ما تفتأ مجموعات الضلال الإلكترونية الحاقدة تستمر في هجومها على دول الخليج العربي، من خلال جيوش الذباب الإلكتروني التي تعيث فساداً وإفساداً كلما واتتها الفرصة لذلك، وجعلت على رأس أولوياتها زعزعة أمن الخليج بكل الوسائل المتاحة والمتوفرة، والتي تعتقد بوجود ثغرات يمكن الولوج إليها، وجعلت من الإساءة إلى دول الخليج غاية لها.

ولعل أكثر ما تجيده تلك الجيوش الإلكترونية وتركز عليه شريحة الشعوب الخليجية البسيطة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الأخرى. يتوجب على شعوب منطقة الخليج العربي والمنخرطين في وسائل التواصل الاجتماعي، الانتباه والوعي لكل ما يجري حولها، وأن تدرك خطورة هجمات ما يسمى «الذباب الإلكتروني» الذي يسعى لتخريب كل أمر إيجابي، ومن يقف وراء هذه الهجمات يسعى إلى تسخير تلك الوسائل والأساليب لتحقيق مآرب دنيئة.

وفي كثير من الأحيان تتخفى هذه الهجمات وتتلون لتضمن تحقيق أهدافها الشيطانية لتدمير هذه المنطقة، التي لطالما كانت محصنة بفضل تكاتف قادتها وشعوبها بعض مع بعض. هذا الخطر يستوجب من المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي المطالبة بأن يتم التنسيق والتعاون فيما بينها وتنظيم الاجتماعات اللازمة للتنسيق لمواجهة هذه القضية بالغة الأهمية، خصوصاً أن الفضاء الإلكتروني بلا حدود ولا يكبله قانون حقيقي. وتصل المعلومة الإلكترونية المضللة بكل سهولة، وتؤثر في كثير من الأحيان تأثيراً سلبياً، مما يسهم في إرباك من ينخدع بها في المجتمعات الخليجية. وعلى الجهات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي تتبع أي حسابات وهمية وفضحها أمام الملأ، وشرح ما يقومون به من إفساد واستغلال لبعض المشاهير في وسائل التواصل. المهمة صعبة ولاشك، ولكن نقول إن وعي الشعوب الخليجية ومن ورائها المسؤولون المعنيون بمكافحة الجريمة الإلكترونية وتتبع الحسابات الوهمية كفيل بالتصدي لهذه الهجمات وحجب أي حساب وهمي ومن ورائه الذباب الإلكتروني، الذي يهدف لزرع الفتنة والضغينة.

ولن تفلح هذه الهجمات المغرضة في المساس بتماسك المجتمع الخليجي المترابط منذ زمن بعيد بوحدة المصير المشترك، هذا التماسك يضمن تحقيق الأمن الخليجي وحماية جميع أفراد المجتمع الخليجي ضد مخططات تحاك ضده من خلال المواقع المأجورة التي ما فتئت تسعى لتفكيك ترابطنا.

*كاتب كويتي