أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد»، في مبادرة وطنية تجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر. ويهدف «عام المجتمع» إلى تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع، من خلال تنمية العلاقات بين الأجيال، إضافة إلى تشجيع الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي ترسخ ثقافة المسؤولية الجماعية.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، أن «إعلان عام 2025 (عام المجتمع) هو رسالة بأولويات المرحلة المقبلة.. وهي ترسيخ تماسك المجتمع وتعزيز أواصره.. كالبنيان يشد بعضه بعضاً»، مضيفاً: «إن خط الدفاع الأول عن مكتسبات الوطن هو تماسك مجتمعنا الداخلي.. وترابط الأفراد.. والاهتمام بالصغير قبل الكبير.. وبالفقير قبل الغني.. وبالضعيف قبل القوي. لمجتمع يَقوى بالأسرة.. والأسرة تَقوى بالوعي.. وبالوعي يقوى الوطن.. وتترسخ المسيرة.. ونبني المستقبل الأفضل لأجيالنا بإذن الله».
وسيشهد العام من خلال هذه المبادرة إطلاق سلسلة من الفعاليات والمبادرات المجتمعية الهادفة إلى تعزيز التلاحم بين الأفراد، ودعم القيم الإماراتية، وضمان بيئة تتيح للجميع الإسهام في تحقيق التقدم. ويأتي تخصيص عام 2025 كعام للمجتمع استكمالاً لسلسلة من المبادرات التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأعوام الماضية من خلال التركيز على مبادرة تحمل عنواناً رئيسياً تنطوي تحته المشاريع والمبادرات، إذ امتدت مبادرة «عام الاستدامة» لعامين بهدف تعزيز الوعي المجتمعي وإحداث التغيير اللازم، فكان العام 2024 عام الاستدامة تحت شعار «قول وفعل»، فيما كان عام 2023 عام الاستدامة تحت شعار «اليوم للغد»، بينما تم إعلان عام 2021 «عام الخمسين» احتفاءً بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث انطلق عام الخمسين رسمياً من 6 ديسمبر 21 واستمر حتى 31 مارس 2022، ليشكّل قاعدةً لانطلاقة جديدة لدولة الإمارات نحو مرحلة جديدة في عمر الدولة من خلال إطلاق المشاريع والمبادرات على المستوى الداخلي والخارجي.
وعلى الرغم من ظروف تفشي مرض كورونا، أطلقت الدولة عام 2020 مشاريع الاستعداد للخمسين، مركزةً على إطلاق أكبر استراتيجية وطنية للخمسين عاماً القادمة. فيما كان العام 2019 عاماً للتسامح، كان العام 2018 «عاماً لزايد» احتفاءً بالقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتخليداً لذكرى القائد المؤسس ولإنجازاته المحلية والدولية. وكان عام 2017 عاماً للخير في دولة الإمارات، أطلقت خلاله الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، إضافة إلى القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية، سلسلةً من المبادرات والمشاريع الخيرية والإنسانية.
وكان عام 2016 عاماً للقراءة يهدف لترسيخ مكانة دولة الإمارات كعاصمة للثقافة والمعرفة، فيما كان عام 2015 «عام الابتكار»، وذلك لتحفيز بيئة الابتكار داخل الجهات الحكومية والخاصة وللاحتفاء بثقافة الإبداع والمبدعين في الدولة.
اليوم، وبعد عشر سنوات من إطلاق المبادرات السنوية، يأتي تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع»، ليعكس رؤيةَ قيادتنا الرشيدة التي تضع رفاه المجتمع وتماسكه في صميم أولوياتها، وليكون أهم مبادرة من نوعها على مستوى الدولة تهدف إلى تعزيز التلاحم المجتمعي بشكل متكامل من خلال إشراك كافة فئات المجتمع، بما في ذلك المواطنون والمقيمون، ومن خلال نهج شامل يدمج المبادرات الحكومية والمجتمعية والقطاع الخاص في علاقة تشاركية وتكاملية تهدف في مجملها إلى رسم خريطة طريق مجتمعية لحياة أكثر استقراراً ورفاهية في دولة الإمارات، تأكيداً على أهمية الاستثمار في الإنسان وتمكين المجتمع.
*كاتبة إماراتية