محمد عبدالسميع (الشارقة)
تؤكّد منتجة الأفلام القصيرة زينوفر فاطمة، أهميّة التجربة والمثابرة والتقاط شرارة الإبداع بمزج ما هو واقعي بما هو خيالي، في صناعة فيلم، معتبرة دولة الإمارات داعماً حقيقياً للإبداع ومشجعاً قوياً للابتكار.
وتقول فاطمة: إنّ جائحة «كورونا» كانت محكّاً رئيساً لها في إنتاج فيلم يلبي الذائقة ويعبّر عن التطلعات، إذ أنتجت ثلاثة أفلام توعية حول «كوفيد - 19»، كموضوع درامي استلزم أن تعيش أجواء الموضوع.
واستكشف الفيلم القصير «هوب» أفكاراً لافتة في فترة الوباء، باعتباره يمثّل رأيها الفني الذي يعكس أنّ الفن هو وجه الحياة أو المحاكي لها.. وترى زينوفر أنّ المهم في عملها ملامسة الوتر الحسّاس لذائقة المتلقي، وخصوصاً أنّ كلّ تجربة سينمائية لها ظروفها، وعلى الشباب أن تكون لهم رؤيتهم في تحقيق النجاح، وإيجاد الفرص والبدائل.
وتعترف بأنّ «كورونا» كانت تحديّاً لها، نجحت فيه وتمكنت من التغلب على مشكلاته الإنتاجية، من دون أن تضحّي بجودة الإنتاج.
ويلعب المكان دوراً مهماً في اتجاهات المبدع، كما هي الحال في إمارة دبي كموطن إقامة لها ومدينة مشجّعة على الخلق والابتكار، نظراً لقوانينها في رعاية الإبداع وفتح آفاقه وإطلاق طاقات الشباب.
وتهتم زينوفر فاطمة بالتغذية الراجعة للجمهور والأقارب في مواصلة الطريق الإبداعي، ذاكرةً أنّ مشاهدتها ملصقات فيلمها على سيارات الأجرة التابعة لهيئة الطرق والمواصلات كانت سبباً قوياً في الاستمرار خلال فترة «الجائحة» التي عانى تداعياتها الجميع.
وحول تجربتها مع الداعمين، تذكر أنّ الشيخة هند بنت فيصل القاسمي كانت الداعم الأساسي لها، كشخصية إماراتية ورائدة أعمال ناجحة تهتم بالعمل الثقافي والإبداعي السينمائي، وانعكاساته الاجتماعيّة والصحيّة على الحياة.
وتنظر زينوفر إلى المستقبل نظرة مليئة بالطموح لتحقيق إضافات جديدة، والدخول في أفلام طويلة، ذاكرةً أنّ روعة العمل تكون في مرور شريط تحدياته، كما في فيلمها التوعوي حول «كوفيد - 19»، الذي التزمت فيه بتعليمات وإرشادات منظمة الصحة العالمية أثناء التصوير.
وتقول إنّها راضية عن مشوارها وتجربتها السينمائية التي صنعت لها اسماً خلال أربع سنوات، علاوةً على أنّ لديها الكثير مما لم تبدعه بعد.
كما تهتم بأن تكون قصّة الفيلم جذّابة وذات رسالة حقيقية، وليس مدعاةً للاستسهال، إذ لابدّ من حضور الرسالة والعمل الفني في وقت قصير لا يتجاوز العشر دقائق.
وتخطط زينوفر لإنتاج فيلمها «آية»، والدخول في أفلام روائيّة، مشيرةً إلى فيلم «سبكتر»، كأحد الأفلام الطويلة المخطط لها، والذي تمّ تصويره وتوقّف في فترة كورونا، وفيلم «آية» المستوحى من تجارب شخصيّة في الإيمان بالله وتحقيق المعجزات، والفيلمين «ويجا» و«كش مات»، اللذين يتضمنا لوحات من حياة الناس وفوضاهم الأشبه بلعبة، إضافة إلى فيلم «غدًا لم يأتِ أبداً»، وفيلم «ذا بيريل»، الذي يرصد مخاطر «الإنترنت» على الأطفال.
وترى أنّ تعاونها مع الملحن العالمي الحائز جائزتي «أوسكار»، و«غرامي» «أي.أر.رحمن»، كان حلماً تحقق على عتبات التخصص والاستمرار، لافتةً إلى دور الملحّنة والمخرجة والمغنية الهندية «هيرال فيراديا» في تسجيل المقاطع الغنائية والموسيقية الروحانية للفيلم.
وتشير إلى أحدث شراكة لها مع أحد عشاق المسرح والسينما ورئيس مجلس إدارة مسرح دبي الوطني ياسر القرقاوي، الذي سيتولى دوراً رئيساً في جميع مراحل الإنتاج، كما تذكر دور «زين فيلم برودكشن» وما تركز عليه كشركة في إنشاء محتوى الوسائط الاجتماعية والإعلانات ومقاطع الفيديو الموسيقية.
وتنصح زينوفر الشباب الراغبين في صناعة الأفلام بالتركيز على التقنيات الجديدة للمهنة والعمل بروح الفريق والإحساس بالانتماء إلى العمل الفني والشعور بأهميته على المستويين الذاتي والجمعي.