انطلاقاً من حرص دولة الإمارات على إعداد وتأهيل شباب الوطن لمواجهة تحديات المستقبل، وإيماناً منها بأهمية الدور الحيوي الذي يؤديه الشباب في تنمية المجتمع، أطلقت حكومة دولة الإمارات برنامج القيادات الحكومية الشابة 2024، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، للتركيز على اكتشاف القادة الشباب في العمل الحكومي على مستوى الدولة.
ومن هذا المنطلق، سيتمكن القادة الشباب، لأول مرة في تاريخ الاجتماعات السنوية التي انطلقت في عام 2017، من المشاركة مع المسؤولين الحكوميين في الاجتماعات، والتعرف على توجهات الحكومة والاستراتيجيات والمشروعات الوطنية، لإعدادهم ليكونوا ضمن نخبة من القيادات الحكومية المستقبلية القادرة على تحقيق التحولات التنموية الكبرى.
ويشكّل البرنامج الجديد الذي يضم في دورته الأولى 45 مشاركاً من القادة الشباب من مختلف الجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي، منصةً وطنيةً لبناء القدرات والمهارات الملهمة التي تُكسِبهم حساً عالياً بالمسؤولية، وروح المبادرة، وقدرات القيادة الاستراتيجية التي تجعلهم جيلاً جاهزاً لصناعة مستقبل أفضل لدولة الإمارات.
وفي الواقع، فإن هذه المبادرة، ليست هي الوحيدة من نوعها التي تطلقها دولة الإمارات لتمكين الشباب، بل ثمة علامات مهمة في هذا المسار، فقد أطلقت المؤسسة الاتحادية للشباب «الأجندة الوطنية للشباب 2031»، التي تهدف إلى أن يكون الشباب الإماراتي النموذج الأبرز محلياً وعالمياً، في الفكر والقيم والمساهمة الفعّالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمسؤولية الوطنية، من خلال تمكين ودعم جيل الشباب والكفاءات الشبابية الواعدة، بما يتلاءم مع تطلعات القيادة الرشيدة، ويدعم تحقيق الرؤية الوطنية في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة. كما اعتمد مجلس الوزراء إنشاء «المؤسسة الاتحادية للشباب» عام 2018، وكانت مبادرة إنشاء المؤسسة في البداية تهدف إلى ربط الشباب بكل سلطة من سلطات الحكومة، وكان المبدأ المتبع هو «بمجهود الشباب، ومن أجل الشباب، وبمشاركة الشباب».
وقد مهد ذلك الطريق لوضع استراتيجية وسياسة الشباب، كجزء من القطاعين العام والخاص. ولم يتوقف دعم دولة الإمارات للشباب على المستوى المحلي فقط، بل تجاوز ذلك إلى المحيط العربي، إدراكاً منها لأهمية تمكين الشباب العربي في المنطقة، وليس فقط شبابها، وبناء على ذلك فقد تم الإعلان عن «مركز الشباب العربي» عام 2017، وهو المركز الذي يجسد رؤية القيادة الرشيدة القائمة على المساهمة في إعداد نموذج رائد لتمكين الشباب في العالم العربي. حيث يعد المركز منصة إقليمية للشباب في دولة الإمارات ويساعد على تطوير قدراتهم ويدعم الابتكار والإبداع في العالم العربي. كما ينفذ المركز مبادرات في مختلف القطاعات ويجري الأبحاث بين الشباب العرب لمساعدة صناع القرار في وضع سياسات صديقة للشباب.
إن ما تنتهجه دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال سياسة تمكين الشباب، يعود إلى إرث أصيل ونهج راسخ غرسه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي لطالما آمن بالشباب منذ تأسيس الدولة، واعتبرهم القوة الفعالة لصنع المستقبل، وقدم الدعم غير المحدود لشباب الوطن، وحرص على رعاية ثروة الوطن من الشباب، وتابع جهود القيادات الشابة في كل قطاع، حيث كان يقول: «إن العمل الوطني لا يتوقف عند حد والمسؤولية تقع الآن عليكم يا شباب الإمارات وشاباتها لتحوّلوا الفرص التي أتيحت لكم إلى نقاط انطلاق لمزيد من العطاء لوطنكم وشعبكم».
ولعل المتابع لكل المبادرات التي تطلقها دولة الإمارات، يجد يقيناً كبيراً لدى القيادة الرشيدة بأن هذه المبادرات والبرامج والمشروعات المتميزة، التي تعمل على تطويرها ستسهم في صقل مواهب شبابنا وتطوير قدراتهم، بما يتيح لهم فرصاً أوسع للابتكار والتميّز. وهذه المبادرات تعكس التزام الإمارات بمأسسة قطاع الشباب كاملاً، ولذا ليس من المستغرب أن تحل في المرتبة الأولى عالمياً، للعام الثاني عشر على التوالي، على قائمة الدول المفضَّلة للعيش بالنسبة للشباب العربي.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.