كانت المناسبة استثنائية، ليس لكونها أول خطبة جمعة في شهر شوال ومع احتفال المسلمين بالعيد وختام شهر رمضان المبارك، بل لصعود إماراتي ليلقي خطبة الجمعة لأول مرة في الجامع الكبير بموسكو، الذي يعد من أقدم وأكبر مساجد جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة، التي تضم ملايين المسلمين ضمن جمهورياتها وأراضيها مترامية الأطراف.
استضافة معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، لإلقاء خطبة صلاة الجمعة في مسجد موسكو الجامع، تعد تقديراً للمكانة الرفيعة والمرموقة لدولة الإمارات، واعترافاً بجهودها وإسهاماتها في نشر قيم الوسطية والاعتدال التي يتميز بها ديننا الإسلامي الحنيف، والتعريف بالخلق النبيل ومكارم الأخلاق التي جاء بها المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد حرص معالي الدكتور الدرعي، في مستهل خطبته، على تهنئة الشعب الروسي الصديق قيادةً وشعباً بعيد الفطر المبارك، داعياً الله أن يعيده على الجميع بالأمان والاطمئنان، مؤكداً ضرورة التمسك بقيم الإسلام السمحة، ومواصلة قيم المودة والفضائل التي عاشها المسلمون في شهر رمضان الكريم، المتمثلة في التراحم والتعاضد والتماسك، ونهج الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعونا إلى التسامح وتقوية النسيج الاجتماعي، والتعاون لتحقيق الحياة السعيدة والهانئة لكل أفراد المجتمع على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم.
تكتسب المناسبة أهمية خاصة في إظهار جهود الإمارات وتجربتها في إبراز جوهر الدين الإسلامي الحنيف للعالم، وما يحمله من وسطية واعتدال وتسامح وحسن تعايش، بعيداً عن الغلو والتطرف ورفض الآخر. وكذلك أهمية تعزيز التعاون، وتوحيد الجهود للتصدي لأبواق التطرف المضللة للجماعات الإرهابية، التي استغلت مرحلة من مراحل تاريخ مناطق القوقاز وآسيا الوسطى لنشر أفكارها المتطرفة، وتغذية جذوة الانتقام وروح الكراهية لإرضاء نزعاتها المتعطشة لسفك دماء الأبرياء ونشر الخراب والدمار.
كما حرص معاليه، خلال الزيارة، على بحث تعزيز التعاون الثنائي «لتحقيق الأهداف المشتركة، ودعم جهود نشر ثقافة التسامح والتعايش، وعكس الوجه المشرق  للإسلام».
الجامع الكبير في موسكو ومثله في مدينة سان بطرسبرغ وجامع كول شريف في قازان عاصمة تتارستان من أشهر الصروح الإسلامية التي شهدت إسهامات إماراتية في إعادة بنائها وتمويل مشروعات خيرية وإنسانية.
شكراً لمعالي الدكتور عمر الدرعي على جهوده المتميزة، والشكر للدكتور محمد الجابر، سفير الدولة لدى روسيا، خير ممثل لإمارات الخير والمحبة، وخير عون وسند في تسهيل مهام وفودها ورعاياها في تلك الديار الطيبة.