الإثنين 16 سبتمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

علي يوسف السعد يكتب: يوم في قصر دراكولا

علي يوسف السعد يكتب: يوم في قصر دراكولا
3 سبتمبر 2024 01:14

هل يمكن لرحلة إلى قصر دراكولا في رومانيا، أن تتحول إلى مغامرة مليئة بالمرح والفكاهة؟ حسناً، انضموا إليّ في هذه الرحلة التي لم تكن مجرد زيارة لمعلم سياحي، بل كانت رحلة عبر الزمن والخيال، حيث باتت حدود الواقع والأساطير مُبهمة.
كل شيء بدأ بحماسة الطفل الكامن في داخلي، الذي لطالما أُعجب بقصص الأساطير والمغامرات الخيالية. وما الذي قد يُثير حماسة هذا الطفل أكثر من زيارة قصر الشخصية الأيقونية دراكولا، ذلك الكائن الغامض الذي ألهم الكثير من القصص والأفلام.
منذ اللحظة الأولى التي وطئت فيها قدماي أرض القصر، شعرت بأنني انتقلت إلى عالم آخر. الضباب الخفيف الذي كان يلف المكان، والطرق الحجرية التي تمر بين الأشجار العتيقة، كل شيء كان يبدو كما لو أنه مُستل من صفحات رواية خيالية. ولكن بدلاً من الشعور بالرهبة، لم أتمكن من كبح جماح الضحكة، عندما تخيلت نفسي أدخل القصر ليس كزائر، بل كمضيف يستعد لإقامة حفل عشاء للأشباح!  
لكن الحكاية لم تنته هنا. بعد الزيارة، بدأ الخيال يأخذ مجرى أكثر جنوناً في أحلامي. ليلة تلو الأخرى، كنت أجد نفسي عائداً إلى القصر كدراكولا نفسه، كنت أرتدي عباءة طويلة وأمشي بخطوات واثقة، وأتحدث بلكنة رومانية ثقيلة.
أما الأغرب فكان حلمي حيث أقيم حفل شاي، أدعو إليه السياح الذين جاؤوا لزيارة القصر، أقدم لهم الكعك المزين بأشكال خفافيش صغيرة، وأروي لهم قصصاً مضحكة عن حياة دراكولا، كيف يتعامل مع مشاكل الإنترنت في القصر، أو يحاول اختيار الزي المناسب لحفل رأس السنة، أو كيف يتفاعل مع جمهوره في التواصل الاجتماعي، لا تستغربوا فهي خيالات وتخيلات.
هذه الأحلام جعلتني أدرك أن الخيال يمكن أن يُضفي نكهة مميزة على تجاربنا، حتى تلك المتعلقة بأماكن مثل قصر دراكولا، الذي غالباً ما يُحاط بأجواء من الغموض.
في حلم آخر، وجدت نفسي أخطط لجولة سياحية داخل القصر، حيث أرتدي قبعة مرشد سياحي مزينة بأذنين خفاش، محاولاً إقناع السياح بأن دراكولا كان في الواقع مجرد هاوٍ لجمع طوابع البريد النادرة، ولديه شغف بزراعة الطماطم.
تلك الأحلام، بكل غرابتها، علمتني أنه حتى في أشد الأماكن رعباً، يمكن أن تجد مساحة للمرح. بدأت أنظر إلى قصة دراكولا من منظور جديد، مُدركاً أن الحياة مليئة باللحظات التي يمكن أن تتحول فيها الخرافات إلى مصدر للإلهام.
عندما عدت إلى الواقع، وجدت نفسي أروي أحلامي لأصدقائي، مما أثار التعجب. رحلتي إلى قصر دراكولا، والتي بدأت كمغامرة تقليدية لاستكشاف أسطورة معروفة، تحولت إلى قصة مليئة بالمواقف الكوميدية والخيال، والتي سأذكرها للأبد كواحدة من أكثر التجارب الممتعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©