تتوالى الإشادات العالمية بفوز رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، صانع المصالحة بين بلده وإريتريا المجاورة، بجائزة «نوبل» للسلام لعام 2019، تقديراً لمجهوداته في إرساء السلام بالقرن الأفريقي. وقالت رئيسة «لجنة نوبل للسلام»، النرويجية بيريت رايس أندرسن، إن الجائزة مُنحت لآبي تقديراً «لجهوده من أجل التوصل إلى السلام وخدمة التعاون الدولي، خصوصاً لمبادرته الحاسمة التي هدفت إلى تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا المجاورة»، وشروعه بإصلاحات كفيلة بإحداث تغيير كبير في بلده الذي عاش لفترة طويلة تحت حكم الاستبداد.
وقد اختير آبي أحمد من قائمة مرشحين ضمت 301 مرشح، وهو رابع أكبر عدد للمرشحين لنيل الجائزة منذ عام 1901، وقد ضم 223 فرداً و78 منظمة. وقال آبي في اتصال هاتفي قصير مع «مؤسسة نوبل» بثته على الإنترنت: «أتصور أن كل القادة الأفارقة الآخرين سيرون أنه من الممكن العمل على إجراءات لبناء السلام في قارتنا».
وانتهج «آبي أحمد» منذ توليه رئاسة وزراء إثيوبيا سياسة إقليمية قائمة على تصفير المشكلات مع دول الجوار، وبدأ التقارب مع إريتريا عقب إعلانه عن مبادرة سلام أكد فيها قبول إثيوبيا تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين، وما توصلت إليه لجنة ترسيم الحدود عام 2002، وضِمنه انسحاب القوات الإثيوبية من منطقة «بادمي» التي أدت إلى مواجهة عسكرية بين الجانبين عام 1998. لقد عاش البلدان أزمات وخاضا حروباً عسكرية على خلفية نزاع «بادمي»، وكل هاته الفترة المريرة من تاريخ أفريقيا كان يمكنها أن تحل بالحكمة وبالمفاوضات وبنوع من المسؤولية وبعد النظر ونكران الذات.. وهو ما تم أخيراً بين الدولتين برعاية ودعم وتشجيع من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وإذ نتذكر جميعاً اللحظات التاريخية قبل أزيد من سنة عندما نزلت طائرة آبي التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في مطار أسمرة، ليحيي الرئيس أسياس أفورقي ويتعانقا قبل أن يسيرا معاً على السجاد الأحمر، ثم يتوجها لإجراء محادثات سلام في القصر الرئاسي، وقد خرج آلاف الإريتريين للترحيب بآبي، ورفرفت أعلام البلدين في الشوارع، وليعلن بعد ذلك في لقاء تاريخي هو الأول من نوعه منذ 20 عاماً، عن إنهاء العداء التقليدي بين البلدين الجارين في منطقة القرن الأفريقي. وتم التوقيع على «إعلان أسمرة للسلام والصداقة»، في 9 يوليو 2018، وكان إنجازاً تاريخياً تمثلت أهم بنوده في: إنهاء حالة الحرب بين البلدين، وبدء عهد جديد من السلام والصداقة، وتعزيز التعاون الوثيق بينهما في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، واستئناف العلاقات في مجالات النقل والتجارة والاقتصاد والأنشطة الدبلوماسية، وترسيم الحدود، والعمل معاً على ضمان السلام والتنمية والتعاون على الصعيد الإقليمي، وتطبيع العلاقات وفتح الحدود، وانسحاب إثيوبيا من المناطق التي تسيطر عليها، وقيام البلدين بعمليات تطوير مشتركة لموانئ أريتريا في البحر الأحمر، وتبادل التمثيل الدبلوماسي بينهما، وفتح السفارات في كلا البلدين، واستعادة الاتصالات الهاتفية الدولية بينهما.
وبعد خمسة أيام على زيارة «آبي» إلى أريتريا، قام الرئيس أفورقي في 14 يوليو 2018 بزيارة إلى أديس أبابا في إطار تعزيز الصداقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، تم خلالها إعادة فتح السفارة الأريترية هناك، وكانت مغلقة منذ فترة طويلة.
عاشت أفريقيا عشرات الحروب الحدودية بين بلدانها وعشرات الحروب الأهلية بين مكونات دولها، وتلا ذلك إنشاء محاكم دولية لمعاقبة مقترفي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وسيفهم الأفارقة من خلال جائزة نوبل للسلام هذه أن جرثومة الصراعات اللامتناهية يمكن أن تصيب بالشلل أي دولة وأي تجمع إقليمي أو نظام جهوي. والتغيرات الجارية في قواعد اللعبة السياسية الدولية لم تعد تسمح بالتفرقة والتشرذم. لكن محنة بعض الدول تتمثل في افتقار نخبها للحس الاستباقي وغياب المصلحة العامة والاشتغال بالمسائل الثانوية بدل الخوض في الأولويات.
وقد اختير آبي أحمد من قائمة مرشحين ضمت 301 مرشح، وهو رابع أكبر عدد للمرشحين لنيل الجائزة منذ عام 1901، وقد ضم 223 فرداً و78 منظمة. وقال آبي في اتصال هاتفي قصير مع «مؤسسة نوبل» بثته على الإنترنت: «أتصور أن كل القادة الأفارقة الآخرين سيرون أنه من الممكن العمل على إجراءات لبناء السلام في قارتنا».
وانتهج «آبي أحمد» منذ توليه رئاسة وزراء إثيوبيا سياسة إقليمية قائمة على تصفير المشكلات مع دول الجوار، وبدأ التقارب مع إريتريا عقب إعلانه عن مبادرة سلام أكد فيها قبول إثيوبيا تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين، وما توصلت إليه لجنة ترسيم الحدود عام 2002، وضِمنه انسحاب القوات الإثيوبية من منطقة «بادمي» التي أدت إلى مواجهة عسكرية بين الجانبين عام 1998. لقد عاش البلدان أزمات وخاضا حروباً عسكرية على خلفية نزاع «بادمي»، وكل هاته الفترة المريرة من تاريخ أفريقيا كان يمكنها أن تحل بالحكمة وبالمفاوضات وبنوع من المسؤولية وبعد النظر ونكران الذات.. وهو ما تم أخيراً بين الدولتين برعاية ودعم وتشجيع من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وإذ نتذكر جميعاً اللحظات التاريخية قبل أزيد من سنة عندما نزلت طائرة آبي التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في مطار أسمرة، ليحيي الرئيس أسياس أفورقي ويتعانقا قبل أن يسيرا معاً على السجاد الأحمر، ثم يتوجها لإجراء محادثات سلام في القصر الرئاسي، وقد خرج آلاف الإريتريين للترحيب بآبي، ورفرفت أعلام البلدين في الشوارع، وليعلن بعد ذلك في لقاء تاريخي هو الأول من نوعه منذ 20 عاماً، عن إنهاء العداء التقليدي بين البلدين الجارين في منطقة القرن الأفريقي. وتم التوقيع على «إعلان أسمرة للسلام والصداقة»، في 9 يوليو 2018، وكان إنجازاً تاريخياً تمثلت أهم بنوده في: إنهاء حالة الحرب بين البلدين، وبدء عهد جديد من السلام والصداقة، وتعزيز التعاون الوثيق بينهما في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، واستئناف العلاقات في مجالات النقل والتجارة والاقتصاد والأنشطة الدبلوماسية، وترسيم الحدود، والعمل معاً على ضمان السلام والتنمية والتعاون على الصعيد الإقليمي، وتطبيع العلاقات وفتح الحدود، وانسحاب إثيوبيا من المناطق التي تسيطر عليها، وقيام البلدين بعمليات تطوير مشتركة لموانئ أريتريا في البحر الأحمر، وتبادل التمثيل الدبلوماسي بينهما، وفتح السفارات في كلا البلدين، واستعادة الاتصالات الهاتفية الدولية بينهما.
وبعد خمسة أيام على زيارة «آبي» إلى أريتريا، قام الرئيس أفورقي في 14 يوليو 2018 بزيارة إلى أديس أبابا في إطار تعزيز الصداقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، تم خلالها إعادة فتح السفارة الأريترية هناك، وكانت مغلقة منذ فترة طويلة.
عاشت أفريقيا عشرات الحروب الحدودية بين بلدانها وعشرات الحروب الأهلية بين مكونات دولها، وتلا ذلك إنشاء محاكم دولية لمعاقبة مقترفي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وسيفهم الأفارقة من خلال جائزة نوبل للسلام هذه أن جرثومة الصراعات اللامتناهية يمكن أن تصيب بالشلل أي دولة وأي تجمع إقليمي أو نظام جهوي. والتغيرات الجارية في قواعد اللعبة السياسية الدولية لم تعد تسمح بالتفرقة والتشرذم. لكن محنة بعض الدول تتمثل في افتقار نخبها للحس الاستباقي وغياب المصلحة العامة والاشتغال بالمسائل الثانوية بدل الخوض في الأولويات.