صيادان على متن قاربهما أثناء القيام بإخراج صيدهما من سمك القد الأطلسي في منطقة إيلوليسات بجزيرة غرينلاند الدنماركية، بينما تحوم حولهما أسراب من طيور النورس التي تستوطن الجزيرة لبعض الوقت خلال العام.

وإذا لم يكن صيادو الأسماك في هذه المنطقة منشغلين كثيراً بالتصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول حاجة بلاده إلى فرض السيطرة على جرينلاند، نظراً لثرواتها المعدنية وموقعها الاستراتيجي، فلعل ما يهم النوارس في هذه الجزيرة هو بالأساس نعمة الهدوء والبيئة الآمنة.

وتعد جزيرة جرينلاند، الواقعة بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي إلى الشرق من أرخبيل القطب الشمالي الكندي، أكبر جزيرة في العالم. ورغم أنها من منظور الجغرافيا الطبيعية تعد ضمن قارة أميركا الشمالية، فإنها ارتبطت سياسياً وثقافياً بأوروبا لأكثر من ألف عام.

وكما تقول موسوعة «ويكيبيديا»، فإن غالبية سكان جرينلاند هاجر أسلافهم من ألاسكا، واستقروا تدريجياً في الجزيرة بحلول القرن الثالث عشر. ورغم قوة التأثير النرويجي، فإن جرينلاند لم تكن رسمياً تحت حكم التاج النرويجي حتى عام 1261. لكن في أوائل القرن السابع عشر، وصل المستكشفون الدنماركيون إلى جرينلاند بغرض التجارة وتعزيز النفوذ، واستطاعت الدنمارك والنرويج معاً فرض سيادتهما المشتركة على الجزيرة، غير أنه بدايةً من عام 1814 أصبحت جرينلاند جزءاً من التاج الدنماركي. وبموجب دستور عام 1953، أصبح سكانها مواطنين دنماركيين.

وخلال الحرب العالمية الثانية شاركت الولايات المتحدة في تحرير جرينلاند من الاحتلال الألماني، وأقامت محطات رادار وقواعد عسكرية في الجزيرة، وبموجب اتفاق بينها وبين الدنمارك أصبح الدفاع عن جرينلاند من مسؤوليات حلف «الناتو» الذي تتزعمه الولايات المتحدة.

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)