هل يمثل ترامب توجهاً سيسمح بإلحاق الهزيمة به عام 2020 وعودة الولايات المتحدة إلى سياساتها التقليدية؟ أم أن صعوده يعكس أعراضاً قومية قائمة منذ فترة طويلة ومشكلات هيكلية عميقة ستستمر لفترة طويلة بعد ذهابه؟ الإجابة عن هذا السؤال الذي يهيمن على واجهة الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي تجمع بين كلا الأمرين معاً.
وحتى الآن تبدو «اليزابيث وارين» هي المرشح الديمقراطي الذي يستوعب على أكمل وجه الحاجة لحمل كلا التصورين عن ترامب محمل الجد. وأعتقد أن سيناتورة ولاية ماساشوستس تقدم ما يرقى إلى أكثر الاستجابات شمولا وتعدداً في الأبعاد لهذه القضية. فمؤخراً عالجت وارين القضايا الأعمق التي أثارها تقرير المستشار الخاص روبرت مولر ورد الفعل عليه من ترامب والجمهوريين بأشمل طريقة ممكنة. ففي لحظة مهمة بقاعة مجلس الشيوخ، الثلاثاء الماضي، تصدت وارين لزعيم الأغلبية في المجلس ميتش مكونيل الذي أعلن أن «القضية أغلقت»، متحدثاً عن نتائج تحقيق مولر التي أشارت إلى عرقلة جنائية للعدالة يحتمل أن ترامب مارسها، وأيضاً إلى حرص ترامب على جني ثمار تدمير روسيا لانتخاباتنا. ورداً على هذا، دعت وارين إلى توجيه الاتهام للرئيس، متهمةً الحزب الجمهوري ككل بالتغاضي عن مخالفاته. وأشارت وارين إلى أن ترامب حاول تعطيل التحقيق حول سلوك حملته وحول الهجوم الروسي على ديمقراطيتنا.
إن دعوة وارين بشأن استجواب الرئيس تتعلق بحجة أكبر مما تقدم بها أي مرشح آخر.
إن إقرار ترامب الضريبي الذي رفضه كطلب من مجلس النواب، قد يخفي مخالفات كثيرة. وقد ردت وارين على كل هذا- وتغاضي الحزب الجمهوري عنه- من خلال عرض مشروع قانون شامل مناهض للفساد يلزم المرشحين الرئاسيين بالكشف عن الإقرار الضريبي لتجنب مثل هذه المواقف مستقبلا. وتعالج وارين وجهي عملة السلطوية والفساد باعتبارها مشكلة منهجية بحاجة إلى إصلاح وترتبط بالتزام أوسع نحو «تصفية المستنقع» الذي يتعين تجفيفه وتطهير موقعه.
وهذا ينقلنا إلى حكم طبقة الأثرياء في الولايات المتحدة. فمن اللافت أن الخبراء يسلّمون بأن جو بايدن هو الأفضل استعداداً لاستعادة أصوات البيض من أصحاب الياقات الزرقاء الذين أيدوا بشكل كاسح ترامب عام 2016. لكن بايدن، كما أشار جميل بوي في «نيويورك تايمز»، متورط في كثير من الأخطاء الكبيرة للصفوة الديمقراطية، وهي أخطاء ربما أذكت صعود ترامب بما في ذلك تقاعس الليبرالية الجديدة تجاه وول ستريت وحرب العراق.
وفي المقابل، قدمت وارين أكثر الوصفات الشعبوية تفصيلا حول الاقتصاد «المزيف»، وذلك مقارنة بأي مرشح ديمقراطي آخر، بما في ذلك سياسات جديدة لفرض ضرائب أعلى على فاحشي الثراء.
وباختصار قدمت وارين أكثر الاستجابات منهجية وشمولا. ولا يعني شيء من هذا أن المرشحين الديمقراطيين الآخرين، مثل بيرني ساندرز وكامالا هاريس وجو بايدن.. ليس لديهم سياسات جيدة. فقد ركز كل منهم على جانب معين، لكن وارين وحدها التي نسجت كل العناصر لدى المرشحين الآخرين في قصة واحدة كبيرة تشخص بموجبها السياسات الحالية لترامب باعتبارها تهديداً فريداً من نوعه وعرضاً لأمراض كثيرة.
جريج سارجنت
صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وحتى الآن تبدو «اليزابيث وارين» هي المرشح الديمقراطي الذي يستوعب على أكمل وجه الحاجة لحمل كلا التصورين عن ترامب محمل الجد. وأعتقد أن سيناتورة ولاية ماساشوستس تقدم ما يرقى إلى أكثر الاستجابات شمولا وتعدداً في الأبعاد لهذه القضية. فمؤخراً عالجت وارين القضايا الأعمق التي أثارها تقرير المستشار الخاص روبرت مولر ورد الفعل عليه من ترامب والجمهوريين بأشمل طريقة ممكنة. ففي لحظة مهمة بقاعة مجلس الشيوخ، الثلاثاء الماضي، تصدت وارين لزعيم الأغلبية في المجلس ميتش مكونيل الذي أعلن أن «القضية أغلقت»، متحدثاً عن نتائج تحقيق مولر التي أشارت إلى عرقلة جنائية للعدالة يحتمل أن ترامب مارسها، وأيضاً إلى حرص ترامب على جني ثمار تدمير روسيا لانتخاباتنا. ورداً على هذا، دعت وارين إلى توجيه الاتهام للرئيس، متهمةً الحزب الجمهوري ككل بالتغاضي عن مخالفاته. وأشارت وارين إلى أن ترامب حاول تعطيل التحقيق حول سلوك حملته وحول الهجوم الروسي على ديمقراطيتنا.
إن دعوة وارين بشأن استجواب الرئيس تتعلق بحجة أكبر مما تقدم بها أي مرشح آخر.
إن إقرار ترامب الضريبي الذي رفضه كطلب من مجلس النواب، قد يخفي مخالفات كثيرة. وقد ردت وارين على كل هذا- وتغاضي الحزب الجمهوري عنه- من خلال عرض مشروع قانون شامل مناهض للفساد يلزم المرشحين الرئاسيين بالكشف عن الإقرار الضريبي لتجنب مثل هذه المواقف مستقبلا. وتعالج وارين وجهي عملة السلطوية والفساد باعتبارها مشكلة منهجية بحاجة إلى إصلاح وترتبط بالتزام أوسع نحو «تصفية المستنقع» الذي يتعين تجفيفه وتطهير موقعه.
وهذا ينقلنا إلى حكم طبقة الأثرياء في الولايات المتحدة. فمن اللافت أن الخبراء يسلّمون بأن جو بايدن هو الأفضل استعداداً لاستعادة أصوات البيض من أصحاب الياقات الزرقاء الذين أيدوا بشكل كاسح ترامب عام 2016. لكن بايدن، كما أشار جميل بوي في «نيويورك تايمز»، متورط في كثير من الأخطاء الكبيرة للصفوة الديمقراطية، وهي أخطاء ربما أذكت صعود ترامب بما في ذلك تقاعس الليبرالية الجديدة تجاه وول ستريت وحرب العراق.
وفي المقابل، قدمت وارين أكثر الوصفات الشعبوية تفصيلا حول الاقتصاد «المزيف»، وذلك مقارنة بأي مرشح ديمقراطي آخر، بما في ذلك سياسات جديدة لفرض ضرائب أعلى على فاحشي الثراء.
وباختصار قدمت وارين أكثر الاستجابات منهجية وشمولا. ولا يعني شيء من هذا أن المرشحين الديمقراطيين الآخرين، مثل بيرني ساندرز وكامالا هاريس وجو بايدن.. ليس لديهم سياسات جيدة. فقد ركز كل منهم على جانب معين، لكن وارين وحدها التي نسجت كل العناصر لدى المرشحين الآخرين في قصة واحدة كبيرة تشخص بموجبها السياسات الحالية لترامب باعتبارها تهديداً فريداً من نوعه وعرضاً لأمراض كثيرة.
جريج سارجنت
صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»