في الوقت الذي نجحت فيه نسبياً إجراءات التباعد الاجتماعي، وحظر التجول أحياناً، في خفض احتمالات التعرض للعدوى بفيروس كورونا، فإن التزايد اليومي في أعداد المصابين والوفيات، يُظهِر أيضاً أن هذه الإجراءات ليست بالكافية، ناهيك عن تكلفتها الاقتصادية، والتي تدفع تدريجياً باقتصادات العالم نحو كساد لم تشهده منذ قرابة قرن.
ولذلك، وبخلاف احتمال تولد ما يعرف بمناعة القطيع، والتي قد تستغرق وقتاً طويلاً، وبتكلفة إنسانية واقتصادية فادحة، تتعلق الآمال حالياً بتطوير تطعيم يُمكّن جهاز المناعة من مقاومة الفيروس ذاتياً. وبالفعل بدأت تجربة أول تطعيم على البشر الشهر الماضي، في مدينة سياتل الأميركية على أيدي علماء أحد أشهر المراكز البحثية (Kaiser Permanente)، والذين اتخذوا خطوة غير مسبوقة بتخطي مرحلة الاختبار على الحيوانات، لضمان أمن وسلامة التطعيم.
وعلى المنوال نفسه، أعلن علماء جامعة أوكسفورد ببريطانيا، عن عزمهم على تطوير تطعيم خلال الشهور القليلة القادمة، آملين في توفير مليون جرعة منه بحلول شهر سبتمبر المقبل، وإن كان من المبكر الحكم على فعالية هذا التطعيم، أو حتى مدى أمنه للاستخدام البشري. ولاستيفاء هذا الشرط، شرع بالفعل علماء منظمة البحوث العلمية والصناعية بأستراليا (Commonwealth Scientific and Industrial Research Organisation) في تجربة تطعيم جامعة أوكسفورد على أحد أنواع الحيوانات الثديية الصغيرة، وهو ما من شأنه أن يظهر أيضاً مدى فعاليته في البشر. وفي الآونة الأخيرة أعلن اثنان من عمالقة صناعة الدواء، هما سانوفي وجلاكسو، إنشاءهما تحالفاً علمياً سينخرط فيه علماء وباحثو الشركتين للوصول إلى تطعيم في أقرب وقت ممكن.
لكن رغم هذه الجهود الحثيثة في العديد من المراكز البحثة حول العالم، وتخطي إجراءات الأمن والسلامة أحياناً، فإن الكثيرين يعتقدون أنه لن يتوفر تطعيم ضد فيروس كورونا قبل منتصف العام القادم. فالمعروف والمعتاد أن تطوير تطعيم طبي يستغرق سنوات، وفي الأحيان يستغرق عقوداً، ولذا رغم السرعة الهائلة التي تنفذ بها تجارب التطعيم الجديد، فإن أكثر المتفائلين يعتقدون أن الأمر سيستغرق من عام إلى عام ونصف العام. وحالياً يصاب البشر بأمراض تتسبب فيها أنواع أخرى من فيروسات كورونا، ولم يفلح الطب الحديث حتى الآن في تطوير تطعيم ضد أي منها. وحتى إذا ما تم تطوير تطعيم فعالٍ وآمن، فما يزال هناك تحدي إنتاج مئات الملايين من الجرعات، وتوزيعها على مختلف مناطق وأصقاع العالم، وهو في حد ذاته تحدٍ هائل، بناءً على الخبرة الدولية السابقة في إدارة وتنفيذ برامج التطعيمات المتوفرة الحالية.
*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية
ولذلك، وبخلاف احتمال تولد ما يعرف بمناعة القطيع، والتي قد تستغرق وقتاً طويلاً، وبتكلفة إنسانية واقتصادية فادحة، تتعلق الآمال حالياً بتطوير تطعيم يُمكّن جهاز المناعة من مقاومة الفيروس ذاتياً. وبالفعل بدأت تجربة أول تطعيم على البشر الشهر الماضي، في مدينة سياتل الأميركية على أيدي علماء أحد أشهر المراكز البحثية (Kaiser Permanente)، والذين اتخذوا خطوة غير مسبوقة بتخطي مرحلة الاختبار على الحيوانات، لضمان أمن وسلامة التطعيم.
وعلى المنوال نفسه، أعلن علماء جامعة أوكسفورد ببريطانيا، عن عزمهم على تطوير تطعيم خلال الشهور القليلة القادمة، آملين في توفير مليون جرعة منه بحلول شهر سبتمبر المقبل، وإن كان من المبكر الحكم على فعالية هذا التطعيم، أو حتى مدى أمنه للاستخدام البشري. ولاستيفاء هذا الشرط، شرع بالفعل علماء منظمة البحوث العلمية والصناعية بأستراليا (Commonwealth Scientific and Industrial Research Organisation) في تجربة تطعيم جامعة أوكسفورد على أحد أنواع الحيوانات الثديية الصغيرة، وهو ما من شأنه أن يظهر أيضاً مدى فعاليته في البشر. وفي الآونة الأخيرة أعلن اثنان من عمالقة صناعة الدواء، هما سانوفي وجلاكسو، إنشاءهما تحالفاً علمياً سينخرط فيه علماء وباحثو الشركتين للوصول إلى تطعيم في أقرب وقت ممكن.
لكن رغم هذه الجهود الحثيثة في العديد من المراكز البحثة حول العالم، وتخطي إجراءات الأمن والسلامة أحياناً، فإن الكثيرين يعتقدون أنه لن يتوفر تطعيم ضد فيروس كورونا قبل منتصف العام القادم. فالمعروف والمعتاد أن تطوير تطعيم طبي يستغرق سنوات، وفي الأحيان يستغرق عقوداً، ولذا رغم السرعة الهائلة التي تنفذ بها تجارب التطعيم الجديد، فإن أكثر المتفائلين يعتقدون أن الأمر سيستغرق من عام إلى عام ونصف العام. وحالياً يصاب البشر بأمراض تتسبب فيها أنواع أخرى من فيروسات كورونا، ولم يفلح الطب الحديث حتى الآن في تطوير تطعيم ضد أي منها. وحتى إذا ما تم تطوير تطعيم فعالٍ وآمن، فما يزال هناك تحدي إنتاج مئات الملايين من الجرعات، وتوزيعها على مختلف مناطق وأصقاع العالم، وهو في حد ذاته تحدٍ هائل، بناءً على الخبرة الدولية السابقة في إدارة وتنفيذ برامج التطعيمات المتوفرة الحالية.
*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية