عدد اليوم
عقيل الحلالي (صنعاء)
أعلنت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس، الإفراج عن عناصر في حزب «الإصلاح الإخواني» الذي يهيمن على الحكومة اليمنية، معتقلين في صنعاء منذ العام 2011 بتهمة التورط في محاولة اغتيال الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في تفجير داخل المسجد الرئاسي في يونيو العام ذاته.
وقال رئيس لجنة الأسرى التابعة للميليشيات الحوثية، عبدالقادر المرتضى، في بيان على تويتر، أمس، إنه تم تحرير 19 من أسرى جماعة الحوثي لدى الحكومة اليمنية «في عملية تبادل عبر وساطة محلية في جبهة مأرب».
وذكر ناشطون ووسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح أنه مقابل تحرير الأسرى الحوثيين المعتقلين لدى السلطات الحكومية في مأرب، تم الإفراج عن عشرة أشخاص تحتجزهم ميليشيات الحوثي في صنعاء «بينهم خمسة من شباب الثورة (انتفاضة 2011)»، مشيرين إلى أن هؤلاء الخمسة المفرج عنهم والمعتقلين بتهمة محاولة اغتيال صالح في تفجير المسجد الرئاسي في 3 يونيو 2011، أُفرج عنهم مع خمسة آخرين «ضمن تبادل أسرى بين الجيش الوطني وميليشيا الانقلاب».
ولم يصدر بيان رسمي عن الجيش اليمني أو الحكومة في الرياض بشأن عملية تبادل الأسرى التي أعلن عنها الحوثيون وإعلام حزب الإصلاح.
وانتقد مسؤولون يمنيون، عسكريون وسياسيون، الإفراج عن المتهمين في محاولة اغتيال الرئيس الراحل الذي قتله الحوثيون بعدما اقتحموا منزله في صنعاء في الرابع من ديسمبر 2017 إثر دعوته إلى انتفاضة شعبية ضدهم.
وقال الناطق باسم القوات اليمنية المشتركة التي تقاتل الحوثيين في جبهات الساحل الغربي في بيان على حسابه على تويتر إن «المتهمين بتفجير دار الرئاسة ليسوا أسرى حرب حتى يتم المبادلة بهم، إنما إرهابيون نفذوا جريمة إرهابية بكل المقاييس، والإفراج عنهم لا يقل جرماً عن الجريمة نفسها».
وأضاف العميد صادق دويد إن «جريمة تفجير دار الرئاسة مصنفة من مجلس الأمن بأنها جريمة إرهابية مكتملة الأركان، والتفاهمات لإخراج المتهمين صفقة مشبوهة تؤكد أن الطرفين الضالعين بإخراج المدانين وجهان لعملة واحدة» في إشارة صريحة إلى ميليشيات الحوثي وحزب الإصلاح الذي يتزعم تنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن.
وأوقع تفجير المسجد الرئاسي، في خضم احتجاجات شعبية ضد صالح قادها حزب الإصلاح وجماعة الحوثي، أكثر من 25 قتيلاً، بينهم مسؤولون كبار في الدولة، وقرابة 200 مصاب على رأسهم صالح الذي خضع لاحقاً للعلاج في السعودية لأكثر من ثلاثة أشهر.
ورأى مراقبون يمنيون أن الإفراج عن المتهمين بالتورط في التفجير الرئاسي «محاولة قبيحة» من طرفي الصفقة (الحوثيون والإصلاح) لإجهاض الجهود المحلية والإقليمية الداعية لتوحيد الصف اليمني ضد انقلاب ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وهذه رابع صفقة تبادل أسرى بين الحوثيين وحزب الإصلاح خلال أقل من شهر، وبعيداً عن القنوات الحكومية الرسمية، وهو ما يعكس تقارباً أمنياً وسياسياً بين الطرفين.
وتم الإفراج عن المتهمين بمحاولة اغتيال صالح في وقت متأخر مساء الخميس، حيث تم نقلهم من صنعاء إلى موقع التبادل في منطقة بمحافظة الجوف، ومنه إلى مدينة مأرب.
