أحمد عاطف (القاهرة، عدن)
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» من تفاقم أزمة سوء التغذية في اليمن، حيث أشارت إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، الأمر الذي يهدد حياتهم.
ونقلت اليونيسف في تقرير لها عن تفشي أمراض واسعة النطاق، حيث سجلت أكثر من 190 ألف حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا والإسهال المائي الحاد، ما أسفر عن وفاة 720 شخصاً.
وأكدت المنظمة الدولية أن الوضع الإنساني في اليمن لا يزال كارثياً، مع احتياج 10 ملايين طفل يمني إلى مساعدات إنسانية عاجلة لتلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء والمياه النظيفة.
وكشفت المنظمة أن ما يقرب من عشرة ملايين طفل في اليمن يعيشون في ظروف مأساوية جراء نقص المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والنظافة، لافتة في بيان إن «9.8 مليون فتاة وفتى في اليمن بحاجة ماسة إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة المنقذة للحياة».
وأضافت أن هذا النقص الحاد في الخدمات الأساسية يعرض حياة ملايين الأطفال للخطر، حيث يواجه نحو 1.7 مليون طفل خطر الإصابة بالأمراض المعدية.
وأمس الأول، أفاد مصدر طبي يمني برصد أول حالة إصابة بمرض جدري الماء في البلاد، وذلك في محافظة المهرة، لافتاً إلى أن هذه هي أول حالة مصابة بهذا المرض يتم رصدها في المهرة واليمن بشكل عام.
في غضون ذلك، قالت إيمان الشنقيطي نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» في اليمن إن النازحين باليمن يحتاجون إلى مساعدات متعددة تشمل الغذاء والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والتغذية إلى جانب الحماية، كما أن الأطفال النازحين بحاجة للوصول إلى التعليم.
وأوضحت الشنقيطي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن النازحين يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية تزامناً مع دخول فصل الشتاء، حيث يعيش أغلبهم في أماكن غير آمنة، وخدمات محدودة، وصعوبات اقتصادية.
وأشارت إلى أن حالات الطوارئ المرتبطة بالمناخ حالياً هي السبب الرئيس للنزوح الجديد في اليمن هذا العام، خاصة بعدما ألحقت الأمطار الغزيرة والفيضانات الواسعة أضراراً بمنازلهم ومجتمعات الاستضافة في جميع أنحاء البلاد، ودُمرت الملاجئ المؤقتة للعديد منهم.
وتوقعت الشنقيطي أن تزداد الظروف المعيشية للنازحين وأبنائهم صعوبة في معظم مناطق اليمن، مؤكدة ضرورة تقديم المساعدات المتعلقة بالمأوى قبل الشتاء.
وعن الاحتياجات العاجلة للنازحين، أشارت إلى ضرورة استبدال الملاجئ المتضررة وإصلاح أو تحسين الملاجئ الحالية التي وصلت لحال سيئة لتلبية الحد الأدنى من معايير المعيشة.
وترى الشنقيطي أن استمرار الصراع والأزمة الاقتصادية الجارية يعوق التعافي والاستقرار باليمن، وأن نقص الوثائق المدنية للنازحين من شهادات الميلاد أو بطاقات الهوية تسببت في منعهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، ويجعل من الصعب إثبات ملكية الأصول مثل المنازل أو الأراضي التي تركوها خلفهم أثناء النزاع.