رفعت الطفلة الصغيرة حصة كفها الصغيرة، جمعت حبات اللؤلؤ المتساقطة من الغيمة/ السماء. قلت لها مطر، رددت: مطر.. مطر.. مطر. داهم الغيث الصباح فابتسم كل شيء. تعال أيها المطر، مرحباً أيها الشتاء، ثنائية الجمال وروعة الوقت، هذا الحضور البهي، يزيد من جمال المدينة الحالمة، هذا الاقتحام الجميل، وهذه الزخات الخفيفة من مطر الشتاء، هي دعوة أن يخرج عشاق المطر إلى عارضة الدروب وأن يغنوا للبرد الخفيف، وينشدوا للأشجار والبحر والصحراء أغاني الفرح، لهذا الفصل الجميل والمطر، الذي يأتي خفيفاً مبهجاً وينشر السعادة في كل مكان.
وحده الشتاء أجمل الفصول، وحده حامل أروع اللحظات وبديع الأيام، معه يتغير كل شيء، تذرف المزن والسحب دموع الحب/ المطر، لتروي الأرض. تحلق مع أغاني الريح التي تعزف أروع الألحان، ترحل حيث تشتهي الهبوب، لتصنع حياة جديدة على هذا الساحل الجميل. كثيراً ما يأتي المطر في مواسم مختلفة، خاصة في المناطق الجبلية والداخلية في الإمارات، ويسعد به الجميع، ولكن حضور المطر في فصل الشتاء له فرحة وخصوصية مختلفة، فيه يعم الفرح كما يعم المطر كل أراضي الوطن من الساحل إلى الداخل، موجة من السعادة والحبور يشعر بها الجميع، ينادون: مطر.. مطر بابتسامة عريضة وتغير في المزاج، ينطلقون تحت زخات المطر، تردد الأمهات والجميع، ومنذ زمن بعيد (زيده وارحم عبيده).
لن تسمع أي شكوى أو تذمر من حضور المطر، مهما كانت قوته أو تأثيره المادي أو المعنوي، منذ الأزل والجزيرة العربية تغرس في الناس والأبناء أن المطر وحده (الحيا) والحياة، هو البركة والخير. اليوم مع بدء الفجر السعيد وبداية هذا العام الجديد، والذي تبشر فيه السماء باستهلال رائع في الإمارات، يهطل المطر على الساحل والمدن، وقد سبق حضور المطر منذ مدة على المناطق الداخلية، في القرى والجبال. هذه بشارة بأن هذا العام سوف يكون جميلاً وبه الخير الكثير. كم هي جميلة الصحراء عندما يحضر المطر، كذلك الجبال والسهول. الشتاء والمطر حكاية الحب والجمال، برد ومطر، هدية لعشاق الدفء. احمل زهرة قلبك وعانق من تحب، ثم عانق الريح والرعد والبرق والمطر، اجمع حبات اللؤلؤ وغن للحياة. حلق مع الهبوب الباردة مثل فراشة.