«أنطونيتا موتشيا» (على اليمين)، مع سيدتين أخريين، والثلاث معاً ينشطن ضمن مجموعة محلية في بلدة «أسيرا» شمال نابولي بإيطاليا، أثناء تفحصهن كومةً من النفايات الملقاة بشكل غير قانوني في مكان عام بالبلدة.

وتنشط هذه المجموعة التي تشكلت قبل سنوات من الآن ضد عشوائية إلقاء القمامة، وتعمل باجتهاد كبير بغية بيان مخاطره على صحة السكان، خاصة في «سيرا» حيث ارتبط الإلقاء غير القانوني للنفايات السامة وحرقها بظهور الأمراض السرطانية على اختلافها.

وتأمل «موتشيا»، وهي ستينية وربة منزل، أن تتخذ السلطاتُ الإيطالية إجراءاتٍ جادةً لمواجهة التخلص غير القانوني من النفايات، أي المشكلة التي عانت منها البلدة والمناطق المجاورة لسنوات طويلة. وقد تم تشخيص ابنتها بسرطان نادر عندما كانت في الخامسة من عمرها، في منطقة تم فيها ربط تزايد حالات السرطان بالتلوث. لكن رغم المطالبات الكثيرة والاحتجاجات المتواصلة، وآهات الجيران الذين فقدوا أحباءَهم بشكل مأساوي، لم تحقق جهود المجموعة كثيراً من أهدافها إلى الآن.

لكن «موتشيا» لا تتوقف عن التحذير من خطورة النفايات العشوائية في بلدتها، ويبدو أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ومقرها ستراسبورغ في فرنسا، أصبحت تشاركها الرأيَ نفسَه، إذ قضت في الآونة الأخيرة بإدانة عمليات التخلص غير القانوني من النفايات في المنطقة التي أصبحت تعرف شعبياً باسم «أرض الحرائق»، وذلك بسبب الحرائق المستمرة للنفايات السامة فيها.

وأكدت المحكمة في قرارها أن عمليات التخلص غير القانوني من النفايات مستمرة في هذه المنطقة منذ عام 1988 على الأقل، وأنه حان الوقت للتوقف عن ذلك. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)