دينا محمود (بيروت، لندن)
بدأ فجر أمس سريان اتفاق إيقاف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والمعلن عنه أمس الأول، في وقت تم تسجيل حركة عودة للأهالي إلى بلداتهم وقراهم في مناطق بالجنوب اللبناني، تزامناً مع بدء انتشار الجيش اللبناني في مناطق جنوب البلاد.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إنه مع دخول إيقاف إطلاق النار حيز التنفيذ فجر الأربعاء بدأ أهالي الجنوب والبقاع العودة إلى قراهم، حيث شهدت الطرق المؤدية إلى هاتين المنطقتين مواكب من السيارات التي تنقل العائلات.
ومن جانبها، ذكرت قيادة الجيش اللبناني في بيان أنه «مع دخول إيقاف إطلاق النار حيز التنفيذ يعمل الجيش على اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال الانتشار في الجنوب وفق تكليف الحكومة اللبنانية وتنفيذ مهماته بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ضمن إطار القرار 1701».
ودعت قيادة الجيش اللبنانيين إلى التريث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية بانتظار انسحابها وفقاً لاتفاق إيقاف إطلاق النار.
وشددت على أهمية الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة، حفاظاً على سلامتهم، وتوخي الحيطة والحذر من الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة.
بدوره، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس، التزام حكومته بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ببنوده كافة.
وقال ميقاتي في كلمة ألقاها للصحفيين بعد جلسة لمجلس الوزراء: إن المجلس اتخذ قراراً أكد فيه مجدداً على موقفه المتخذ في أكتوبر الماضي المتعلق بشأن التزام الحكومة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بمندرجاته كافة، لاسيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب نهر الليطاني.
وقال ميقاتي: «في هذا اليوم تبدأ مسيرة الألف ميل في إعادة إعمار ما تهدم واستكمال تعزيز دور المؤسسات الشرعية وفي طليعتها الجيش الذي نعلق عليه الآمال العريضة في بسط سلطة الدولة على كل مساحة الوطن وتعزيز حضوره في الجنوب».
في غضون ذلك، شدد محللون غربيون، على أنه سيكون للجيش اللبناني دور شديد الأهمية، على ضوء أنه سيكون منوطاً به الاضطلاع بمهام أمنية كبيرة، في المناطق الجنوبية من البلاد.
وأشار المحللون إلى أن الاطمئنان إلى أن بمقدور الجيش اللبناني لعب هذا الدور، بات أمراً ملحاً على نحو متزايد، لكن محللين إقليميين، استبعدوا أن يتمكن الجيش اللبناني «بهيكله الحالي»، من الاضطلاع بهذا الدور بكفاءة، حتى وإن كان يحظى باحترام داخلي واسع النطاق.