برين كارتر تجلس في فناء بقايا منزلها المدمر في ألتادينا بولاية كاليفورنيا الأميركية. لا تنحصر الخسائر الناجمة عن الحريق في الأعباء المادية الجسيمة بل هناك الخسائر العاطفية التي تتمثل في ذكريات كان يكتنز بها المنزل المدمر بكل أركانه وتفاصيله التي باتت أثراً بعد عين. أكبر الخسائر العاطفية تكمن في تآكل الذاكرة البصرية للمنزل، بما تحمله من مشاهد ومواقف يصعب نسيانها، رغم أن بعضها لم يتم الاحتفاظ به عبر تقنيات التصوير الفائقة في الهواتف الذكية وغيرها من صنوف التكنولوجيا الحديثة. 

كارثة الحرائق وضعت سكان كاليفورنيا أمام معضلة شراء منازل جديدة، وأيضاً شركات التأمين، التي اتجه بعضها إلى زيادة تكلفة التأمين على المنازل بنسبة 22 في المائة. 

 مشهد البيوت المدمرة في ألتادينا جزء من مشهد أكبر وأوسع نطاقاً في ولاية كاليفورنيا التي لا تزال تعاني من تداعيات حريق إيتون شديد التدمير الذي طال مناطق من الولاية في مساء يوم 7 يناير الماضي. 

وبعد تدمير أكثر من 9400 منزل ومبنى أصبح السكان يواجهون مشكلتين، أولاهما نقص المنازل، وثانيتهما الحاجة إلى أطر تنظيمية جديدة لتقييد البناء بالمناطق المعرضة لخطر الحرائق وزيادة الكتلة السكنية في الأماكن البعيدة عن المخاطر، خاصة أن الكثير من المنازل تم تدشينها على سفوح التلال، تقع داخل مناطق معرضة للحرائق بالقرب من جبال سان غابرييل.
(الصورة من خدمة نيويورك تايمز)