عند الأخذ بشهادة الرجل والمرأة في إحدى الوقائع، نجد أن شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل، وكانت تلك خطوة تدريجية نحو المساواة. لقد جاءت الشريعة الإسلامية في عصر لم يكن يُعترف فيه بوجود المرأة أساساً، وإذا خُبِّر العربي بأن المولود بنت أسودّ وجهه فهو كظيم، وحفر حفرة ووأدها فيها «وَإِذَا ?الْمَوْءُودَةُ ?سُئِلَتْ. بِأَيِّ ?ذَنْبٍ ?قُتِلَتْ». ?فالمرأة ?نقطة ?ضعف ?في ?القبيلة، ?تؤخذ ?سبيّة ?عند هزيمة قبيلتها ?في ?القتال، ?عكس ?الرجل ?الذي ?يدافع ?عن ?القبيلة ?ويجلب ?لها ?النصر ?على ?الأعداء. ?فعنترة ?بن ?شداد ?وليس ?ابن ?زبيدة. ?شداد ?حر ?وزبيدة ?أمَة. ?وكان الشقيق يتخلص ?من ?شقيقته ?كي ?لا ?تجلب ?العار ?للأسرة. ?ومازالت مستمرة عادة تخلص ?الرجل ?من ?عار ?المرأة ?وكأن ?الرجل ?لم ?يرتكب ?عاراً! ?ومازال ?الفهم ?الشعبي ?يعتقد ?أن ?القوامة ?في الآية ?«الرِّجَالُ ?قَوَّامُونَ ?عَلَى ?النِّسَاءِ» ?تعني أن ?الرجال ?أعلى ?منهن ?درجة، كما ?يفسرون ?آية ?«وَرَفَعَ ?بَعْضَكُمْ ?فَوْقَ ?بَعْضٍ ?دَرَجَاتٍ» ?بالقول إن ?الرجل ?أعلى ?درجة ?من ?المرأة ?مع ?أن ?المقصود ?الطبقات ?الاجتماعية.
وكذلك زواج المرأة بوكيل وشهود، وهو موضوع عالجته بعض الأفلام المصرية من خلال وكيل الزور وشهود الزور، كما في «شيء من الخوف» و«أفواه وأرانب» وغيرهما. صحيح أن المرأة تستطيع أن تكون وكيلة نفسها في حالات معينة، لكن في الممارسات الشعبية لابد من وكيل في كل الحالات. وكذلك يمكن تطليقها شفاهياً بغياب الوكيل والشهود بمجرد قول الزوج: «أنت طالق»، وإن كانت قوانين الأسرة في بعض الدول العربية أصبحت تضع ضوابط للطلاق، فلم يعد يتم إلا أمام القاضي كي يعرف أسبابه وما إن كان مجرد لحظة انفعال أو غضب.
وقد استطاعت الثقافة الشعبية أن تغير فهمها لموضوع الحدود، حيث أصبحت الشريعة هي القانون المدني الذي يحافظ على حقوق الإنسان، ومنها حقه في امتلاك جسده وضرورة احترامه. أما الضرب والهجر والظهار، فلم يعد كثيرون يعتبرونها تشريعاً، بل تعبيرات عن حالة خصام بين المحبين.
لا يكفي النساء أن يدافعن عن حقوقهن باللسان، بل عليهن أيضاً تغيير أوضاعهن الاجتماعية بناءً على إعادة وضع المرأة في الثقافات الشعبية، وذلك بوضع نظرية جديدة في تفسير النصوص الدينية حول تعليم المرأة وحسن معاملتها كإنسان. ومن الضروري أيضاً تجاوز قسمة الأشخاص إلى ذكور وإناث في البطاقة الشخصية أو شهادة الميلاد وجميع الأوراق الرسمية، مثلها مثل إلغاء خانة الدين. ويمكن كذلك إلغاء قوانين وعادات منع الاختلاط، فالرجل ليس شيطاناً رجيماً يتربص بالمرأة، خاصة في المواصلات العامة ومدرجات الجامعة، وإلا فستزداد حوادث التحرش والاغتصاب.
ويمكن إعادة تفسير الروايات المنقولة في النصوص الدينية وإعادة تأويلها، بما في ذلك رواية خلق المرأة من ضلع الرجل، وكونها جزءاً منه، لأن الآية الكريمة تتكلم عن النفس «وَمِنْ ?آيَاتِهِ ?أَنْ ?خَلَقَ ?لَكُمْ ?مِنْ ?أَنْفُسِكُمْ ?أَزْوَاجًا ?لِتَسْكُنُوا ?إِلَيْهَا»، ?أي ?المودة ?والتراحم ?وليس ?الاستعلاء ?والاستكبار ?كما ?يفعل «?سي ?السيد»?. ?وهناك ?عشرات ?الآيات ?والأحاديث ?التي ?يتساوى ?فيها ?الرجال ?والنساء: ?«إِنَّ ?الْمُسْلِمِينَ ?وَالْمُسْلِمَاتِ ?وَالْمُؤْمِنِينَ ?وَالْمُؤْمِنَاتِ ?وَالْقَانِتِينَ ?وَالْقَانِتَاتِ ?وَالصَّادِقِينَ ?وَالصَّادِقَاتِ ?وَالصَّابِرِينَ ?وَالصَّابِرَاتِ ?وَالْخَاشِعِينَ ?وَالْخَاشِعَاتِ ?وَالْمُتَصَدِّقِينَ ?وَالْمُتَصَدِّقَاتِ ?وَالصَّائِمِينَ ?وَالصَّائِمَاتِ ?وَالْحَافِظِينَ ?فُرُوجَهُمْ ?وَالْحَافِظَاتِ ?وَالذَّاكِرِينَ ?اللَّهَ ?كَثِيرًا ?وَالذَّاكِرَاتِ ?أَعَدَّ ?اللَّهُ ?لَهُمْ ?مَغْفِرَةً ?وَأَجْرًا ?عَظِيمًا». ?وكذلك ?الحديث ?النبوي «?أمك ?فأمك ?فأمك»?. ?وفي ?التاريخ ?عشرات النساء ?اللائي كن ?أكثر ?حكمة ?من ?الرجل، ?مثل ?امرأة ?فرعون ?التي ?طلبت ?منه ?أخذ ?الطفل ?(موسى) ?من ?النهر ?لتربيته. ?وكذلك ?ملكة ?سبأ. ?وفي ?التاريخ ?الحديث نساء ملهمات ?ليس ?فقط ?جان ?دارك، ?بل ?أيضاً ?جميلة ?بوحريد ?وهدى ?شعراوي.
*أستاذ الفلسفة -جامعة القاهرة
وكذلك زواج المرأة بوكيل وشهود، وهو موضوع عالجته بعض الأفلام المصرية من خلال وكيل الزور وشهود الزور، كما في «شيء من الخوف» و«أفواه وأرانب» وغيرهما. صحيح أن المرأة تستطيع أن تكون وكيلة نفسها في حالات معينة، لكن في الممارسات الشعبية لابد من وكيل في كل الحالات. وكذلك يمكن تطليقها شفاهياً بغياب الوكيل والشهود بمجرد قول الزوج: «أنت طالق»، وإن كانت قوانين الأسرة في بعض الدول العربية أصبحت تضع ضوابط للطلاق، فلم يعد يتم إلا أمام القاضي كي يعرف أسبابه وما إن كان مجرد لحظة انفعال أو غضب.
وقد استطاعت الثقافة الشعبية أن تغير فهمها لموضوع الحدود، حيث أصبحت الشريعة هي القانون المدني الذي يحافظ على حقوق الإنسان، ومنها حقه في امتلاك جسده وضرورة احترامه. أما الضرب والهجر والظهار، فلم يعد كثيرون يعتبرونها تشريعاً، بل تعبيرات عن حالة خصام بين المحبين.
لا يكفي النساء أن يدافعن عن حقوقهن باللسان، بل عليهن أيضاً تغيير أوضاعهن الاجتماعية بناءً على إعادة وضع المرأة في الثقافات الشعبية، وذلك بوضع نظرية جديدة في تفسير النصوص الدينية حول تعليم المرأة وحسن معاملتها كإنسان. ومن الضروري أيضاً تجاوز قسمة الأشخاص إلى ذكور وإناث في البطاقة الشخصية أو شهادة الميلاد وجميع الأوراق الرسمية، مثلها مثل إلغاء خانة الدين. ويمكن كذلك إلغاء قوانين وعادات منع الاختلاط، فالرجل ليس شيطاناً رجيماً يتربص بالمرأة، خاصة في المواصلات العامة ومدرجات الجامعة، وإلا فستزداد حوادث التحرش والاغتصاب.
ويمكن إعادة تفسير الروايات المنقولة في النصوص الدينية وإعادة تأويلها، بما في ذلك رواية خلق المرأة من ضلع الرجل، وكونها جزءاً منه، لأن الآية الكريمة تتكلم عن النفس «وَمِنْ ?آيَاتِهِ ?أَنْ ?خَلَقَ ?لَكُمْ ?مِنْ ?أَنْفُسِكُمْ ?أَزْوَاجًا ?لِتَسْكُنُوا ?إِلَيْهَا»، ?أي ?المودة ?والتراحم ?وليس ?الاستعلاء ?والاستكبار ?كما ?يفعل «?سي ?السيد»?. ?وهناك ?عشرات ?الآيات ?والأحاديث ?التي ?يتساوى ?فيها ?الرجال ?والنساء: ?«إِنَّ ?الْمُسْلِمِينَ ?وَالْمُسْلِمَاتِ ?وَالْمُؤْمِنِينَ ?وَالْمُؤْمِنَاتِ ?وَالْقَانِتِينَ ?وَالْقَانِتَاتِ ?وَالصَّادِقِينَ ?وَالصَّادِقَاتِ ?وَالصَّابِرِينَ ?وَالصَّابِرَاتِ ?وَالْخَاشِعِينَ ?وَالْخَاشِعَاتِ ?وَالْمُتَصَدِّقِينَ ?وَالْمُتَصَدِّقَاتِ ?وَالصَّائِمِينَ ?وَالصَّائِمَاتِ ?وَالْحَافِظِينَ ?فُرُوجَهُمْ ?وَالْحَافِظَاتِ ?وَالذَّاكِرِينَ ?اللَّهَ ?كَثِيرًا ?وَالذَّاكِرَاتِ ?أَعَدَّ ?اللَّهُ ?لَهُمْ ?مَغْفِرَةً ?وَأَجْرًا ?عَظِيمًا». ?وكذلك ?الحديث ?النبوي «?أمك ?فأمك ?فأمك»?. ?وفي ?التاريخ ?عشرات النساء ?اللائي كن ?أكثر ?حكمة ?من ?الرجل، ?مثل ?امرأة ?فرعون ?التي ?طلبت ?منه ?أخذ ?الطفل ?(موسى) ?من ?النهر ?لتربيته. ?وكذلك ?ملكة ?سبأ. ?وفي ?التاريخ ?الحديث نساء ملهمات ?ليس ?فقط ?جان ?دارك، ?بل ?أيضاً ?جميلة ?بوحريد ?وهدى ?شعراوي.
*أستاذ الفلسفة -جامعة القاهرة