رغم أن القاعدة الإعلامية الأولى أن الخبر العاجل يتقدم على المهم، إلا أنه كانت هناك تغطية أكبر بكثير للخلافات بين الرئيس دونالد ترامب و«الديمقراطيين» أكثر من تطور له تبعات محتملة أكثر أهمية ألا وهو: استمرار التراجع الكبير في معدلات المواليد الأميركية.
فقد وُلد العام الماضي 3.78 مليون طفل، ما يقل بنسبة 2 في المئة عن العام 2017، وهو أقل معدل منذ عام 1986، بحسب تقرير صادر عن المركز الوطني للإحصاءات الصحية في منتصف الشهر الجاري. ومعدل الخصوبة الإجمالي، الذي سجل انخفاضاً قياسياً إلى 1.728 مولود لكل 1000 امرأة، أدنى من المعدل المطلوب للحفاظ على تعداد سكان الولايات المتحدة الذي يتقدم في العمر بسرعة كبيرة والبالغ 327.2 مليون نسمة، من دون الهجرة.
وأما القاعدة الثانية فهي أنه إذا وُجد شيء مثير للقلق في الأخبار، فيكون هو الأهم. والمقالات التي تناولت تراجع معدلات المواليد أكدت وجود تداعيات مقلقة، ونسبتها إلى استمرار انعدام الأمن المالي للأسر لفترة أطول بعد الكساد الكبير، وتوقع تقلص في أعداد القوى العاملة أو التزامات ضمان اجتماعي غير مستدامة.
ومن التداعيات السلبية الأخرى أن: الدولة تحتاج إلى مزيد من المهاجرين، رغم أن الصراع الموجود في واشنطن بسبب مسألة الهجرة يحول دون إقرار تشريع ملائم لجعل الهجرة ممكنة.
ورغم كل ذلك، إلا أن التقارير التي تحدثت عن معدل المواليد تضمنت خبراً واحداً ساراً ومثيراً للاهتمام بما يكفي لاستعادة الثقة في قدرة أميركا على التعامل حتى مع المشكلات المستعصية.
وأقصد على وجه الخصوص، استمرار تراجع معدلات مواليد المراهقات، أو الأمهات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً، على مدار عقد كامل، لتصل إلى 17.4 طفلاً لكل 1000 فتاة. وهذا هو أدنى معدل منذ بداية جمع البيانات الحكومية في عام 1940، وبانخفاض بنسبة 72 في المئة من 61.8 طفلاً لكل ألف امرأة في 1991.
وفي ضوء تداعيات أمومة المراهقات على أفق حياة الشابات والأطفال، فإن هذه البيانات تعكس زيادة كبيرة في الوعي وتمكين المرأة والصحة العقلية لمئات الآلاف من الأميركيين.
ومثلما أكدت الخبيرة الاقتصادية «إيزابيل سوهيل» من معهد «بروكينجز»، تظهر الأبحاث أن معدلات الفقر بين البالغين الذين ينهون تعليمهم الثانوي ويحصلون على وظيفة بدوام كامل ولا يتزوجون ولا ينجبون أطفالاً قبل بلوغهم الـ21 من عمرهم هو 2 في المئة فقط، و75 في المئة ممن تنطبق عليهم هذه المعايير يكسبون 55 ألف دولار على الأقل في العام الواحد.
وقبل ثلاثة عقود، بدا أن ظاهرة حمل المراهقات، أو كما أطلق عليها الناس «أطفال يحملن أطفالاً»، تنتشر بمعدلات خارجة عن السيطرة.
ومن لم يكن موجوداً آنذاك سيكون من الصعب عليه ربما أن يفهم التحذيرات الشديدة التي تعامل بها المراقبون وصنّاع السياسات مع تلك القضية. وفي الحقيقة، يبدو أن العاجل والمهم اجتمعا في هذه القضية. وأدت حقيقة أن ارتفاع معدلات إنجاب المراهقات حدث بصورة غير متناسبة بين الفتيات السوداوات الفقيرات إلى إعطاء بعد عرقي مقلق للنقاش.
وأظهرت دراسة أجراها الخبيران الاقتصاديان «فيليب ليفين» و«ميليسا كيرني» أن شعبية برنامج تلفزيون الواقع، «16 وحامل»، الذي تناول المتاعب الشديدة التي تواجهها الأمهات الشابات، أدت إلى تراجع بنسبة 5.7 في المئة في معدلات حمل المراهقات، أي ثلث إجمالي معدلات التراجع في معدلات حمل المراهقات خلال 18 شهراً بعد العرض الأول للبرنامج في عام 2009.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
فقد وُلد العام الماضي 3.78 مليون طفل، ما يقل بنسبة 2 في المئة عن العام 2017، وهو أقل معدل منذ عام 1986، بحسب تقرير صادر عن المركز الوطني للإحصاءات الصحية في منتصف الشهر الجاري. ومعدل الخصوبة الإجمالي، الذي سجل انخفاضاً قياسياً إلى 1.728 مولود لكل 1000 امرأة، أدنى من المعدل المطلوب للحفاظ على تعداد سكان الولايات المتحدة الذي يتقدم في العمر بسرعة كبيرة والبالغ 327.2 مليون نسمة، من دون الهجرة.
وأما القاعدة الثانية فهي أنه إذا وُجد شيء مثير للقلق في الأخبار، فيكون هو الأهم. والمقالات التي تناولت تراجع معدلات المواليد أكدت وجود تداعيات مقلقة، ونسبتها إلى استمرار انعدام الأمن المالي للأسر لفترة أطول بعد الكساد الكبير، وتوقع تقلص في أعداد القوى العاملة أو التزامات ضمان اجتماعي غير مستدامة.
ومن التداعيات السلبية الأخرى أن: الدولة تحتاج إلى مزيد من المهاجرين، رغم أن الصراع الموجود في واشنطن بسبب مسألة الهجرة يحول دون إقرار تشريع ملائم لجعل الهجرة ممكنة.
ورغم كل ذلك، إلا أن التقارير التي تحدثت عن معدل المواليد تضمنت خبراً واحداً ساراً ومثيراً للاهتمام بما يكفي لاستعادة الثقة في قدرة أميركا على التعامل حتى مع المشكلات المستعصية.
وأقصد على وجه الخصوص، استمرار تراجع معدلات مواليد المراهقات، أو الأمهات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً، على مدار عقد كامل، لتصل إلى 17.4 طفلاً لكل 1000 فتاة. وهذا هو أدنى معدل منذ بداية جمع البيانات الحكومية في عام 1940، وبانخفاض بنسبة 72 في المئة من 61.8 طفلاً لكل ألف امرأة في 1991.
وفي ضوء تداعيات أمومة المراهقات على أفق حياة الشابات والأطفال، فإن هذه البيانات تعكس زيادة كبيرة في الوعي وتمكين المرأة والصحة العقلية لمئات الآلاف من الأميركيين.
ومثلما أكدت الخبيرة الاقتصادية «إيزابيل سوهيل» من معهد «بروكينجز»، تظهر الأبحاث أن معدلات الفقر بين البالغين الذين ينهون تعليمهم الثانوي ويحصلون على وظيفة بدوام كامل ولا يتزوجون ولا ينجبون أطفالاً قبل بلوغهم الـ21 من عمرهم هو 2 في المئة فقط، و75 في المئة ممن تنطبق عليهم هذه المعايير يكسبون 55 ألف دولار على الأقل في العام الواحد.
وقبل ثلاثة عقود، بدا أن ظاهرة حمل المراهقات، أو كما أطلق عليها الناس «أطفال يحملن أطفالاً»، تنتشر بمعدلات خارجة عن السيطرة.
ومن لم يكن موجوداً آنذاك سيكون من الصعب عليه ربما أن يفهم التحذيرات الشديدة التي تعامل بها المراقبون وصنّاع السياسات مع تلك القضية. وفي الحقيقة، يبدو أن العاجل والمهم اجتمعا في هذه القضية. وأدت حقيقة أن ارتفاع معدلات إنجاب المراهقات حدث بصورة غير متناسبة بين الفتيات السوداوات الفقيرات إلى إعطاء بعد عرقي مقلق للنقاش.
وأظهرت دراسة أجراها الخبيران الاقتصاديان «فيليب ليفين» و«ميليسا كيرني» أن شعبية برنامج تلفزيون الواقع، «16 وحامل»، الذي تناول المتاعب الشديدة التي تواجهها الأمهات الشابات، أدت إلى تراجع بنسبة 5.7 في المئة في معدلات حمل المراهقات، أي ثلث إجمالي معدلات التراجع في معدلات حمل المراهقات خلال 18 شهراً بعد العرض الأول للبرنامج في عام 2009.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»