هي الجناح، وهي الصباح، هي يراع يكتب ببلسم الغيمة،  وهي السماء على صفحاتها ينشد الطير عالياً من أجل عالم يعبق روحه بالحب،  ويبخر قيمه بأحلام زاهية تشبه الورد.
هذه هي الإمارات،  هذه أيقونة الزمان في المكان، وفي قلب الإنسان، فأينما توجِّه وجهك تجد الإمارات تحمل شعلة السلام،  وتقتفي أثر السعادة لكل الناس.
الإمارات في العالم  رقية العافية، وحرز التقدم نحو علاقات معافاة من درن الأنانية،  وشيزوفرينيا التفرقة بين الأجناس والأديان.
منذ التأسيس والإمارات تعمل على تجسير الصلات بين الشعوب، وإزاحة العقبات أمام قوافل النجاح، وكسر حدة الانهيارات النفسية والتي تعقب الخلافات بين الدول، وبذل الجهود من تضميد الجراح، وعلاج التشوهات في العلاقات البشرية، وتمهيد الطريق لرحلات جماعية باتجاه السلام العادل والشامل الذي يمنع الضغائن، ويكبح الكراهية، ويلجم أفواه البغي والطغيان،   ويردع الانهيارات الشنيعة التي تصيب العقول ذات الصناديق السوداء.
الإمارات منذ التأسيس قامت على أركان المحبة والسلام والوئام، ونهضت على إرادة الوصول حتى إلى أعلى القمم، وارتقت هضاباً وشعاباً من أجل تحقيق أعلى درجات التعادل بين كفوف الموازين بين البشر، إيماناً من القيادة الرشيدة في بلادنا بأنه لا تطور إلا بتكاتف الجهود  لمحاربة الأحقاد، ولا تقدم إلا بالتضامن من أجل أرض هي خيمة الجميع، وهي بساط العالم أجمع.
هذه سيرة وطن،  وسبر وعي نشأ على المحبة وترعرعت غزلانه على عشب التوافق بين جميع الشعوب على أن الحياة لا تستقيم إلا بإدراك أننا من آدم وآدم من تراب.
هكذا سعت الإمارات لتكريس النهضة الحضارية على أعمدة التسامح، وترسيخ السلام على قاعدة أننا لسنا أعداء بل نحن إخوة في الجذور التاريخية، إخوة في الأهداف، والطموحات، والتطلعات، ودور الإمارات في عقد صلات التفاهم بين الشعوب هو دور محوري، تبوأته بلادنا بجدارة وشموخ راية، وما حدث في تبادل الأسرى بين الجارتين روسيا وأوكرانيا هو نموذج لتطلعات الإمارات في بناء عالم شيمته الوفاء، وقيمته الصفح، ومنع هدر الطاقات والمقدرات، والإمكانيات المادية والبشرية.
والإشادة العالمية بنجاح مبادرات الإمارات إنما هي شهادات على واقع حال لا يحتاج إلى تفسير أو تفنيد، بل إن كل ما في الأمر أن ما تقوم به الإمارات لهو الدور الطبيعي لمكانة دولة استطاعت خلال الخمسة عقود أن تتخذ لها مقعداً عملاقاً في ضمير الإنسانية لما تتمتع به الإمارات من قدرات على حياكة قماشة التواصل بين الشعوب، ومهما تعقد العلاقات بين الدول، فإن وضوح رؤية حامل رسالة السلام، لا بد وأن تكشف الطريق السليم للوصول إلى النتائج المبهرة، وتحقيق الأهداف المراد الوصول إليها.