أثار الارتفاع الأخير في شعبية أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل «تشات جي بي تي»، موجةً جديدةً من التدقيق في كابيتول هيل، حيث إنه لسنوات تم إهمال محاولات تحديث أو تمرير لوائح جديدة لتنظيم التقنيات المتطورة. لكن بالنسبة لمجموعة أصغر من المشرعين، مثل النائبة «إيفيت كلارك» («ديمقراطية» من نيويورك)، الذين كانوا نشيطين منذ فترة طويلة في تلك المناقشات، فإن الذكاء الاصطناعي، الذي يبشر بالخير والذي له أيضاً خطر محتمل، ليس بالأمر الجديد.

في أبريل 2019، قدمت كلارك اقتراحاً مؤثراً، مع عضوين في مجلس الشيوخ هما «رون وايدن» (ديمقراطي– أوريجون) و«كوري بوكر» (ديمقراطي– نيو جيرسي)، لمطالبة الشركات بفحص الخوارزميات والأنظمة الآلية، بما في ذلك تلك الموجودة في أدوات الذكاء الاصطناعي، للتأكد من عدم وجود تحيز. وفي حين أنه لم يتم تمرير مشروع القانون لكي يصبح قانوناً، فقد ظل عاملاً رئيسياً في المفاوضات حول سياسة الذكاء الاصطناعي في الكونجرس.

ومنذ ذلك الحين، كشفت كلارك النقاب عن مشاريع قوانين تتطلب أن تتضمن مقاطع الفيديو المزيفة تزييفاً عميقاً علامات مائية، وأن تفصح الإعلانات السياسية عندما تعرض محتوى تم إنشاؤه بوساطة الذكاء الاصطناعي. لقد التقيتُ كلارك مؤخراً للاطلاع على أفكارها حول الزيادة الحادة في النشاط حول تنظيم الذكاء الاصطناعي في واشنطن.

وفيما يلي بعض النقاط التي تعرضنا لها أثناء حديثنا:رداً على سؤال حول رأيها بشأن السبيل إلى معالجة المخاطر التي قد يشكلها الذكاء الاصطناعي، قالت: «يمكن أن تكون الأدوات التوليدية مفيدةً لمجتمعنا، ومع ذلك يجب أن تكون هناك بعض اللوائح التنظيمية لحماية المستهلكين من المعلومات المضللة، واستخدام الأداة كسلاح». وأضافت: «أعتقد حقاً أنه من المحتمل أن تكون لدينا الدورة الانتخابية الأولى، حيث سيكون الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من كيفية إعلان الحملات عن مواقعها لناخبيها. وقد يكون هذا أمراً ضاراً جداً إذا لم نتغلب عليه».

وعن رأيها في مجازفة لجنة الانتخابات الفيدرالية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الإعلانات السياسية، قالت كلارك إنهم سيرجعون الأمر إلى محكمة الهيئة التشريعية لتقديم إرشادات حول كيفية توجيه موظفيهم للتعامل مع هذا الأمر، وهذا هو السبب في أن التشريعات التي اقترحتها مهمة حقاً.

وقالت: «لا أعتبر ذلك خروجاً كبيراً عما فعلوه بالفعل، لكن ربما يتطلب منا أن نكون واضحين في توجيههم». وعن خطتها لبناء دعم من الحزبين فيما يتعلق بمشروع القانون الذي اقترحته، والذي يستهدف التحيز الخوارزمي، قالت كلارك: «التكنولوجيا محايدة حقاً، لذا فإننا بحاجة إلى التأكد من أن الزملاء على دراية جيدة بحقيقة أننا نحمي ناخبينا، ونضمن نزاهةَ انتخاباتنا وبالتالي ديمقراطيتَنا. أعتقد أنني سأجد بالتأكيد زملاء يفهمون أن الأمر يسير في كلا الاتجاهين».

وأعربت النائبة البرلمانية عن سعادتها لقيام زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ «تشارلز إي شومر» (ديمقراطي - نيويورك) بقيادة حملة جديدة لتنظيم الذكاء الاصطناعي. وقالت إنها تأمل أن يؤدي هذا النوع من المشاركة رفيعة المستوى إلى إطلاق حركة مماثلة في مجلس النواب. وبسؤالها عن مدى أهمية الدور الذي تعتقد أنه يجب أن تلعبه الصناعةُ في المساعدة على صياغة قواعد جديدة، قالت كلارك: «من المهم بالنسبة لنا أن نختبرها وننظر فيما إذا كنا نعتقد أن هناك حاجة إلى تحسينات أو أن هناك بعض العناصر التي يقترحونها منطقية».

ورداً على ما يقال من أن إحدى الحجج التي تم طرحها من أجل مشاركة أكبر للصناعة هي أن هناك نقصاً مفترضاً في خبرة الذكاء الاصطناعي في الكونجرس، قالت إنها لا تعتقد أن ثمة ندرة في الخبرة الفنية. هناك مستويات متفاوتة من الخبرة في الكابيتول هيل، ومستويات متفاوتة داخل كياناتنا الفيدرالية، ونحن بحاجة إلى تعظيم ذلك. يجب أن تكون الأوساط الأكاديمية جزءاً منها.  كريستيانو ليما*

*مراسل صحيفة «واشنطن بوست»

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»