الأربعاء 2 ابريل 2025 أبوظبي الإمارات 29 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخة الجابري تكتب: المصطلح المخيف

شيخة الجابري تكتب: المصطلح المخيف
13 يناير 2025 01:27

وفقاً لجامعة أكسفورد، فإن تعفن الدماغ مصطلح يشير إلى «التدهور العقلي أو الفكري الناتج عن الاستهلاك المفرط لمحتوى الإنترنت»، هو تعريف مخيف دون أدنى شك، فماذا تنتظر بعد أن يتعرض دماغك للعفونة بيدك؟ فأنت باستخدامك المُفرض للإنترنت، وانغماسك المُقلق في هذا العالم الذي يحملك على الانصياع له، واستسلامك بكامل قواك العقلية إلى ما يقدمه مستخدموه من مواد في أغلبها غير صالحة للمتابعة، تضع نفسك ودماغك أمام تحدٍّ صحيٍ كبير، إذا لم تحاول الخروج منه فستكون العواقب وخيمة كما رأت الجامعة.
واتساقاً مع ما جاء ذكره حول تعفن الدماغ، فقد اعتبر «خبراء اللغة في أوكسفورد أن هذه العبارة أصبحت أكثر تداولاً، في إشارة إلى المخاوف بشأن تأثير المحتوى الرقمي «التافه»، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد سجل المصطلح زيادة في استخدامه بنسبة 230 في المئة بين عامي 2023 و2024». 
ولنا أن نتخيل حجم التغيرات التي طرأت على هذا العالم، وكيف أن بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي أصبحوا يشكلون مصدر خطر على ذائقة الإنسان ووعيه وثقافته، بخاصة من يقدمون محتويات تافهة ليس فيها أي فائدة للإنسان، سواء من خلال ما يقدم من معلومات، أو ما يُتاح من مواد بصرية تسرق وقت الإنسان وجهده، وتؤثر على صحته النفسية والبصرية، كذلك فإن الجلوس لساعات طوال في متابعة محتويات، أقل ما يقال عنها إنها فارغة وذات محتويات فاسدة، يمكن أن تُسبب تلفاً للدماغ يصل إلى درجة العفونة.
إن التحديات التي يواجهها الإنسان في عصرنا هذا كثيرة تتجاوز مرحلة الخطر، لذا فإن تشديد الرقابة بين أفراد الأسرة الواحدة مهم من أجل النجاة من هذا الشرك التقني المفتوح على مدار الوقت، وإن الخروج بأقل الخسائر الإنسانية المحتملة يتطلبُ وعياً من الأفراد، وبخاصة الشباب بما يتابعون من محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وما يقدموه من يطلقون عليهم مؤثرين، وما أشد خطورة المؤثرين سلباً على أدمعتنا وسلوكيات أبنائنا.
لقد أصبح الانفلات أحد مظاهر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، فالمرء يشاهد على مدار الساعة أفراداً فارغين ليس لديهم ما يشغلون، وإنما يقضون أوقاتهم وراء الشاشات، فيصرفونها في تقديم محتوى هابط، بدءاً بغرف النوم وليس انتهاء بالشوارع والأسواق وسلوكياتهم غير المسؤولة داخل تلك الأماكن وخارجها، الأمر الذي يؤكد أن المصطلح الذي اعتمدته أكسفورد جدير بالتأمل والاهتمام من أجل عقلٍ ومستقبل صحي للأفراد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض