونة- ودعم حكومي أكثر سخاء مما قد يعطي المملكة المتحدة ميزة تجارية غير عادلة. وحقق حزب المحافظين بزعامة جونسون انتصاراً كاسحاً في ديسمبر بناء على الوعد بتنفيذ بريكسيت. لكن كثيرين على جانبي القناة الإنجليزية يزعمون أن جائحة كورونا ربما تسمح بالتمديد من أجل التوصل إلى صفقة.
فكل أوروبا تعاني الآن على الأرجح من حالة ركود اقتصادي، مع توقع تقلصات اقتصادية تاريخية هذا العام، إلى جانب مواجهة أزمة كوفيد-19 الصحية الحالية. وتحث الأنشطة الاقتصادية في بريطانيا الحكومة على التوصل إلى اتفاق بدلا من جلب المزيد من عدم الاستقرار بسبب الانفصال المفاجئ عن الاتحاد الأوروبي. وكتبت «كارولين فيربيرن» المديرة العامة لـ «اتحاد صناعة النشاط الاقتصادي»، وهو جماعة ضغط، على تويتر تقول «تكافح كثير من الأنشطة الاقتصادية لتصمد أمام تتابع تداعيات كوفيد19. الحكومة استبعدت التمديد، والأنشطة الاقتصادية لا خيار أمامها سوى التخطيط على هذا الأساس. لكن هذا يعني أن التوصل إلى صفقة هو الخيار المقبول الوحيد».
وتوصل مسح في الآونة الأخيرة لمجموعة «ابسوس موري» لاستطلاعات الرأي إلى أن غالبية البريطانيين يؤيدون توسيع الفترة الانتقالية ويقولون فيما يبدو: فيما العجلة؟ وتوصل المسح نفسه إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع البريطانيين يريدون أن تعمل المملكة المتحدة عن كثب مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتصدي لفيروس كورونا. وأشار بن بيج، الرئيس التنفيذي لمجموعة «أبسوس موري» أن قلق الجمهور من بريكسيت تنحي جانبا ويرجع هذا في جانب منه إلى جائحة فيروس كورونا والاقتصاد. وذكر «بيج» أن نحو ثلث البريطانيين يعتقدون أن بلادهم تركت بالفعل الاتحاد الأوروبي. ومضى بيج يقول «بالنسبة للباقين لا يمثل بريكسيت القضية الأكثر هيمنة في الوقت الحالي، لكن أتوقع أن تتزايد أهميتها تدريجيا مع تقدمنا نحو الموعد". وفي البيان المشترك بعد اجتماع يوم الاثنين، أشار الجانبان إلى أن بريطانيا لا تريد التقدم بطلب تمديد للفترة الانتقالية التي تنتهي في 31 ديسمبر. وجاء في البيان أن «هناك مناقشات بناءة لكن هناك حاجة إلى قوة دفع جديدة».
وفي بروكسل، صرح دبلوماسي أوروبي طلب عدم نشره اسمه أنه من الخطر عدم التوصل إلى اتفاق. ويريد مفاوضو الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق يتضمن تعهدات ملزمة فيما يتعلق بتشريعات البيئة وتغير المناخ وغسل الأموال وقضايا الضرائب والمساعدات الحكومية. وذكر دبلوماسيون أن المملكة المتحدة تسعى في سبيل التوصل إلى اتفاق تجارة ليس به إلا القليل من الروابط التي تربطها بالتكتل. ويريد الأوروبيون أن يكون للصيادين إمكانية دخول أعمق في المياه البريطانية وهذا خط أحمر بالنسبة للندن. وذكر دبلوماسيون أوروبيون أن الفيروس بدل الأوضاع. فمع اعتزام الاتحاد الأوروبي إنفاق المليارات للتصدي للفيروس، نجد الزعماء الأوروبيين أقل حرصا على إنفاق الساعات بشأن اتفاق تجارة للمستقبل مع المملكة المتحدة.
وذكر ميشيل بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي أنه «لا يمكننا ببساطة منح المملكة المتحدة إمكانية الدخول إلى سوقنا التي بها 450 مليون شخص دون قواعد واضحة تضمن احترام المنافسة الاقتصادية العادلة. المملكة المتحدة تطلب منا أن نصدقهم ونتأكد أنها لن تتورط في منافسة غير عادلة ولن تسعى إلى إضعاف المعايير الأوروبية. بل قالوا إنهم سيحافظون على معايير أرقى من معاييرنا. لكن المفاوضين البريطانيين يرفضون إلزام أنفسهم في الاتفاق».
لكن بريكسيت مازال يمثل قضية كبيرة لرئيس الوزراء بوريس جونسون الذي رهن مشواره السياسي بتحقيقه، رغم أن قائمين باستطلاعات للرأي يرون أن معظم البريطانيين أكثر انشغالا بكثير بالفيروس وركود الاقتصاد. ويوم 15 يونيو، عقد جونسون وأورسولا فون دير ليين، رئيسة المفوضية الأوروبية وزعماء آخرون من البرلمان والمجلس الأوروبيين، أول محادثات رفعية المستوى منذ شهور في اجتماع بالكاميرات عن بُعد بين لندن وبروكسل. وبعد الجلسة أعلن جونسون بسعادة أنه يمكن التوصل إلى اتفاق بحلول يوليو. ورد الزعماء الأوروبيون بالقول إنه لن يكون هناك اتفاق ما لم توافق بريطانيا على طلبات الاتحاد الأوروبي التي تضمن "استواء أرض الملعب".
وتظل هذه نقطة صعبة أمام الأوروبيين الذين لا يريدون أن يكون لبريطانيا قوانين بيئية وصحية وعمالية مختلفة- أي أضعف وأكثر مرونة- ودعم حكومي أكثر سخاء مما قد يعطي المملكة المتحدة ميزة تجارية غير عادلة. وحقق حزب المحافظين بزعامة جونسون انتصاراً كاسحاً في ديسمبر بناء على الوعد بتنفيذ بريكسيت. لكن كثيرين على جانبي القناة الإنجليزية يزعمون أن جائحة كورونا ربما تسمح بالتمديد من أجل التوصل إلى صفقة.
فكل أوروبا تعاني الآن على الأرجح من حالة ركود اقتصادي، مع توقع تقلصات اقتصادية تاريخية هذا العام، إلى جانب مواجهة أزمة كوفيد-19 الصحية الحالية. وتحث الأنشطة الاقتصادية في بريطانيا الحكومة على التوصل إلى اتفاق بدلا من جلب المزيد من عدم الاستقرار بسبب الانفصال المفاجئ عن الاتحاد الأوروبي. وكتبت «كارولين فيربيرن» المديرة العامة لـ «اتحاد صناعة النشاط الاقتصادي»، وهو جماعة ضغط، على تويتر تقول «تكافح كثير من الأنشطة الاقتصادية لتصمد أمام تتابع تداعيات كوفيد19. الحكومة استبعدت التمديد، والأنشطة الاقتصادية لا خيار أمامها سوى التخطيط على هذا الأساس. لكن هذا يعني أن التوصل إلى صفقة هو الخيار المقبول الوحيد».
وتوصل مسح في الآونة الأخيرة لمجموعة «ابسوس موري» لاستطلاعات الرأي إلى أن غالبية البريطانيين يؤيدون توسيع الفترة الانتقالية ويقولون فيما يبدو: فيما العجلة؟ وتوصل المسح نفسه إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع البريطانيين يريدون أن تعمل المملكة المتحدة عن كثب مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتصدي لفيروس كورونا. وأشار بن بيج، الرئيس التنفيذي لمجموعة «أبسوس موري» أن قلق الجمهور من بريكسيت تنحي جانبا ويرجع هذا في جانب منه إلى جائحة فيروس كورونا والاقتصاد. وذكر «بيج» أن نحو ثلث البريطانيين يعتقدون أن بلادهم تركت بالفعل الاتحاد الأوروبي. ومضى بيج يقول «بالنسبة للباقين لا يمثل بريكسيت القضية الأكثر هيمنة في الوقت الحالي، لكن أتوقع أن تتزايد أهميتها تدريجيا مع تقدمنا نحو الموعد". وفي البيان المشترك بعد اجتماع يوم الاثنين، أشار الجانبان إلى أن بريطانيا لا تريد التقدم بطلب تمديد للفترة الانتقالية التي تنتهي في 31 ديسمبر. وجاء في البيان أن «هناك مناقشات بناءة لكن هناك حاجة إلى قوة دفع جديدة».
وفي بروكسل، صرح دبلوماسي أوروبي طلب عدم نشره اسمه أنه من الخطر عدم التوصل إلى اتفاق. ويريد مفاوضو الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق يتضمن تعهدات ملزمة فيما يتعلق بتشريعات البيئة وتغير المناخ وغسل الأموال وقضايا الضرائب والمساعدات الحكومية. وذكر دبلوماسيون أن المملكة المتحدة تسعى في سبيل التوصل إلى اتفاق تجارة ليس به إلا القليل من الروابط التي تربطها بالتكتل. ويريد الأوروبيون أن يكون للصيادين إمكانية دخول أعمق في المياه البريطانية وهذا خط أحمر بالنسبة للندن. وذكر دبلوماسيون أوروبيون أن الفيروس بدل الأوضاع. فمع اعتزام الاتحاد الأوروبي إنفاق المليارات للتصدي للفيروس، نجد الزعماء الأوروبيين أقل حرصا على إنفاق الساعات بشأن اتفاق تجارة للمستقبل مع المملكة المتحدة.
وذكر ميشيل بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي أنه «لا يمكننا ببساطة منح المملكة المتحدة إمكانية الدخول إلى سوقنا التي بها 450 مليون شخص دون قواعد واضحة تضمن احترام المنافسة الاقتصادية العادلة. المملكة المتحدة تطلب منا أن نصدقهم ونتأكد أنها لن تتورط في منافسة غير عادلة ولن تسعى إلى إضعاف المعايير الأوروبية. بل قالوا إنهم سيحافظون على معايير أرقى من معاييرنا. لكن المفاوضين البريطانيين يرفضون إلزام أنفسهم في الاتفاق».
وليام بوث
رئيس مكتب واشنطن بوست في لندن
رئيس مكتب واشنطن بوست في لندن
كوينتن آريز
صحفي مقيم في بروكسل
كارلا آدم
مراسلة واشنطن بوست في لندن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
مراسلة واشنطن بوست في لندن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»