لا ينمو الحب إلا باستدامة الوفاء، والانتماء إلى وطن يتشوق حباً لأبنائه، وإلى جهودهم في العطاء، وبذلهم بسخاء.
كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بما يخص الوطن، واستدامة التلاحم، إنما هي وشم على جبين العشاق، ورسم راسخ على جباه الذين ينبعث ولاؤهم للوطن من خلال التحرر من الأنا، والاندماج في المجموع، والتصالح مع النفس، فلا استدامة للحياة من دون تعانق الجذور، ولا بقاء للأشجار الوارفة من غير اخضرار أوراق القلوب، وهو الترياق الذي تحتمي به الضمائر، وتنمو  مشاعرها، وتزدهر أرواحها، وتصبح الدماء جداول ماء تروي حقول الوطن، وتصير النفوس ترباً على حبات ترابها ترتفع الأغصان، وتلامس غيمة السماء بود، ولطف، وعطف، ولا مجال للحياة من دون هذه الوشائج والتي هي أعمدة تتكئ عليها تطلعات الوطن، وطموحات المواطن.
اليوم تتمتع الإمارات بروح القيادة الشفافة، والتي رسمت الطريق، وهيأت القدرات، وأهلت الإمكانيات، لكي تستمر المسيرة معافاة، من كل ما يعيق، وكل ما يعرقل، ومسيرة الوطن ماضية في الطريق القويم، مستمرة في التقييم، وفي التقويم، وما حققته الإمارات من منجزات مذهلة لم يأت من فراغ، وإنما وراء كل خطوة للأمام، هناك رؤية تضيء الدرب، وتفتح آفاق المستقبل، وتفرد أشرعة السفينة، كي تعبر المضيق، لتشرف على محيط التقدم، والتطور، والازدهار.
هذه قيم القيادة، مستقاة من إرث المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وأسكنه واسع رحمته، والطريق طويل، كما أن التطلعات لا نهاية لحبات مسبحتها، لأن الحياة بنيت على التقدم، لأن في التقدم يحدث الكمال.
كلمات رئيس الدولة، مسبار أمل، ومعيار تقدم، وخيار لا ثان له، ولا بديل، قد أنجزت الإمارات مشاريعها على أساس العمل الجماعي، السير قدماً، والأكتاف يعزز بعضها بعضاً، والكفوف يدعم بعضها بعضاً، وهي الصيرورة في الحياة، هي الكينونة في حياة المجتمعات.
المواطن اليوم يشعر أنه يجلس على مقعد الدراسة اليومية، يحفظ الدرس، ويتأمل الكلمات التي تحض على العمل الجماعي، والنهوض بالوطن، بالاستناد إلى الجملة الاسمية (نحن لها).
هذه قاعدة كونية لا جدال حولها، فمن يعطي لا بد أن يحصد السعادة، ولا بد أن يجني القوة في مواجهة عتيات الزمن، ومعضلات الحياة، لأن الحياة لا تعطي من نام على وسادة العزلة، والتمنيات الفارغة، الحياة تعطي من يعطيها، وأول العطاء، حب لا ينضب معينه، وولاء لا يخفت وميضه، ووفاء لا تنطفئ شموعه.
وامتحان الحياة للإنسان في ما يقدمه، وما يكنه من حب، وما يحفظه من ود.
فشكراً لعشاق الحياة، شكراً للمحبين.