منذ تفشي جائحة كورونا، أو «كوفيد- 19»، وفقاً لتسمية منظمة الصحة العالمية، ومواقع التواصل الاجتماعي، والعديد من وسائل الإعلام مشتعلة بإطلاق تعليقات وأحاديث واتهامات بأن هذه الدولة أو تلك أو منظومة دول بعينها قد أطلقت هذا الوباء ضمن حرب بيولوجية مدبرة تهدف إلى تحطيم اقتصاد هذه الدولة أو تلك.
لكن مثل هذه الاتهامات الخطيرة لا يمكن لعاقل أن يصدقها أو يقتنع بها، لأنّ مثل هذه المقاصد لا يمكن أن تشرع فيها دول يرسم سياساتها ويدبر أمورها بشر عقلاء، فالإبادة الجماعية للبشر عن طريق إطلاق الفيروسات والجراثيم أمر لا يمكن تصديقه أو حتى استيعابه، لأنه ما إن تطلق الفيروسات والجراثيم في الجو بمقادير هائلة، فإنه لا يمكن التحكم فيها بعد ذلك أو السيطرة عليها، وستنتشر في أجواء الكرة الأرضية انتشار النار في الهشيم وبشكل مروع لكي يرتد تأثيرها على الجهة التي أطلقتها، ولو أن موقعها على بعد آلاف الأميال من مركز الإطلاق، إلا إذا كان قد تم اقترافه من جهات إرهابية يتحكم فيها بشر غير أسوياء ومختلي العقول لا تهمهم سلامة البشرية، أو الكرة الأرضية في شيء، وهذا أمر مستبعد حتى الآن بالنسبة لموضوع كورونا.
أما فيما يتعلّق بنظرية المؤامرة في موضوع «كوفيد- 19» وكورونا المتطورة، فالأمر ليس بمستجد، فالبشرية درجت على ذلك منذ أمد بعيد، ربما يعود إلى بدايات القرن العشرين وتطور وسائل النشر والإعلام والاتصال والمواصلات وسهولة تواصل البشر مع بعضهم بعضاً بسرعة فائقة، وانتقالهم من مكان إلى آخر بيسر وسهولة، فما أن يحدث أمر جلل في هذه البقعة من الأرض أو تلك حتى تبرز نظرية المؤامرة فوراً إلى الواجهة، ويتم تداول الإشاعات حولها بسرعة البرق.
وفي الماضي البعيد لكي يتم التآمر كان الأمر يعني «الفعل الجماعي الخفي»، وهي صورة ذهنية لأكثر الأمور سرية وجوهرية يتم التشارك فيها لحبك المكائد، حيث يتم ابتكار القضايا الخبيثة واللئيمة في غرف سوداء مغلقة بشكل محكم يتم العمل في داخلها بكفاءة عالية، بحيث تخرج المكائد الشريرة منها مكتملة كعاكس للشرور واللؤم والخبث تهديداً للآخرين بعواطف انفعالية جياشة، ويتم تنفيذها بفظاعات لا يصدقها العقل.
في الأزمنة الحديثة تغير الأمر إلى حد ما، «نظرية المؤامرة» تعني نوعاً محدداً جداً من وضع الخطط أولاً، وهذا الوضع يتم من قبل أكثر من شخص، وليس من قبل ذئب منفرد، فلا يوجد شخص واحد يستطيع وضع خطة محكمة وناجحة للتآمر.
والمتآمرون عادة لا يفصحون عن نواياهم الحقيقية، أو عن بيانهم أو دستورهم الرابط بينهم أمام العالم، ويبقونه سراً فيما بينهم. وإلى هذه اللحظة لا توجد أدلة على صحة نظرية المؤامرة التي أطلقت بشأن كورونا، فنشطاء التواصل الاجتماعي والمغردون وأصحاب مواقع اليوتيوب غير الملتزمين بأخلاقيات مهنهم ومروجي الإشاعات ومحبي نظرية المؤامرة ربما يؤمنون بصحة ما يطلقونه من بنات أفكارهم وتخيلاتهم، في حين أن آخرين لهم أسباب خافية للادعاء بأنهم يصدقون كل ما يطلق حول وجود مؤامرة قائمة.
لذلك فإن البشر في كل مكان مطالبون بعدم الأخذ بما يطلق من إشاعات ونظريات مؤامرة حول الجائحة التي تعصف بالبشر والتركيز على حماية أنفسهم منها ما استطاعوا، واستقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة، والابتعاد كلية عن كل ما يشاع، والابتهال إلى الله عز وجل أن يقي البشرية جمعاء شر كورونا والشرور الأخرى كافة، إنه سميع مجيب.
*كاتب إماراتي
لكن مثل هذه الاتهامات الخطيرة لا يمكن لعاقل أن يصدقها أو يقتنع بها، لأنّ مثل هذه المقاصد لا يمكن أن تشرع فيها دول يرسم سياساتها ويدبر أمورها بشر عقلاء، فالإبادة الجماعية للبشر عن طريق إطلاق الفيروسات والجراثيم أمر لا يمكن تصديقه أو حتى استيعابه، لأنه ما إن تطلق الفيروسات والجراثيم في الجو بمقادير هائلة، فإنه لا يمكن التحكم فيها بعد ذلك أو السيطرة عليها، وستنتشر في أجواء الكرة الأرضية انتشار النار في الهشيم وبشكل مروع لكي يرتد تأثيرها على الجهة التي أطلقتها، ولو أن موقعها على بعد آلاف الأميال من مركز الإطلاق، إلا إذا كان قد تم اقترافه من جهات إرهابية يتحكم فيها بشر غير أسوياء ومختلي العقول لا تهمهم سلامة البشرية، أو الكرة الأرضية في شيء، وهذا أمر مستبعد حتى الآن بالنسبة لموضوع كورونا.
أما فيما يتعلّق بنظرية المؤامرة في موضوع «كوفيد- 19» وكورونا المتطورة، فالأمر ليس بمستجد، فالبشرية درجت على ذلك منذ أمد بعيد، ربما يعود إلى بدايات القرن العشرين وتطور وسائل النشر والإعلام والاتصال والمواصلات وسهولة تواصل البشر مع بعضهم بعضاً بسرعة فائقة، وانتقالهم من مكان إلى آخر بيسر وسهولة، فما أن يحدث أمر جلل في هذه البقعة من الأرض أو تلك حتى تبرز نظرية المؤامرة فوراً إلى الواجهة، ويتم تداول الإشاعات حولها بسرعة البرق.
وفي الماضي البعيد لكي يتم التآمر كان الأمر يعني «الفعل الجماعي الخفي»، وهي صورة ذهنية لأكثر الأمور سرية وجوهرية يتم التشارك فيها لحبك المكائد، حيث يتم ابتكار القضايا الخبيثة واللئيمة في غرف سوداء مغلقة بشكل محكم يتم العمل في داخلها بكفاءة عالية، بحيث تخرج المكائد الشريرة منها مكتملة كعاكس للشرور واللؤم والخبث تهديداً للآخرين بعواطف انفعالية جياشة، ويتم تنفيذها بفظاعات لا يصدقها العقل.
في الأزمنة الحديثة تغير الأمر إلى حد ما، «نظرية المؤامرة» تعني نوعاً محدداً جداً من وضع الخطط أولاً، وهذا الوضع يتم من قبل أكثر من شخص، وليس من قبل ذئب منفرد، فلا يوجد شخص واحد يستطيع وضع خطة محكمة وناجحة للتآمر.
والمتآمرون عادة لا يفصحون عن نواياهم الحقيقية، أو عن بيانهم أو دستورهم الرابط بينهم أمام العالم، ويبقونه سراً فيما بينهم. وإلى هذه اللحظة لا توجد أدلة على صحة نظرية المؤامرة التي أطلقت بشأن كورونا، فنشطاء التواصل الاجتماعي والمغردون وأصحاب مواقع اليوتيوب غير الملتزمين بأخلاقيات مهنهم ومروجي الإشاعات ومحبي نظرية المؤامرة ربما يؤمنون بصحة ما يطلقونه من بنات أفكارهم وتخيلاتهم، في حين أن آخرين لهم أسباب خافية للادعاء بأنهم يصدقون كل ما يطلق حول وجود مؤامرة قائمة.
لذلك فإن البشر في كل مكان مطالبون بعدم الأخذ بما يطلق من إشاعات ونظريات مؤامرة حول الجائحة التي تعصف بالبشر والتركيز على حماية أنفسهم منها ما استطاعوا، واستقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة، والابتعاد كلية عن كل ما يشاع، والابتهال إلى الله عز وجل أن يقي البشرية جمعاء شر كورونا والشرور الأخرى كافة، إنه سميع مجيب.
*كاتب إماراتي