تنطلق اليوم الاثنين فعاليات الدورة التاسعة لقمة المعرفة، التي تعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ويستقطب هذا الحدث اهتماماً إعلامياً واسعاً بالنظر إلى أن القمة قد نجحت في ترسيخ مكانتها كمنصة عالمية لطرح الأفكار وتعزيز مسارات إنتاج المعرفة ونشرها.
واللافت للنظر بداية أن هذه الدورة تعقد تحت شعار «مهارات المستقبل واقتصاد الذكاء الاصطناعي»، وهي تسعى لدعم المجتمعات في الدول العربية للتحول نحو مستقبل رقمي أكثر شمولية واستدامة، وستشهد برنامجاً متكاملاً من الجلسات الحوارية وورش العمل التي تركز على الذكاء الاصطناعي والتعليم والبيئة والابتكار، مما يعزز القدرة على مواكبة التطورات المستقبلية.
ويؤكد شعار الدورة التاسعة لقمة المعرفة، التي تنظّمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يومي 18- 19 نوفمبر 2024، تواصل اهتمامها بمناقشة القضايا الحيوية المثارة خلال المرحلة الحالية، وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الثامنة للقمة عام 2023، قد ركزت على مدن المعرفة والثورة الصناعية الخامسة، واحتضنت نخبة مميزة من قادة الفكر وواضعي السياسات ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم، لمناقشة دور مدن المعرفة في احتضان الثورة الصناعية الخامسة.
وتستمد الدورة التاسعة من قمة المعرفة أهميتها الخاصة بالنظر إلى عدد من العوامل المهمة، يتمثل أبرزها في ما يأتي:
- ستشهد هذه الدورة انعقاد حدث نوعي مهم للمرة الأولى في المنطقة العربية، وهو «مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة» الذي تنظمه «اليونسكو» تحت شعار «المنافع العامة الرقمية: حلول مفتوحة لوصول شامل إلى المعرفة»، وسيجمع المؤتمر قرابة 500 مشارك من الوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار الذين يمثلون قطاعات حيوية متعددة مثل التعليم والخدمات الرقمية والاتصالات، كما سيحتضن نخبة من المؤسسات التعليمية والمبتكرين في القطاع التربوي من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف الإمكانات الكبيرة التي توفرها الموارد التعليمية المفتوحة في مجال تعزيز الوصول العادل لمصادر المعرفة.
- ستتضمن أجندة القمَّة إطلاق «مؤشِّر المعرفة العالمي» لعام 2024، الذي رسَّخ مكانته كأداة علمية شاملة لتوجيه الاستراتيجيات المستقبلية للدول لتحقيق التنمية المستدامة عبر تطوير إطار متكامل لقياس المستوى المعرفي فيها من خلال مؤشِّرات مدروسة تُعنى بتقييم واقع التعليم والبحث والتطوير والابتكار والتكنولوجيا.
- ستشمل فعاليات الدورة الجديدة للقمة الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي تحتفي بإنجازات المبدعين والمبتكرين ممن أسهمت ابتكاراتهم في إنتاج المعرفة الإنسانية ونشرها، وإلهام أصحاب الفكر الخلاق لتطوير حلول فعالة لازدهار المجتمعات وتقدمها.
- ستشهد الدورة التاسعة انعقاد الاجتماع الأول لـ«التحالف العالمي لتنمية وتطوير المهارات»، إضافة إلى التعريف بـ«أكاديمية مهارات المستقبل» التي تعد نقلة نوعية لمبادرة «مهارات المستقبل للجميع» التي سبق وأن أطلقتها القمة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن «مشروع المعرفة»، بهدف مساعدة آلاف الأفراد في الدول العربية على اكتساب مهارات متقدمة تعدهم للمستقبل.
وتحظى الدورة التاسعة لقمة المعرفة بجدول فعاليات ثري سيناقش حزمة من القضايا الحيوية، تتضمن قدرات الذكاء البشري في ابتكار تقنيات التكنولوجيا المتقدمة، والتحوّلات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي والتعريف الجديد لمهارات المستقبل، والابتكارات البيئية في خدمة المستقبل المستدام، إضافة إلى تعزيز سبل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي في استكشاف الفضاء، وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالإطار ذاته.
ومما لا شك فيه أن الانعقاد الدوري المنتظم لقمة المعرفة يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز المبادرات التي تسهم في تطوير آليات إنتاج المعرفة ونشرها، والدور الحيوي الذي تضطلع به الدولة في هذا السياق، فضلاً عن النجاحات التي تحققها من خلال استضافة الفعاليات الكبرى في المجالات كافة، حيث إن قمة المعرفة قد نجحت وعبر ثماني دورات سابقة، في ترسيخ مكانتها كأحد أبرز التجمعات الدولية المعنية بتبادل المعارف وقصص النجاح وتعزيز جهود الاستثمار في المعرفة.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.