2024 دولة الإمارات أمانة كبيرة في أعناقنا جميعاً. ومسؤوليتنا جميعاً، أمام الوطن والتاريخ والأجيال المقبلة، هي الحفاظ على هذه الأمانة بالجهد والإخلاص في العمل، وسنبقى بكل فخر وحب نردد «عاش اتحاد إماراتنا» أعواماً وعقوداً مديدة والجميع في أمانٍ وسلام. .

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من كلّ عام بعيد الاتِّحاد، وهو اليوم الذي تأسس فيه اتحاد دولة الإمارات، قبل ثلاثة وخمسين عاماً، لتكون خلال سنوات قلائل واحدة من أكثر دول المنطقة والعالم ازدهاراً ورخاء واستقراراً وتلاحماً بين الشعب والقيادة.ويشكل عيد الاتحاد فرصة سانحة للتمعن في الإنجازات الوطنية، وتجديد الولاء للوطن وقيادته الرشيدة، وتأكيد العزم على السير نحو المستقبل بخطى ثابتة، لتظل الإمارات رمزاً للعزة والكرامة والتنمية المستدامة في المجالات كافة. لقد امتدت مسيرة الفخر والعزة عبر عقود مضيئة وحافلة رسم ملامحها الأولى وأرسى دعائمها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ويسير على هذا الدرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يقود مسيرة تقدم وازدهار دولة الإمارات، ويعلو بالوطن والمواطن.

وبرؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة حققت حكومة دولة الإمارات الريادة في شتى المجالات وتصدرت أهم المؤشرات العالمية، ووضعت الأساس لمستقبل واعد، حتى أصبحت الدولة مقصداً للبشر من كل أنحاء العالم، ممن يطلبون على أرضها الرزق الكريم، في ظل ما يحظون به من احترام لأشخاصهم ومعتقداتهم وثقافاتهم، وتقدير لدورهم بوصفهم شركاء في النجاح، وأمن وأمان يظلهم في كل مكان من أرض الدولة المعطاءة. إن عيد الاتحاد الثالث والخمسين هو مناسبة للفخر والاعتزاز والفرحة، ولكنه في الوقت نفسه فرصة لتجديد العهد مع النفس والوطن وقيادتنا الرشيدة بالحفاظ على صرحنا التنموي الرائد الذي تحول إلى رمز ونموذج للتنمية والتطوير في المنطقة، ومصدر للأمل بالمستقبل المزدهر لشعوبها.

إن دولة الإمارات أمانة كبيرة في أعناقنا جميعاً. ومسؤوليتنا جميعاً، أمام الوطن والتاريخ والأجيال المقبلة، هي الحفاظ على هذه الأمانة بالجهد والإخلاص في العمل، وسنبقى بكل فخر وحب نردد «عاش اتحاد إماراتنا» أعواماً وعقوداً مديدة والجميع في أمانٍ وسلام. ومما لا شك فيه أن قيادتنا الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وضعت رؤية شاملة لتحديث منظومة العمل الحكومي حققت من خلالها قفزات أسهمت بشكل كبير في تغيير مفاهيم الإدارة والعمل العام، وتحويل التحديات إلى فرص، واستشراف المستقبل والاستعداد لمتطلباته، وكان لهذا الأمر تأثيره الإيجابي الكبير لجهة تحقيق الإنجازات المتتالية في المجالات كافة.

وتكمن قوة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في قدرة الدولة على تنمية طاقاتها البشرية واستثمار مواردها الطبيعية بشكل مستدام، مع الحفاظ على هويتها الثقافية وقيمها الأصيلة، والتطلع إلى المستقبل بثقة. ومن خلال الرؤية الاستشرافية لقيادتها الرشيدة، تعمل دولة الإمارات بجد لإحراز المزيد من التقدم في مجالات مثل التكنولوجيا، والفضاء، والاقتصاد الأخضر، مما يجعلها مبتكرة وقائدة على المستويين العربي والعالمي.

إن الاحتفال بمسيرة الوطن في عيد الاتحاد الثالث والخمسين، هو في الحقيقة احتفال بمسيرة ريادية متميزة لدولة تمكنت قيادتها الرشيدة خلال فترة قصيرة من الزمان، من تحقيق الرخاء والسعادة لشعبها وللمُقيمين على أرضها الطيبة، حتى أصبحت نموذجاً عالمياً يحتذى به في المجالات كافة. ويبقى القول إن عيد الاتحاد ليس احتفالاً بتاريخ الدولة فحسب، بل إنه أيضاً انعكاس لرؤية الدولة للمستقبل وتطلعاتها في مختلف المجالات، والتفاني في العمل، والتعاون بين القيادة والشعب، والتوجه نحو مستقبل مستدام. وختاماً.. سيظل يوم 2 ديسمبر هو يوم الفخر والعزة، وهو يوم يجدد فيه أبناء الإمارات العهد للوطن وقيادته الرشيدة ببذل الغالي والنفيس لترسيخ رفعة الإمارات وازدهارها، من خلال التمسك بقيم الاتحاد، والعمل على تعزيز التطور المستدام الذي يظل أولوية في مسيرة الدولة نحو المستقبل. 

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيحية.