«يو»..محرك بحث جديد
هناك محرك بحث جديد في المدينة، وهو الأحدث في سلسلة طويلة من المنافسين الذين يأملون في اقتطاع جزء صغير من أعمال البحث الخاصة بشركة جوجل، والتي تبلغ قيمتها مليار دولار.
يطلق على اسم الموقع اسم «يو» أو «You». وتأمل الشركة أن يؤدي تقديم مزيج يلخص نتائج المواقع الأخرى، على غرار جوجل، بالإضافة إلى وضع تصفح خاص إلى جذب الباحثين العاديين. وبدلاً من قائمة من الروابط، فإن نتائج «يو» سيتم تصنيفها في صفوف، مع وجود مجموعة من الخيارات من مواقع مثل «تويتر» و«ريديت» و«بي بي سي»، أو أنماط مثل الصور ونتائج البحث التقليدية. تقول الشركة: إن الفكرة النهائية هي استخدام الذكاء الاصطناعي لإعطاء صفحة أكثر تخصيصاً من النتائج لا يحتاج الناس إلى مغادرتها.
سيتم إطلاق محرك البحث كمرحلة تجريبية عامة يوم الثلاثاء المقبل على موقع You.com الذي يشتهر بأنه بتمويل من وادي السيليكون. والموقع الجديد مدعوم من «مارك بينيوف» مؤسس موقع سيلزفورس، وقد جمع تمويلاً بقيمة 20 مليون دولار.
مثل العديد من خدمات البحث الصغيرة، يعتمد محرك البحث «يو» بشدة على محركات أخرى مثل كتالوج Yelp للشركات، وكتالوج لينكد ان LinkedIn للأشخاص الذين يعلنون عن وظائفهم، وكتالوج ويكيبيديا للحقائق. وبينما يقوم بفهرسة بعض محتوياته الخاصة، يتشارك محرك «يو» مع محرك البحث «بينج» التابع لشركة مايكروسوفت للحصول على بعض النتائج. وتقول الشركة إنه في المستقبل يمكن للمواقع تخصيص خانات النتائج الخاصة بها.
بالنسبة لموقع البحث «يو»، يكون وضع «التصفح المستتر» الخاص متاحاً وهذا يعني أنه لا يقوم بجمع البيانات. إذا كنت تبحث في الوضع العادي، فإن الموقع يجمع البيانات لتخصيص نتائجك ولكنه لا يحتوي على إعلانات مستهدفة.
في الواقع، فإن الشركة ليس لديها أي خطط لكسب أي أموال في الوقت الحالي، كما يقول المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي ريتشارد سوشر، مما يعطيها الحرية في عدم قبول أي إعلانات على الإطلاق. في الوقت الحالي، المنتج عبارة عن صفحة ويب هي You.com، وامتداد للمتصفح، ولا يقوم بالبحث إلا باللغة الإنجليزية.
يعتقد سوشر أن الاقتصاد بأكمله يتحرك عبر الإنترنت، ولا يزال هناك حارس واحد للبوابة: جوجل. وقال: «إنهم يغزون الخصوصية للحصول على المزيد والمزيد من الأداء».
تكمن المشكلة بالنسبة لمتصفح «يو» –وأي شركة بحث جديدة –في تحكم جوجل في السوق. إن إطلاق محرك بحث كشركة ناشئة غير معروفة يشبه سيارة لعبة تتحدى سيارة فيراري.
سيطرت جوجل على السوق لفترة طويلة، واسمها قابل للتبديل بكلمة «بحث» وهو خيار البحث الافتراضي في معظم المتصفحات والهواتف. يمتلك محرك البحث البالغ من العمر 23 عاماً ما يقرب من 90% من حصة السوق في الولايات المتحدة، بينما يأتي محرك البحث «بينج» الخاص بشركة مايكروسوفت في المرتبة الثانية بحوالي 6%، وفقاً لبيانات من البوابة العربية للأخبار التقنية «ستات كاونتر».
وفيما عدا هذين الموقعين، تستغل المواقع المنافسة الأصغر نقطة ضعف جوجل –التي تتمثل في المخاوف المتزايدة بشأن الخصوصية.
وأكثر هذه شهرة «دك دك جو»، المعروف بعدم جمع بيانات الأشخاص، وسجلات البحث. كان الموقع موجوداً منذ 13 عاماً ولكنه اكتسب شهرة عندما أصبح الناس على دراية بالمقايضة الذين يقومون بها مقابل خدمات الإنترنت «المجانية» بما في ذلك جوجل وفيسبوك.
وتشمل الخيارات الأخرى التي تسيء التصرف في الخصوصية موقع «بريف»، الذي أطلق في وقت سابق من هذا العام محرك بحث يركز على الخصوصية ليتم تشغيله على متصفحه، وموقع «إيكوسيا»، الذي يستثمر أرباحه في زراعة الأشجار ويزعم أنه «يراعي الخصوصية».
قال كولين كولبيرن، كبير المحللين في شركة فوريستير: «نحن نعلم أن المستهلكين أصبحوا أكثر وعياً بالخصوصية وحساسية الخصوصية، ولكن في نهاية الأمر أعتقد أنهم يعتقدون أن الفائدة التي يحصلون عليها من جوجل تفوق مخاطر الخصوصية»، وأشار إلى أنه من الصعب القيام بهذا التغيير لأن «جوجل» هو المتصفح الافتراضي على معظم أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، وقد اعتدنا على الطريقة التي يقدم بها متصفح جوجل المعلومات.
لمواجهة جوجل، سيحتاج المنافس إما إلى ابتكار حقيقي يتجاوز مجرد تقليد ما يفعله متصفح جوجل بالفعل أو أن يكون شركة لديها قدر كبير من السيطرة على ما يفعله المستهلكون بالفعل، مثل شركة آبل. وحتى ذلك الحين، تبذل المحركات البديلة قصارى جهدها في محاولة لإحداث تأثير.
هيذر كيلي
كاتبة متخصصة في التكنولوجيا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»