انطلق من العاصمة الكرواتية قبل أيام شعاع ناضج يعتبر خلاصة الجهود والعقول ذات الإرادة القوية، نحو بناء أواصر أخوة إنسانية، ليضم بين جنباته إعلاناً جوهرياً، يسطر في سجلات الجهود القيمة التي تدفع بها القوى العالمية درءاً لكافة ما يحيد بالمجتمعات عن رسالتها السامية، مسلطاً ضوء العمل على كل قيم الأخوة، والمبادئ الإنسانية، وقيم التعايش والأمن، وممثلاً بحق لمثل: «كل وعاء بما فيه ينضح» إذ توج بعنوان: «الأخوة الإنسانية لتعزيز الأمن والسلام»، وحظي برعاية كريمة من فخامة السيدة «كوليندا غرابار كيتاروفيتش» رئيسة جمهورية كرواتيا، ورئاسة معالي الدكتور محمد عبدالكريم العيسى، أمين عام «رابطة العالم الإسلامي»، الذي نجح - وفي ظرف وجيز- في أن يحدث نقلة نوعية ومتميزة في طبيعة العلاقات بين الإسلام والغرب ومستقبلها، وأن يمازج بين الأصالة الحضارية والمعاصرة الحديثة في ثوب إنساني حداثي.
إعلان زغرب للأخوة الإنسانية، جاء مشدداً على ضرورة التساوي في منحة الله العليا من كرامة تميز بها معمر الأرض عن كافة المخلوقات، لاسيما أن صون الكرامة واحترام إرادة البشر تحتل الجزء الأكبر الدافع لتوليد الاختلافات إن لم تصان بالمعنى السلبي، فتتداخل فيه معاني التمييز العنصري، والكراهية، وتتجذر فروعه في تربة إنبات الصور النمطية من العدم، واستغلالها في محاولات باطلة للرجوع بالمجتمعات لا التقدم.
وفي الحين الذي تظل به القيم الوحدة للمجتمعات، أكثر من المفرقة، كان لابد من استثمارها والارتفاع على صهوة الحضارة الإنسانية الأصيلة التي جمعت الخيوط المشتركة في الإرث الذي كان للجميع عبر التاريخ يد في وصوله لما هو عليه، ولا يكون ذلك دون وضعه كمركزية تقدم الأهم على المهم، وتحقق أقصى ما يمكن من الاستثمار الإيجابي، وليس ذلك فحسب، بل تجعل من سطور العثرات والوقائع التاريخية عبراً ودروساً لا تلدغ منها مرةً أخرى، ولا تضطر لتجرع سمها ثم الخروج بالدرس المستفاد.
تجلت الإرادة الصارمة في تحقيق مشروع أخوة إنسانية فوق كل أرض تعلوها سماء، من خلال الإجماع على عماد الديانات والتأكيد على رسوخها من سلم وسماحة وتسامح ومحبة وتراحم، ووضع حدود يقف عندها كل من سولت له نفسه بأنه مكلف بمحاسبة الخلق عن الخالق! لافتةً إلى أن الجميع سيقف في زاوية «الخاسر» في حال تحولت رحاب الأرض لمعركة قتال وتناحر بدل أن تكون فسحة للتسامح والمحبة والعيش المشترك.
وفي حين لا يكون لأي منا الحكم على الآخر من منطلقاته، ورآه الفردية التي لا تستند إلا لهواه، فلا يمكن قبول تحميل التجاوزات، والأعمال المتطرفة، والأفكار الشاذة على كاهل الديانات التي لم يختلف أحدها عن الآخر بما تنادي من «محبة الآخر» وقبوله، والسعي المستمر للحوار والتعارف.
وكيف يكون من المقبول اعتبار التعدد والاختلاف الديني والثقافي والفكري في المجتمعات مشكلة وعقبة، وهو أساس قام عليه خلق الكون، وسنة وجودية بحكمة بالغة من الحق جل وعلا، وقد شاء الله بناء الجمع الكوني على هذا الأساس الذي لا يمكن تصور الكون دونه؟! وفي الوقت ذاته مستنكراً كل تعدد مبني على المفاضلة العرقية أو الجنسية أو اختلاف ديني أو مذهبي يصب عكس اتجاه مصلحة المجتمعات وطبيعتها، ولا يسهم في نهضته وتكامله بجوانبه كافة، ويتجاهل حقيقة المواطنة الواعية باعتبارها الخرسانة المتينة، والحاضنة للتنوع بمجالاته، والرافضة للعوامل التي قد تسهم في تفتيت وحدة نسيجها وترابطها الحقيقي، من هنا شدد الإعلان عن «التعدد في الوحدة».
ما دعا له إعلان زغرب 2020، من تنظيم «رابطة العالم الإسلامي» وبالتعاون مع المشيخة الإسلامية والأبرشية الكرواتية، يمثل استراتيجية محكمة لصون «العائلة الإنسانية والرابطة الوطنية الواحدة»، القائمة على انتماء صادق، واحترام للدساتير والقوانين، ومشاركة حيوية، تنتج صورة خلاقة من وعي وفكر جمعيين، وأمن مجتمعي، ونهضة مشتركة، معززاً الشعور بمسؤولية جمعية متفاعلة وهي الأهم.
إعلان زغرب للأخوة الإنسانية، جاء مشدداً على ضرورة التساوي في منحة الله العليا من كرامة تميز بها معمر الأرض عن كافة المخلوقات، لاسيما أن صون الكرامة واحترام إرادة البشر تحتل الجزء الأكبر الدافع لتوليد الاختلافات إن لم تصان بالمعنى السلبي، فتتداخل فيه معاني التمييز العنصري، والكراهية، وتتجذر فروعه في تربة إنبات الصور النمطية من العدم، واستغلالها في محاولات باطلة للرجوع بالمجتمعات لا التقدم.
وفي الحين الذي تظل به القيم الوحدة للمجتمعات، أكثر من المفرقة، كان لابد من استثمارها والارتفاع على صهوة الحضارة الإنسانية الأصيلة التي جمعت الخيوط المشتركة في الإرث الذي كان للجميع عبر التاريخ يد في وصوله لما هو عليه، ولا يكون ذلك دون وضعه كمركزية تقدم الأهم على المهم، وتحقق أقصى ما يمكن من الاستثمار الإيجابي، وليس ذلك فحسب، بل تجعل من سطور العثرات والوقائع التاريخية عبراً ودروساً لا تلدغ منها مرةً أخرى، ولا تضطر لتجرع سمها ثم الخروج بالدرس المستفاد.
تجلت الإرادة الصارمة في تحقيق مشروع أخوة إنسانية فوق كل أرض تعلوها سماء، من خلال الإجماع على عماد الديانات والتأكيد على رسوخها من سلم وسماحة وتسامح ومحبة وتراحم، ووضع حدود يقف عندها كل من سولت له نفسه بأنه مكلف بمحاسبة الخلق عن الخالق! لافتةً إلى أن الجميع سيقف في زاوية «الخاسر» في حال تحولت رحاب الأرض لمعركة قتال وتناحر بدل أن تكون فسحة للتسامح والمحبة والعيش المشترك.
وفي حين لا يكون لأي منا الحكم على الآخر من منطلقاته، ورآه الفردية التي لا تستند إلا لهواه، فلا يمكن قبول تحميل التجاوزات، والأعمال المتطرفة، والأفكار الشاذة على كاهل الديانات التي لم يختلف أحدها عن الآخر بما تنادي من «محبة الآخر» وقبوله، والسعي المستمر للحوار والتعارف.
وكيف يكون من المقبول اعتبار التعدد والاختلاف الديني والثقافي والفكري في المجتمعات مشكلة وعقبة، وهو أساس قام عليه خلق الكون، وسنة وجودية بحكمة بالغة من الحق جل وعلا، وقد شاء الله بناء الجمع الكوني على هذا الأساس الذي لا يمكن تصور الكون دونه؟! وفي الوقت ذاته مستنكراً كل تعدد مبني على المفاضلة العرقية أو الجنسية أو اختلاف ديني أو مذهبي يصب عكس اتجاه مصلحة المجتمعات وطبيعتها، ولا يسهم في نهضته وتكامله بجوانبه كافة، ويتجاهل حقيقة المواطنة الواعية باعتبارها الخرسانة المتينة، والحاضنة للتنوع بمجالاته، والرافضة للعوامل التي قد تسهم في تفتيت وحدة نسيجها وترابطها الحقيقي، من هنا شدد الإعلان عن «التعدد في الوحدة».
ما دعا له إعلان زغرب 2020، من تنظيم «رابطة العالم الإسلامي» وبالتعاون مع المشيخة الإسلامية والأبرشية الكرواتية، يمثل استراتيجية محكمة لصون «العائلة الإنسانية والرابطة الوطنية الواحدة»، القائمة على انتماء صادق، واحترام للدساتير والقوانين، ومشاركة حيوية، تنتج صورة خلاقة من وعي وفكر جمعيين، وأمن مجتمعي، ونهضة مشتركة، معززاً الشعور بمسؤولية جمعية متفاعلة وهي الأهم.