في إطار جهود دولة الإمارات لتعزيز نهجها الإنساني الراسخ، جاء إصدار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، المرسوم الاتحادي رقم 27 لسنة 2024، بإنشاء «وكالة الإمارات للمساعدات الدولية»، لتتبع مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة، وتكون لها الأهلية القانونية الكاملة للتصرف.
وتتولى الوكالة، بموجب المرسوم المذكور، تنفيذ برامج المساعدات الخارجية في ضوء السياسة العامة للشؤون الإنسانية الدولية، إضافةً إلى العمل على التخطيط والإشراف والتنفيذ ومتابعة الدعم الحكومي الرسمي والمشروعات والمبادرات التنموية، وبرامج التعافي المبكر، وتنفيذ خطط الاستجابة الإنسانية والإغاثية.
وقد أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، أن إنشاء وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، يعد امتداداً للنهج الإنساني الراسخ الذي وضعه الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وقال سموه: «إن هذا النهج يعكس التزام دولة الإمارات بمواجهة التحديات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة على المستوى العالمي، وتواصل الدولة هذا المسار بقيادة حكيمة، ودعم مستمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ما يؤكد التزام القيادة والحكومة والشعب، بتعزيز هذا المسار الإنساني النبيل».
ومن جهته، أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، حرص دولة الإمارات على التعاون والعمل جنباً إلى جنب مع الشركاء الدوليين، بهدف توجيه الجهود المشتركة لإحداث تغيير وأثر إيجابي ملموس ودائم، لا سيما في المناطق التي تعاني الأزمات وعدم الاستقرار، وبالتركيز على المجالات المعيشية الأساسية، كالخدمات التعليمية والمرافق الصحية وقطاعات البنى التحتية وغيرها لتحقيق التنمية والازدهار للشعوب. وأشار سموه إلى «أن إنشاء وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، تأكيدٌ على مواصلة دولة الإمارات دورها المحوري نحو تقديم المساعدات الحيوية، وتحسين الواقع المعيشي، ودعم المجتمعات والشعوب في جميع أنحاء العالم».
وفي الواقع، فإن دولة الإمارات لطالما درجت على الاضطلاع بدورٍ رائدٍ وفعّال في تعزيز الأوضاع الإنسانية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإرساء المقومات اللازمة لحمايتها عبر الاستفادة من إمكاناتها الإغاثية واللوجستية القوية وما لديها من بنية رقمية متطورة تُسهم في تسريع الوصول إلى المناطق المختلفة حول العالم بصورةٍ سلسة وفعّالة.
وحرصاً منها على تعزيز دورها الفاعل في مجال العمل الإنساني خلال المرحلة المقبلة، تعمل دولة الإمارات من خلال جهودها الحثيثة للتركيز على الاستدامة والتعاون الدولي في هذا المجال، ومن هذا المنطلق جاء تأسيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، التي تهدف إلى مواصلة إثراء المساعدات الخارجية ذات الأولوية العالمية، وتعظيم آثارها الإيجابية في تنفيذ برامج الإغاثة الإنسانية والمبادرات والمشروعات التنموية في شتى مناطق العالم، وبما يتناسب مع دور دولة الإمارات ومكانتها في العمل الإنساني والتنموي على المستويَين الإقليمي والدولي، على نحو ما أكده سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية.
لقد أرست دولة الإمارات منظومةً مستدامةً للعمل الإنساني والخيري وتمكين الإنسان، ونجحت الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رائد العمل الإنساني، وحتى اليوم، في تعميق مفهوم العمل الإنساني والخيري، وتحويله إلى قيمة مجتمعية راسخة، ويترجم حجم المساعدات الإنسانية لدولة الإمارات للمجتمعات المحتاجة والأقل حظاً من التنمية والاستدامة، موقع الدولة الريادي على خارطة العمل الإنساني الدولي، ويعكس حقيقة مفادها أن العمل الإنساني للإمارات، يعد نموذجاً عابراً للحدود، ويُحتذى به في هذا القطاع الحيوي.
ولعله من المفيد في هذا السياق الإشارة إلى أن دولة الإمارات تُعدُّ في مقدمة دول العالم المانحة للمساعدات الإنسانية، إذ تُظهر التقارير المعنية أنها قدمت منذ تأسسيها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مساعدات خارجية بلغت أكثر من 360 مليار درهم (98 مليار دولار أميركي)، في شتى المجالات الإنسانية والقطاعات التنموية، استفاد منها أكثر من مليار شخص في مختلف أنحاء العالم.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.