الإثنين 16 سبتمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

علي يوسف السعد يكتب: رحلة الخيال إلى أتلانتس

علي يوسف السعد يكتب: رحلة الخيال إلى أتلانتس
25 يونيو 2024 01:20

هي رحلة خيالية لمدينة أسطورية لا ندري أهي موجودة أم أنها من بنات أفكار الفلاسفة والمؤرخين، هذه الرحلة إلى أتلانتس المدينة الغارقة، وبينما تنزلق غواصتنا ببطء في أعماق المحيط الغامضة، تنفتح أمامنا عوالم خفيَّة عن الأنظار، حيث تنبض الحياة في كل زاوية، وتتوهج الألوان تحت شعاع مصابيح الغواصة، لكن رحلتنا ليست لاستكشاف هذه العجائب فحسب، بل نحن في مهمة للبحث عن أسطورة خالدة، وهي مدينة أتلانتس الغارقة التي لطالما أثارت خيال البشرية عبر العصور.
بينما نتقدم، تظهر الظلال الغامضة من خلال الظلام، لم تعد الأسماك والشعاب المرجانية هي المشاهد الوحيدة هنا، أطلال وأعمدة تبدأ في الظهور كأنها تنتمي إلى عالم آخر، كان عالماً ينبض بالحياة ذات مرة فوق سطح البحر، نحن نعلم أن هذه ليست مجرد صخور طبيعية، فهناك نظام وتناسق يوحي بأنها صنعت بأيدي بشرية.. هل نحن على أعتاب اكتشاف أتلانتس؟.
مع كل متر نهبطه، تزداد الإثارة، تظهر الأنقاض بشكل أوضح، ويبدو أن هناك طرقاً وميادين تتخللها، ما كان يعتقد أنه مجرد خرافة يبدو الآن أكثر واقعية، تنبض الأسطورة بالحياة مع كل قطعة أثرية نمر بها، قد تكون هذه الأطلال دليلاً على مجتمع غابر كان يتقدم في الفن والعلم والهندسة، تماماً كما وصفها أفلاطون.
لا يكمن سحر أتلانتس فقط في مجدها المفقود، ولكن أيضاً في الألغاز التي تحيط بها، كيف استطاعت هذه الحضارة العظيمة أن تنشأ؟، وما الذي أدى إلى سقوطها الدراماتيكي؟.. الأعمال المعاصرة مثل «أتلانتس: رمز الحضارة» لجيرالد وليامز، تحاول الإجابة على هذه الأسئلة من خلال استكشاف الأساطير والأدلة الأثرية.
أتلانتس، كانت حضارة متقدمة تجاوزت كل الحضارات الأخرى. وفقًا للأسطورة، كانت هذه المدينة تتمتع بتقنيات فائقة وعمارة مهيبة، وكانت تسود الأرض قبل أن تختفي في أعماق البحر إثر كارثة ما، هذه الحكاية الغامضة تركت العلماء والمستكشفين يبحثون عن دلائل حقيقية لوجودها لقرون، وألهمت العديد من الكتاب المعاصرين لخلق أعمالهم الخاصة حول هذه المدينة الأسطورية.
هي مدينة خيالية أسطورية ذكرها الفيلسوف اليوناني أفلاطون في حواراته «تيمايوس» و«كريتياس» حوالي 360 قبل الميلاد، ووفقاً لأفلاطون، كانت أتلانتس حضارة عظيمة تقع خلف أعمدة هرقل «مضيق جبل طارق»، وازدهرت قبل 9000 سنة من زمنه، وصفها بأنها مدينة متقدمة تقنياً وثقافياً، لكنها انهارت وغرقت في البحر بسبب فساد سكانها وغضب الآلهة، ولم يتم العثور على أدلة أثرية تؤكد وجودها، مما جعلها محوراً للعديد من النظريات والأساطير على مر العصور.
وقد كتب العديد من المؤلفين عنها مثل أفلاطون الذي ذكرها في حواراته «تيمايوس» و«كريتياس»، كما كتب عنها فرانسيس بيكون في كتابه «أتلانتس الجديدة» عام 1627، فيما أشار جول فيرن إلى أتلانتس في روايته «عشرون ألف فرسخ تحت الماء»، حيث يكتشف الكابتن نيمو بقايا أتلانتس في الأعماق.
هؤلاء المؤلفون، من بين آخرين، ساهموا في إثراء خيال الناس حول أتلانتس وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من التراث الأدبي والأسطوري العالمي، فما رآيكم؟، هل أتلانتس مدينة وجدت في يوم ما؟، أم أنها أسطورة من مخيلة أفلاطون؟.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©