ندرك جميعاً التبعات الصحية السلبية لزيادة الوزن والسمنة، واللذين تنتج عنهما طائفة متنوعة من الأمراض والعلل. كما أصبحنا ندرك جميعاً، كذلك، أن زيادة الوزن والسمنة ينتجان عن تناول أغذية وأطعمة مرتفعة المحتوى من السعرات الحرارية، كالدهون والنشويات والسكريات. ومؤخراً تزايد الإدراك بأهمية المشروبات المحلاة بالسكر، كالصودا والمياه الغازية في رفع مجمل المحتوى اليومي في الغذاء من السعرات الحرارية، بما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، وما يتبعهما من أمراض وعلل.
ويمكن تخيل حجم كمية السكر الموجودة في المشروبات الغازية، من حقيقة أنه في الوقت الذي توصي فيه منظمة الصحة العالمية بعدم زيادة الحد الأقصى المتناول يومياً من السكر، عن ست ملاعق صغيرة، نجد أن علبة واحدة من المشروبات الغازية المعتادة، تحتوي على 9 ملاعق تقريباً، وترتفع هذه الكمية لأكثر من 12 معلقة في بعض المشروبات الأكبر حجماً. وحتى ما يعرف بالمياه ذات النكهة، أي المضاف إليها نكهة اصطناعية، تحتوي على أربع ملاعق من السكر. هذه الكميات الهائلة من السكر في المشروبات المنتشرة بشكل واسع في جميع محلات البقالة والسوبرماركت الكبيرة، دفعت العاملين في القطاع الصحي إلى إطلاق صفة «القنبلة الصحية الموقوتة» على تلك المشروبات؛ حيث أصبح من المعروف أن تناول مشروب غازي واحد محلى بالسكر، يزيد مثلاً من احتمالات الإصابة بالسكري، حتى ولو كان الشخص لا يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، وهو ما يعني أننا جميعاً، وبغض النظر عن أوزاننا الحالية، معرضون لمثل تلك المضاعفات.
لكن ماذا عن العصائر الطبيعية، والتي ارتبطت في أذهاننا دائماً بأنها مشروب صحي، كونها تحتوي على مقادير كبيرة من المعادن والفيتامينات؟ هذه الصورة النمطية قد تتغير، إذا ما صحت وثبتت نتائج دراسة نشرت يوم الجمعة الماضي في إحدى الدوريات الطبية المرموقة، هي «JAMA Network Open»، وقد أجراها علماء جامعة «إيموري» بمدينة أطلانتا الأميركية. وخلصت هذه الدراسة إلى أن «الإفراط» في تناول المشروبات السكرية، بما في ذلك العصائر الطبيعية مئة في المئة، يزيد من احتمالات الوفاة المبكرة. وإذا ما خصصنا بالحديث الإفراط في تناول العصائر الطبيعية، فسنجد أنها تزيد من احتمالات الوفاة المبكرة بنسبة تتراوح بين 9 إلى 42 في المئة.
ويفسر العلماء هذا الاستنتاج غير المتوقع، على أنه نتيجة كون السكريات الموجودة في عصائر الفواكه الطبيعية، كعصير البرتقال مثلاً، تتشابه وتتماثل لحد كبير مع السكريات التي تضاف إلى المياه الغازية وباقي المشروبات المحلاة. حيث يحتمل أن سكر الفواكه أو «الفركتوز» يحفز إفراز الهرمونات التي تساعد على تجمع الشحوم والدهون حول منطقة الخصر (الكرش)، وهي نوعية الدهون المعروف عنها ارتباطها الوثيق بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين. كما ترجح بعض الدراسات أن المشروبات السكرية - غازية كانت أم طبيعية - تحفز خلايا الجسم على مقاومة تأثير هرمون الأنسولين، وهي أيضاً الحالة المعروف عنها ارتباطها بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
وتندرج مقاومة الإنسولين تلك، تحت ما أصبح يعرف بالمنظومة الأيضية (Metabolic Syndrome)، والتي تتكون من مجموعة من الاضطرابات في العمليات الحيوية أو الأيضية، وهي:
1- وجود سمنة مركزية (كرش)، تتركز فيها الدهون حول البطن، بدلاً من أن تتوزع بنسب متساوية في جميع مناطق الجسم.
2- ارتفاع نسبة الدهون في الدم، وخصوصاً الدهون الثلاثية، مع انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد، وهو ما يؤدي إلى ترسب الدهون على جدران الشرايين، ومن ثم تصلبها وانسداداها (أي الشرايين).
3- ارتفاع ضغط الدم.
4- وجود مقاومة للإنسولين، تظهر في شكل ارتفاع حاد في مستوى السكر في الدم بعد الوجبات، خصوصاً بعد تناول الأطعمة المحتوية على كميات كبيرة من النشويات والسكريات.
وترتبط تلك المنظومة الأيضية ارتباطاً وثيقاً بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين، مثل الذبحة الصدرية والسكتة الدماغية، وهو ما قد يفسر العلاقة التي ظهرت في دراسة علماء جامعة «إيموري» سابقة الذكر، بين الإفراط في تناول العصائر الطازجة وبين الوفيات المبكرة. فبخلاف احتواء هذه العصائر على كميات كبيرة من السعرات الحرارية، فهي تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة بتبعاتهما الصحية السلبية، كما أن معظم محتواها من السكريات يتكون من سكر «الفركتوز»، المرتبط بتجمع الشحوم والدهون حول منطقة الخصر.
وجدير بالذكر أن الدراسة تتعلق بالإفراط في شرب العصائر الطبيعية، أما شرب كوب من العصير الطبيعي الطازج يومياً، فيحمل في طياته فوائد صحية، بسبب المحتوى المرتفع من الفيتامينات والمعادن، وإن كان يفضل تناول الفواكه كاملة بدل من عصرها، للاستفادة من جميع محتوياتها، خصوصاً الألياف، والتي تحمل في حد ذاتها فوائد صحية جمة.
ويمكن تخيل حجم كمية السكر الموجودة في المشروبات الغازية، من حقيقة أنه في الوقت الذي توصي فيه منظمة الصحة العالمية بعدم زيادة الحد الأقصى المتناول يومياً من السكر، عن ست ملاعق صغيرة، نجد أن علبة واحدة من المشروبات الغازية المعتادة، تحتوي على 9 ملاعق تقريباً، وترتفع هذه الكمية لأكثر من 12 معلقة في بعض المشروبات الأكبر حجماً. وحتى ما يعرف بالمياه ذات النكهة، أي المضاف إليها نكهة اصطناعية، تحتوي على أربع ملاعق من السكر. هذه الكميات الهائلة من السكر في المشروبات المنتشرة بشكل واسع في جميع محلات البقالة والسوبرماركت الكبيرة، دفعت العاملين في القطاع الصحي إلى إطلاق صفة «القنبلة الصحية الموقوتة» على تلك المشروبات؛ حيث أصبح من المعروف أن تناول مشروب غازي واحد محلى بالسكر، يزيد مثلاً من احتمالات الإصابة بالسكري، حتى ولو كان الشخص لا يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، وهو ما يعني أننا جميعاً، وبغض النظر عن أوزاننا الحالية، معرضون لمثل تلك المضاعفات.
لكن ماذا عن العصائر الطبيعية، والتي ارتبطت في أذهاننا دائماً بأنها مشروب صحي، كونها تحتوي على مقادير كبيرة من المعادن والفيتامينات؟ هذه الصورة النمطية قد تتغير، إذا ما صحت وثبتت نتائج دراسة نشرت يوم الجمعة الماضي في إحدى الدوريات الطبية المرموقة، هي «JAMA Network Open»، وقد أجراها علماء جامعة «إيموري» بمدينة أطلانتا الأميركية. وخلصت هذه الدراسة إلى أن «الإفراط» في تناول المشروبات السكرية، بما في ذلك العصائر الطبيعية مئة في المئة، يزيد من احتمالات الوفاة المبكرة. وإذا ما خصصنا بالحديث الإفراط في تناول العصائر الطبيعية، فسنجد أنها تزيد من احتمالات الوفاة المبكرة بنسبة تتراوح بين 9 إلى 42 في المئة.
ويفسر العلماء هذا الاستنتاج غير المتوقع، على أنه نتيجة كون السكريات الموجودة في عصائر الفواكه الطبيعية، كعصير البرتقال مثلاً، تتشابه وتتماثل لحد كبير مع السكريات التي تضاف إلى المياه الغازية وباقي المشروبات المحلاة. حيث يحتمل أن سكر الفواكه أو «الفركتوز» يحفز إفراز الهرمونات التي تساعد على تجمع الشحوم والدهون حول منطقة الخصر (الكرش)، وهي نوعية الدهون المعروف عنها ارتباطها الوثيق بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين. كما ترجح بعض الدراسات أن المشروبات السكرية - غازية كانت أم طبيعية - تحفز خلايا الجسم على مقاومة تأثير هرمون الأنسولين، وهي أيضاً الحالة المعروف عنها ارتباطها بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
وتندرج مقاومة الإنسولين تلك، تحت ما أصبح يعرف بالمنظومة الأيضية (Metabolic Syndrome)، والتي تتكون من مجموعة من الاضطرابات في العمليات الحيوية أو الأيضية، وهي:
1- وجود سمنة مركزية (كرش)، تتركز فيها الدهون حول البطن، بدلاً من أن تتوزع بنسب متساوية في جميع مناطق الجسم.
2- ارتفاع نسبة الدهون في الدم، وخصوصاً الدهون الثلاثية، مع انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد، وهو ما يؤدي إلى ترسب الدهون على جدران الشرايين، ومن ثم تصلبها وانسداداها (أي الشرايين).
3- ارتفاع ضغط الدم.
4- وجود مقاومة للإنسولين، تظهر في شكل ارتفاع حاد في مستوى السكر في الدم بعد الوجبات، خصوصاً بعد تناول الأطعمة المحتوية على كميات كبيرة من النشويات والسكريات.
وترتبط تلك المنظومة الأيضية ارتباطاً وثيقاً بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين، مثل الذبحة الصدرية والسكتة الدماغية، وهو ما قد يفسر العلاقة التي ظهرت في دراسة علماء جامعة «إيموري» سابقة الذكر، بين الإفراط في تناول العصائر الطازجة وبين الوفيات المبكرة. فبخلاف احتواء هذه العصائر على كميات كبيرة من السعرات الحرارية، فهي تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة بتبعاتهما الصحية السلبية، كما أن معظم محتواها من السكريات يتكون من سكر «الفركتوز»، المرتبط بتجمع الشحوم والدهون حول منطقة الخصر.
وجدير بالذكر أن الدراسة تتعلق بالإفراط في شرب العصائر الطبيعية، أما شرب كوب من العصير الطبيعي الطازج يومياً، فيحمل في طياته فوائد صحية، بسبب المحتوى المرتفع من الفيتامينات والمعادن، وإن كان يفضل تناول الفواكه كاملة بدل من عصرها، للاستفادة من جميع محتوياتها، خصوصاً الألياف، والتي تحمل في حد ذاتها فوائد صحية جمة.