الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«العملات المشفرة» تتأرجح بين مبادرة ترامب وتحفظ هاريس

«العملات المشفرة» تتأرجح بين مبادرة ترامب وتحفظ هاريس
8 سبتمبر 2024 01:32

طه حسيب (أبوظبي)

في تغيير جذري لموقفه السابق من العملات الرقمية، أعلن المرشح «الجمهوري» في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب عزمه إطلاق منصة للعملات المشفرة، واعتبرها بديلاً للبنوك والمؤسسات المالية الكبرى، بعدما اتخذ موقفاً عدائياً منها أثناء توليه منصب الرئاسة. لكن المرشح الجمهوري يقدم نفسه حالياً رائداً في هذا المجال، ويعد بتحويل الولايات المتحدة الأميركية إلى «قوة عظمى للبيتكوين»، ومن خلال نموذج الإفصاح المالي الخاص به، كشف المرشح «الجمهوري» في انتخابات الرئاسة أنه يمتلك ما يزيد على مليون دولار من العملات المشفرة. 
وكان ترامب قد بدأ يوم 22 أغسطس الترويج لمنصة العملات الرقمية التابعة لمنظمة ترامب التي سيتم إطلاقها قريباً، والتي تحمل اسم The DeFiant Ones لمتابعيه البالغ عددهم 7.5 مليون على موقع «تروث شوشيال». وقد أمضى اثنان من أبناء ترامب، إريك ترامب ودونالد جونيور، أسابيع في التسويق للمنصة المرتقبة، التي وصفها إيرك بأنها «العقارات الرقمية». المنصة التي وعد بها ترامب تعتمد على آلية التمويل اللامركزي، لكونها تسمح بعدم استخدام وسيط، مثل البنوك التقليدية لتنفيذ معاملات مع طرف ثالث، وتعتمد الآلية على تقنية «بلوك تشين»، والتي تحتفظ بسجل للمعاملات لا يمكن انتهاكه من الناحية النظرية، ويكون متاحاً للجميع.
وفي شهر مايو الماضي، أصبح ترامب أول مرشح رئاسي يقبل التبرعات بالعملات المشفرة. وفي يوليو الماضي، ترأس المرشح الرئاسي «الجمهوري» أكبر مؤتمر للعملات المشفرة «بيتكوين 2024» في ناشفيل بولاية تينيسي، قال ترامب: «أنا فخور بأن أكون أول رئيس أميركي يتحدث في مؤتمر خاص بالبيتكوين».. ومنذ دعمه قطاع العملات المشفرة، جمع ترامب تبرعات بلغت 25 مليون دولار من القطاع حتى نهاية يوليو الماضي.
وخلال مؤتمر «بيتكوين 2024»، وعد ترامب في حال إعادة انتخابه بأن يكون «الرئيس المؤيد للبيتكوين الذي تحتاج إليه الولايات المتحدة الأميركية»، موقف يخالف وجهة النظر التي تتبناها الإدارة الديمقراطية الحالية والقائمة على تنظيم قطاع العملات المشفرة.
 وأطلق الرئيس السابق دونالد ترامب سلسلة من الوعود خلال المؤتمر أهمها: تعيين مجلس من «أشخاص يحبون القطاع» لوضع لوائح التشفير، وإقالة رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة (والمتشكك في التشفير) جاري جينسلر، الذي منع بنك الاحتياطي الفيدرالي من إنشاء عملته الرقمية الخاصة، وإنشاء مخزون استراتيجي من البيتكوين، وتخفيف عقوبة السجن على روس أولبريخت، الذي أدين في عام 2015 لإنشاء سوق تشفير للسلع غير القانونية. 
وكشف ترامب، الذي تقدر مجلة فوربس صافي ثروته بـ4.5 مليار دولار، أنه حصل على 7.2 مليون دولار في صفقة ترخيص «رموز قابلة للاستبدال» NFT، بينما حصل أيضاً على ما لا يقل عن مليون دولار، وما يصل إلى 5 ملايين دولار، في «مفتاح إيثريوم الافتراضي».
ويقول بول كروجمان، الأكاديمي الأميركي الحائز نوبل في الاقتصاد: «إن قيمة الأصول المشفرة في العالم تبلغ الآن أكثر من تريليوني دولار»، ما يعني ضرورة التعامل معها على محمل الجد، وبات واضحاً أن دعم العملات المشفرة قد دخل المعترك الانتخابي، فالحزب «الجمهوري» أشار في برنامجه لعام 2024 إلى إنهاء ما يصفه الحزب بحملة «الديمقراطيين» غير القانونية و«غير الأميركية» ضد العملات الرقمية، ما يعني رفض معاملة الأصول الرقمية بالطريقة نفسها التي يتم التعامل بها مع الأسهم والبنوك التقليدية. كما وعد ترامب بتحويل أميركا إلى «قوة عظمى في البيتكوين»، ما يعني شراء الحكومة الأميركية الكثير من البيتكوين.
التباين في موقف هاريس وترامب فسرته دميانا باكاردزيفا، الباحث الأول في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، قائلة إن ترامب لم يبدأ في تبني صناعة العملات المشفرة بشكل صريح إلا في مايو الماضي، في حين كان قد غرد خلال فترة وجوده في مكتبه بالبيت الأبيض بأنه «ليس من محبي البتكوين والعملات المشفرة الأخرى، والتي ليست أموالاً، وقيمتها متقلبة للغاية وتعتمد على الهواء». 
وأوضحت باكاردزيفا، في تصريح لـ«الاتحاد» أنه بعدما استشعر المرشح الرئاسي عن الحزب «الجمهوري» فرص تحقيق ثروات من سوق العملات المشفرة وإمكانية مهاجمة إدارة بايدن بسبب نهجها الصارم تجاهها، فمن المرجح أن يكسبه الموقف الجديد دعم الناخبين الشباب المتعاملين في أسواق البتكوين.
 وذكرت باكاردزيفا أن مستثمري العملات المشفرة لم ينسوا حتى الآن مواقف ترامب السابقة التي وصف فيها العملات المشفرة بأنها «عملة احتيال»، و«كارثة تنتظر الحدوث». 
وأكدت باكاردزيفا، أن نائبة الرئيس كامالا هاريس لم تعبر عن رأي واضح مناهض للعملات المشفرة، لذا فإن مزاعم ترامب بأنها تكره العملات المشفرة في الوقت الحالي تستند فقط إلى ارتباطها بإدارة بايدن. وفي حال كانت تريد إنقاذ النتيجة في نقاش العملات المشفرة، فإن هاريس تحتاج إلى اتخاذ موقف واضح بشأن استراتيجية سياستها المستقبلية في مجال العملات المشفرة، والتي وعدت مجموعة Crypto For Harris -المتخصصة التي بدأها الحزب «الديمقراطي»- بأنها ستكون متطورة. وحسب باكاردزيفا، لم يكن ترامب الوحيد الذي غيّر رأيه بشأن العملات المشفرة، إذ أشارت بعض الشخصيات الديمقراطية المهمة مؤخراً إلى نهج أكثر اعتدالاً فيما يتعلق بتنظيم العملات المشفرة مقارنة بالرئيس بايدن. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©