في إطار التزامها الثابت بتعزيز القيم الإنسانية وترسيخ السلام العالمي، تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً محورياً في التصدي للإرهاب والتطرف العنيف على المستويين الإقليمي والدولي. وفي «اليوم الدولي لمنع التطرف العنيف»، الذي يصادف الثاني عشر من فبراير من كل عام، ينظر المجتمع الدولي إلى الإمارات بوصفها نموذجاً يُحتذى به في تحويل التحديات المتعلقة بالأمن والسلام إلى فرص للتعاون الدولي وتعزيز الاستقرار.
والجدير بالذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة قدّم في 15 يناير 2016، إلى الجمعية العامة خطةَ عمل لمنع «التطرف العنيف»، وفي 12 فبراير 2016، اتخذت الجمعية قراراً يرحِّب بمبادرة الأمين العام، وأعلنت بموجب قرارها 243/77، يوم 12 فبراير يوماً دولياً لمنع «التطرف العنيف» المفضي إلى الإرهاب، وأكدت المسؤولية الرئيسية للدول الأعضاء ومؤسساتها الوطنية في مكافحة الإرهاب، كما شددت على أهمية دور المنظمات الدولية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والزعماء الدينيين والإعلام في مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف عندما يفضي إلى الإرهاب.
وتستند رؤية دولة الإمارات في مواجهة التطرف العنيف إلى استراتيجية شاملة تركز على الوقاية من خلال آليات عدة، منها: التعليم، وتعزيز التسامح، والقضاء على الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة.
وقد أثبتت الإماراتُ قدرتَها على الابتكار في محاربة الإرهاب، سواء أكان ذلك على المستوى المحلي، أم من خلال مشاركاتها الفاعلة في التحالفات الدولية.
وتجلى ذلك في العديد من الخطوات والمبادرات التي أسست وطورَت آلياتٍ فعالةً للتصدي للعنف والتطرف على الصعيدين الفكري والأمني. ويمثل مركز «هداية» لمكافحة التطرف العنيف، الذي تأسس في أبوظبي عام 2012، منصةً إقليمية ودولية مهمة لمكافحة التطرف العنيف، ويهدف إلى رفع مستوى الوعي بشأن التحديات الأمنية وتعزيز الفكر المعتدل من خلال برامج توعية وتدريب متنوعة، وقد أصبح مرجعية في مجال نشر ثقافة السلام والتسامح. كذلك، تم إطلاق «مركز صواب»، بالتعاون مع الولايات المتحدة عام 2015، وهو مبادرة تفاعلية للتواصل العالمي في سبيل دحض الكراهية والتعصب، وإبراز القيم الحقيقية للدين الإسلامي التي تقوم على الاعتدال وتدعو إلى الانفتاح.
وفي عام 2019، أطلقت الإمارات مبادرةَ «عام التسامح» بهدف تعزيز التعايش السلمي بين الأديان والثقافات. وشملت المبادرة العديدَ من الفعاليات التي ركزت على الحوار بين الأديان وتقدير التنوع الثقافي، ما يعكس التزام الدولة بمحاربة الأفكار المتطرفة.
وتولي دولةُ الإمارات اهتماماً كبيراً بقطاع التعليم كأداة رئيسية للوقاية من التطرف، حيث أطلقت العديد من البرامج التعليمية التي تهدف إلى تعزيز قيم الاعتدال والتفاهم بين الثقافات، كما تقدم الدعمَ للبرامج التي تعزز التفكيرَ النقدي، وهو ما يعد من أهم أبعاد مكافحة الفكر المتطرف.
وعلى الصعيد الدولي، تشارك دولة الإمارات بنشاط في العديد من التحالفات الدولية لمكافحة الإرهاب، حيث تسهم في تبادل المعلومات الأمنية، وتقديم الدعم اللوجستي، وهي تؤكد على أهمية التنسيق بين الدول لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمنَ العالمي. كما عملت الإمارات على إنشاء «المجلس العالمي للتسامح والسلام» كمنظمة دولية تسعى إلى تعزيز ثقافة التسامح والعيش المشترك، ويهدف المجلس إلى مكافحة جميع أشكال التطرف والتمييز على مستوى العالم، ليكون منصة تسهم في نشر قيم الاعتدال.
وبالإضافة إلى ذلك، تسهم دولة الإمارات بشكل حيوي في استضافة المؤتمرات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ومن ذلك «منتدى أبوظبي للسلم»، الذي يجمع بين قادة الفكر والأديان المختلفة لمناقشة أفضل السبل لتعزيز السلام ومحاربة الإرهاب، من خلال اعتماد المنهجية العلمية الصحيحة والرَّصينة.
إن جهود دولة الإمارات في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب تعكس التزامَها العميق بقيم السلام والعدالة.. وعبر سياسات وقائية مبتكرة، ومشروعات تعليمية، ودور دولي فاعل، تواصل الإمارات تعزيز مكانتها كداعم رئيسي للاستقرار في المنطقة والعالم، وتؤكد من خلال هذه الجهود على أهمية تبادل الخبرات من أجل ضمان عالم خال من العنف والتطرف للأجيال القادمة.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.