- تكون ساه في أمان الله، تعد الشعيرات البيضاء النافرة لوحدها، وتدهنها بذاك المشط الأسود، شغل اليابان، ويرن التلفون، وحين يطيل الرنين تقول: ربما أمر مهم فتسرع قبل أن ينقطع الخط، في تلك اللحظة، وبتلك السرعة تخطف رجلك على تلك القطعة الخشبية الصامدة التي في طرف كل سرير خشبي، والتي لا تعرف مدى فائدتها في تثبيت السرير أو إضفاء لمسة جمالية عليه أو هي خط دفاع، لكن تعرف تخصصها في أن تنتقي من العظام أصلبها وتوجعك، تاركة لحم الرجل ومنتقية العظم، فينرضّ صيمك أو ينشظف، فتشعر أن نجمتين لمعتا في عينيك من الألم، وحين ترفع الهاتف تجد واحدة من تلك المروجات للشقق الجديدة، ومن همس صوتها تشعرك أنها تعرفك من زمان، ومستغلة شجاعتك أول الشهر، ونزول المشاهرة، بالتأكيد تعرفون أول جملة يمكن أن تظهر بعد ذلك الألم الذي آنَست فيه الموت!
- ليش زعلانه؟ تلك جملة نسمعها دائماً ولا ندري موقعها من الإعراب ومن المكان وما المراد منها والغاية، لكنها فاتحة حديث الصبايا في هذا الوقت، بعدها مباشرة يتحولن إلى الجملة الثانية؛
- «حبيبي تخيل المكان ولا غلطة»! بعدها الجملة الثالثة والمعتادة؛ «لا أبا .. أبا، بس هذاك اللي وجهه هالكبر جالس يطالع»!
- مشكلة اللغة الإسبانية ما في أجمل منها نغماً ولحناً وموسيقى، إلا في معادلتها الإيطالية الرخوة، تكون ممتاز حين تتعلمها في دارك، وحين تصل معقل الكتالونية أو القشتالة، وتسمع ذاك الركيض في اللغة وكيف يكرونها مثل «يغمة الماي» وبتلك السرعة المتناهية مثل طلقات «سكتون»، تقول ما أظني أتفاهم مع الإسبان الذين ما يواحون لك تتحنين أو تكح، وإذا هو رامتك بمحزم!
- معقووول.. ظهرت عندنا ملكة جمال الإمارات - كما تقول وتدعي- عام  2000 ونقطة، واسمها «وايد لوكل مِزيّنة»، ونحن ما ندري، ولا عندنا خبر، وإلا تَحَنّينا لفوز مِزيّنة، ولبسنا الغالي، ورفعنا البنديرة فوق المقلط، لكن ظهرت الرمسة مخبقة، وشروطها للزواج مختلفة، وحديثها بالدولار لا الدرهم، وأهم شروط ارتباطها بزوج المستقبل كما ظهرت معلنة في المقابلة الرقمية «10 مليون دولار»، بعد «3ex husbands» وإلا هي تساوي 50 مليون كما تفتخر، إضافة لأخلاق العريس التي هي مهمة وضرورية عندها بعد الملايين.. واختتمت المقابلة بضحكة أشبه بالعلكة المُرّة! لا حول ولا قوة إلا بالله.
- المخالفات الجديدة التي ظهرت تنتشر بين البيوت وفي الحارات القديمة، أرى أنها تقع على عاتق الذين يحوطون يدورون المخالفات، ويسترزقون من الصبح؛ لا تعرف أنهم من البلدية، وإلا تابعين للصحة، وإلا للدفاع المدني، وإلا من أفراد شركات الخصخصة، وإلا من أنصار البيئة، كل شيء راكب عليهم، وشكلهم كلهم ناوين على شر، ولا واحد يقول لك صباح الخير، تقول مرسلنهم ذاك الرقيب الشديد الذي لا يريدهم يرجعون خاوي الوفاض، لذا تجدهم يتعلثون؛ «درام مقلوب، جارك عاق تحت جدار بيتك عقطة ثمام، فنر ما يشتغل على جدار البيت، ليش العوّانة مب محَدّرَة؟ شفنا عنز تمشي حذال بيتكم، غرفة الكهرباء ما يجوز تحولنها إلى بَخّار، وين بتّجنزون سحكم هالصيف؟ ما يجوز تحولون سطح المنزل إلى مسطاح، الجيبات القديمة اللي مازرة الحوي، نريد نشوف ملكياتها كلها، لوحظ في الآونة الأخيرة أن هناك عجائز يحومِنّ الظهر على البيوت لا شغل ولا مشغلة، نرجو الإبلاغ عنهن، وإلا تتحمل البيوت المخالفة»!