نشرت «كريستيان ساينس مونيتور» صورتين، إحداهما لأشجار والأخرى لمنازل قديمة من حولها أشجار صغيرة، في مدينة «بالتيمور» أكبر مدن ولاية «ميريلاند» الأميركية، وإذا طلبت من القراء مشاهدتهما لبرهة ثم التعبير عما تبادر لأذهانهم للوهلة الأولى، فبالتأكيد سنجد مئات التعليقات المختلفة. لكن الشيء الوحيد الذي تبادر إلى ذهني عند مشاهدة الصورتين كان «التوازن».
وأقرّ بأنني نشأت في غابات شمال «ميتشجان»، والأشياء التي أتذكرها عن رحلتي الصحافية إلى كشمير هي أشجار «الدلب» المهيبة. والحقيقة أنني أحب الأشجار، لكن أعتقد أن كثيرين سيتفقون معي على أن صورة المنازل تبدو حادة، بغض النظر عن حالة المنازل. فمشهد الخرسانات والطابوق يسيطر على الصورة. ويبدو لون الأشجار الأخضر متمرداً كما لو أنه يوشك على بدء ثورة.
وهذه صورة لانعدام التوازن، فالقصة الرئيسية في عدد الأسبوع الجاري تتحدث عن القيمة الواضحة للأشجار في البيئة الحضرية. فهي توفر الطاقة بظلالها، وتشير الإحصاءات إلى أنه في الأماكن الحضرية التي توجد بها أشجار كثيرة، تقل معدلات الجريمة وتتحسن الصحة العقلية.
وقد أظهرت الدراسات مراراً وتكراراً أن البشر يحتاجون الطبيعة. وفي الوقت الراهن، انتشرت البرامج في ربوع الولايات المتحدة لتتحدث عن «نقص الطبيعة» الذي يعاني منه سكان المناطق الحضرية.
وفي ظل القلق العميق بشأن التغير المناخي، يمكن أن يصبح الحفاظ على البيئة موضع استقطاب كما هي الحال مع ساحتنا السياسية. لكن على رغم من الخلافات الشديدة بين المؤيدين والمشككين في التغير المناخي، وكافة المقترحات السياسية وتقارير الأمم المتحدة، يبقى الهدف النهائي هو إيجاد التوازن.
وقد أظهرت ذلك، إحدى الدراسات الحديثة التي تحذر من خطر التغير المناخي على البيئة. فبعد الإشارة إلى أن 12.5? من أنواع الكائنات الحية يوشك على الانقراض، ركزت الدراسة على قضية «الزيادة المفرطة في الاستهلاك المادي». الإنسانية أصبحت غير متوازنة، وتتجه في الوقت الراهن صوب الاستهلاك على حساب حماية البيئة.
لكن أين يكمن التوازن الملائم بين الاستهلاك والحفاظ على البيئة؟ من الممكن أن تغير الابتكارات السؤال، مثلما فعلت الثورة الخضراء في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، عندما أوجدت سبلاً جديدة لإطعام مليارات البشر. غير أن التغير المناخي يدفعنا كمجتمعات إلى البحث عن التوازن في التفكير، وما إذا كان تفكيرنا قد أصبح مائلاً.
*صحفي أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
وأقرّ بأنني نشأت في غابات شمال «ميتشجان»، والأشياء التي أتذكرها عن رحلتي الصحافية إلى كشمير هي أشجار «الدلب» المهيبة. والحقيقة أنني أحب الأشجار، لكن أعتقد أن كثيرين سيتفقون معي على أن صورة المنازل تبدو حادة، بغض النظر عن حالة المنازل. فمشهد الخرسانات والطابوق يسيطر على الصورة. ويبدو لون الأشجار الأخضر متمرداً كما لو أنه يوشك على بدء ثورة.
وهذه صورة لانعدام التوازن، فالقصة الرئيسية في عدد الأسبوع الجاري تتحدث عن القيمة الواضحة للأشجار في البيئة الحضرية. فهي توفر الطاقة بظلالها، وتشير الإحصاءات إلى أنه في الأماكن الحضرية التي توجد بها أشجار كثيرة، تقل معدلات الجريمة وتتحسن الصحة العقلية.
وقد أظهرت الدراسات مراراً وتكراراً أن البشر يحتاجون الطبيعة. وفي الوقت الراهن، انتشرت البرامج في ربوع الولايات المتحدة لتتحدث عن «نقص الطبيعة» الذي يعاني منه سكان المناطق الحضرية.
وفي ظل القلق العميق بشأن التغير المناخي، يمكن أن يصبح الحفاظ على البيئة موضع استقطاب كما هي الحال مع ساحتنا السياسية. لكن على رغم من الخلافات الشديدة بين المؤيدين والمشككين في التغير المناخي، وكافة المقترحات السياسية وتقارير الأمم المتحدة، يبقى الهدف النهائي هو إيجاد التوازن.
وقد أظهرت ذلك، إحدى الدراسات الحديثة التي تحذر من خطر التغير المناخي على البيئة. فبعد الإشارة إلى أن 12.5? من أنواع الكائنات الحية يوشك على الانقراض، ركزت الدراسة على قضية «الزيادة المفرطة في الاستهلاك المادي». الإنسانية أصبحت غير متوازنة، وتتجه في الوقت الراهن صوب الاستهلاك على حساب حماية البيئة.
لكن أين يكمن التوازن الملائم بين الاستهلاك والحفاظ على البيئة؟ من الممكن أن تغير الابتكارات السؤال، مثلما فعلت الثورة الخضراء في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، عندما أوجدت سبلاً جديدة لإطعام مليارات البشر. غير أن التغير المناخي يدفعنا كمجتمعات إلى البحث عن التوازن في التفكير، وما إذا كان تفكيرنا قد أصبح مائلاً.
*صحفي أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»