«تويتر» وعلامة التحقق
أبلغ موقع تويتر هذا الأسبوع مكاتب الكونجرس أن الحسابات الرسمية للمشرعين ستستثنى من عملية تطهير الحسابات غير المتحقق منها في الآونة الأخيرة على منصة التواصل الاجتماعي، لكن حملاتهم وحساباتهم الشخصية لن تنجو من التطهير، وفقاً لرسالة بريد إلكتروني حصلت عليها «واشنطن بوست». وفي مذكرة لموظفي الكونجرس في الأيام القليلة الماضية، كشف موقع تويتر عن «سياسة جديدة للتأهل للحصول على علامة التحقق الرمادية»، وهي نظام معدَّل تم تطبيقه للتحقق من الحسابات الحكومية الرسمية. وذكر البريد الإلكتروني أنه «من الآن فصاعداً، سيتم وضع شارة على الحسابات الرسمية فقط لأعضاء الكونجرس، ولن يتم منح شارة رمادية للحسابات الشخصية وللحملات»، مضيفاً أنه ستكون هناك فترة «لنزع الشارة» للحسابات الأخيرة بدءاً من مطلع مايو الجاري. واقترح موقع تويتر أنه كي يظل المشرعون يتمتعون بعلامة التحقق في حملاتهم وحساباتهم الشخصية، يتعين عليهم الدفع مثل أي شخص آخر. وجاء في الرسالة الإلكترونية: «نحن نشجع النظر في تويتر الأزرق كبديل لتجربة الميزات الجديدة والأحدث على المنصة». ولم يرد تويتر على طلب للتعليق. وتقدم المذكرةُ توضيحاً حول كيفية عمل قواعد التحقق الجديدة للشركة بعد أن أثارت ارتباكاً كبيراً. لكن قرار إزالة التحقق التلقائي من مئات الحسابات للمشرعين والمرشحين قد يفتح البابَ أمام موجة من المحتالين. وبدأ تويتر في الأيام القلية الماضية في إزالة علامات التحقق «الاختيار الأزرق» التي طالما استخدمت للمصادقة على هوية المستخدمين البارزين من آلاف الحسابات.
وقال إيلون ماسك، رئيس تويتر إن هذه الخطوة تستهدف تخليصَ الموقع مما أسماه «نظام اللوردات والفلاحين»، وتستهدف «إضفاء الطابع الديمقراطي على الصحافة وتمكين صوت الناس». وأثارت هذه التغييرات ردود فعل سلبية من بعض المستخدمين البارزين، بمن فيهم نجم كرة السلة ليبرون جيمس والمؤلف ستيفن كينج الذي قال إن الشركة أشارت بالباطل إلى أنها دفعت مقابلاً للبقاء متمتعين بالتحقق بينما لم تفعل ذلك. وقال ماسك لاحقاً إنه قام بتحصيل الكلفة من بعض المستخدمين الرئيسيين. ولم ينته الارتباك عند هذا الحد. فقد استغل بعض المستخدمين إزالة آلاف العلامات الزرقاء في انتحال هوية شخصيات سياسية، بما في ذلك السناتور الراحل جون ماكين («جمهوري» من أريزونا)، مما سلّط الضوءَ على مخاطر القواعد الجديدة. ورصد زملائي في تقاريرهم أن عدداً من الحسابات الرسمية الخاصة بالمشاهير الذين قضوا نحبهم ظلت متمتعة بالتحقق أيضاً، حيث تشير ملفاتهم الشخصية إلى أنه تم «التحقق منهم لأنهم مشتركون في تويتر الأزرق والتحقق من أرقام هواتفهم».
وذهب البعض إلى حد الاحتجاج على التغييرات من خلال حظر المستخدمين الذين يدفعون مقابلاً للتحقق من صحة حساباتهم في ظل النظام. ولم يتضح أيضاً كيف ستتعامل الشركة مع التحقق من المسؤولين الحكوميين والوكالات الحكومية والشخصيات السياسية الأخرى. ونصت سياسة الشركة الجديدة على أن المؤهلين للحصول على «علامة التحقق الرمادية» يتضمنون «رؤساء الدول ونواب رؤساء الدول والوزراء على المستوى الوطني أو ما يعادلهم، والمتحدث الرسمي الرئيسي للسلطة التنفيذية أو ما يعادله، والأعضاء الأفراد في جميع غرف الكونجرس أو البرلمان على مستوى البلاد أو على مستوى الولايات أو ما يعادلها».
ونزع موقع تويتر الأسبوع الماضي علامة التحقق من حسابات عشرات المسؤولين الحكوميين والشخصيات السياسية، بما في ذلك حكام الولايات ومرشحون للرئاسة ورؤساء بلديات ومرشحون للكونجرس ولجان للكونجرس ووكالات اتحادية وزعماء دول، وفقاً لمراجعة نشرة «تكنولوجي 202» الصادرة عن «واشنطن بوست». وفي الأيام القليلة الماضية، يبدو أن بعض هؤلاء المسؤولين، بمن فيهم عشرات المحافظين، حصلوا على علامة التحقق الجديدة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»