عدد اليوم
كرابي، الواحة الخلابة في قلب تايلاند، تعتبر واحدة من أروع الجواهر في تاج الطبيعة الساحرة، هذه المنطقة الشهيرة بجمالها الطبيعي الفريد والمياه الفيروزية الصافية التي تحتضن شواطئها الرملية البيضاء، قدمت لي خمسة أيام من الفردوس المطلق التي سأرويها لكم بكل تفاصيلها.
بدأت رحلتي إلى كرابي بالهبوط في مطار كرابي الدولي، الذي يستقبل آلاف الزوار يومياً من مختلف أنحاء العالم.. من هناك، يمكن الانتقال إلى المدينة عبر سيارة أجرة أو حافلة، حيث يبعد المطار نحو أربعين دقيقة عن قلب كرابي، أفضل طريقة في رأيي للسفر إلى كرابي من بانكوك هي الطائرة التي تستغرق ساعة ونصف تقريباً، وهناك خيار للذهاب بالحافلة، ولكنها رحلة طويلة ومرهقة تستغرق نحو سبع ساعات، للعلم هناك رحلات مباشرة من دبي إلى مطار كرابي الدولي.
من أبرز المعالم في كرابي شواطئها التي تستحق الزيارة، ومنها شاطئ رايلي المعروف بمناظره الخلابة وصخوره الجيرية المهيبة، يتيح فرصاً لتسلق الصخور والتجديف بالكاياك، وهناك شاطئ آو نانغ، أكثر الشواطئ شهرة ونشاطاً، ويقدم مزيجاً من الأنشطة الترفيهية والمطاعم والمتاجر، بالإضافة إلى أجواء ليلية متفردة.
وكان المطبخ التايلاندي المعروف بتنوعه وغناه بالنكهات، جزءاً لا يتجزأ من تجربتي، من «توم يام كونغ»، شوربة الجمبري الحارة التي تستثير الحواس، إلى «باد تاي»، الطبق القومي المحبوب الذي يمزج النودلز مع نكهات الفول السوداني والليمون، كل لقمة كانت تحفة فنية.
ما يميز كرابي ليس فقط شواطئها، بل أيضاً الأنشطة المتعددة التي يمكن ممارستها، خاصة التجديف بين الجزر الصغيرة، والغوص بين الشعاب المرجانية، والسباحة في البحيرات الطبيعية، كلها جعلت من كل يوم مغامرة جديدة، ولا يمكن نسيان الرحلات إلى الكهوف الغامضة والشلالات الخفية التي تقدم تجارب لا تُنسى، كما يمكنك زيارة جزيرة «بي بي» الشهيرة من هنا بدلاً من زيارتها من بوكيت التي تقع على الجانب الآخر من كرابي.
تتمتع كرابي بطقس مداري، حيث تكون الأشهر من نوفمبر إلى مارس هي الأفضل للزيارة، مع درجات حرارة معتدلة وأمطار أقل، فخلال هذه الفترة، تكون السماء صافية والمياه هادئة، مما يجعلها مثالية للغوص والسباحة.
الضيافة التايلاندية واحدة من أبرز مميزات كرابي، فالسكان المحليون يعاملون الزوار بود واحترام، وهم دائماً مستعدون لمساعدة الغريب، هذه الروح الودودة تظهر في كل تفاصيل الحياة اليومية هناك، بدءاً من الابتسامات الصادقة إلى الخدمة الممتازة في المطاعم والفنادق.
بعد قضاء خمسة أيام في كرابي، أستطيع أن أقول بكل ثقة إنها واحدة من أروع الأماكن التي يمكن أن يزورها المرء، فهي تُعد مزيجاً مثالياً من الجمال الطبيعي، والثقافة الغنية، والضيافة التي لا تُنسى، مما يجعلها وجهة لا تُمحى من الذاكرة.
