الإمارات تدشن حقبة تاريخية جديدة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتعبر بكل جسارة وثقة واقتدار باتجاه «المئوية التنموية»، بعد مرحلتي التأسيس والتمكين، على يد المغفور لهما المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراهما، حقبة جديدة تجسد كل صور ومعاني رسوخ ونضج التجربة والاستقرار الذي تحققت معه الإنجازات التاريخية العملاقة التي حظيت بمتابعة مباشرة من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، منذ أن كان ينهل من نبع الحكمة في مدرسة المؤسس، وجنباً إلى جنب مع الراحل الكبير فقيد الوطن «بوسلطان». وأثمرت المتابعة السامية ما ميز المكتسبات والمنجزات وعنوانها الأشمل والأوسع الاستثمار في بناء الإنسان والاعتناء بالمواطن، ومن هنا كانت قوافل الشباب المتسلحين بالعلم والمعرفة، وإيفادهم للاستزادة من العلوم والتقنيات المتطورة في معاهد ودور التعليم العالي والمتخصص، سواء داخل الدولة أو خارجها، إلى جانب التوسع في مؤسسات البحث العلمي، واستقطاب أفضل العقول والخبرات لتجعل من أبوظبي والإمارات عاصمة للبحث العلمي وارتياد مجالات غير مسبوقة، وفي مقدمتها قطاعا الفضاء والتكنولوجيا المتطورة والطاقة النووية السلمية. حيث شارك أكثر من 2000 إماراتي في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية، وشهدنا الإنجاز التاريخي لشباب الإمارات مع وصول «مسبار الأمل» بنجاح إلى مداره حول المريخ.
لا تزال تدوي في الذاكرة تلك اللقطة التاريخية لسموه ممازحاً عدداً من شباب الوطن في معرض للطاقة، لدى سؤاله لهم «عند تصدير آخر برميل نفط هل نحزن أم نفرح؟» وقبل أن يفيقوا من المفاجأة، أجابهم «سنفرح بكل تأكيد لأنكم ثروتنا»؟، سؤال وإجابة صاغا استراتيجية وطن بأسره لاقتصاد الإمارات لما بعد مرحلة النفط ووضعا أساس تنويعه لتصبح القطاعات غير النفطية اليوم مساهماً رئيساً في الناتج المحلي للدولة.
اليوم وقادة العالم من شرقه إلى غربه يتوافدون على عاصمة «الأخوّة الإنسانية» لمشاركة شعب الإمارات لحظاته التاريخية، فإنما يجسد علاقات تاريخية وبناءة لجسور محبة وتواصل أقامتها مع كافة الدول والشعوب، ترجمة لرؤى قيادتنا الحكيمة منذ مراحل تأسيس الدولة، وتعززت بمتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، لتبحر نحو آفاق جديدة مستمدة من مبادئ الخمسين.
الإمارات بقيادة «بوخالد» تمضي نحو «قمم جديدة» بثقة وتفاؤل «بقادم أجمل وأعظم».