تتصدر درجات الحرارة المرتفعة العناوين الرئيسية –من تكساس إلى تايوان –مع تجدد الدعوات لمواجهة تغير المناخ. بخلاف التعهدات الشخصية، هناك اهتمام بالمزيد من المساهمات المنهجية من المدن، والتي تعد بصورة غير متناسبة مصادر لانبعاث غازات الاحتباس الحراري.
من ولاية أريزونا شديدة الحرارة، يحدد «لاد كيث» و«سارة ميرو» الحلول الممكنة. يستكشف تقرير جمعية التخطيط الأميركية الذي قاما بنشره هذا العام استراتيجيات للحد من الجزر الحرارية الحضرية - المناطق الأكثر سخونة من المناطق النائية (والتي تكون أكثر دفئا من المناطق الريفية المحيطة بها بسبب الأنشطة البشرية) - ويحث على إيلاء المزيد من الاهتمام للمساواة في الحرارة (اي وضع سياسات وممارسات تخفف من حرارة الجزر).
توضح الدكتورة ميرو، الأستاذ المساعد في كلية العلوم الجغرافية والتخطيط الحضري بجامعة ولاية أريزونا: «يجب أن يتمتع كل فرد في المجتمع ببيئة داخلية وخارجية آمنة حرارياً».
وتحدثت هي والدكتور كيث، الأستاذ المساعد للتخطيط في جامعة أريزونا، حول المساواة في الحرارة، والمشاريع التي يجب مراقبتها، وكيف أن التعاون هو المفتاح لمقاومة الحرارة.
حول التركيز على الحرارة في مجال التخطيط الحضري الهادف إلى مقاومة التغيرات المناخية، قال كيث إن الحرارة كانت تحظى باهتمام أقل تاريخيا من الأخطار الأخرى مثل حرائق الغابات وارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات والعواصف الشديدة والجفاف. وفي السنوات القليلة الماضية فقط، تعاملت المجتمعات مع مخاطر ارتفاع درجات الحرارة على محمل الجد.
وأوضحت «ميرو» أن هناك اتجاها واضحاً في زيادة كثافة ومدة موجات الحر. كان هناك أيضاً عدد من هذه الأحداث الشديدة الحرارة غير المسبوقة حقا، مثل الصيف الماضي في شمال غرب المحيط الهادئ من الولايات المتحدة وفي كولومبيا البريطانية. من الواضح أن أوروبا حظيت هذا العام باهتمام كبير لأن درجات الحرارة بها خرجت عن المألوف. وربما ساعد هذا أيضا في جذب المزيد من الاهتمام إلى هذه القضية.
وعن الاختلاف بين التخفيف من الحرارة وإدارة الحرارة، وهما المكونان الرئيسيان اللذين وردا في التقرير لمقاومة الحرارة، أوضح كيث أن التخفيف من الحرارة هو تقليل المنبعثة الجزر الحرارية الحضرية. إنها استراتيجيات تقلل من عادم المركبات ومخلفات تكييف الهواء لجعل المباني أكثر كفاءة. هذا إلى جانب استخدام مواد أكثر انعكاسا وأفتح لونا بحيث تمتص قدرا أقل من الحرارة، بحيث تكون أشياء مثل الرصيف البارد أو الأسقف الباردة أو حتى الجدران الأكثر برودة لتصميم المباني. وبالطبع التخضير الحضري هو استراتيجية شائعة.
وتتمحور إدارة الحرارة حول الاستعداد والاستجابة لكلٍ من الحرارة المزمنة - الارتفاع العام في متوسط درجات الحرارة - ولكن أيضا مخاطر الحرارة الحادة مثل أحداث الحرارة الشديدة التي نشهدها بوتيرة متزايدة. يتضمن ذلك قطاع الصحة العامة، لذا يقوم مديرو الطوارئ بأشياء مثل فتح المزيد من مراكز التبريد، والتأكد من أن الناس يحظون بالعدالة الحرارية في منازلهم وأن لديهم إمكانية الوصول إلى بيئات داخلية آمنة.
وحول المغزى من إعلان مدينة فينيكس، التي اشتهرت منذ فترة طويلة بارتفاع درجات الحرارة فيها، العام الماضي عن إطلاق أول مكتب ممول من القطاع العام في البلاد يركز على مخاطر الحرارة في المناطق الحضرية - وهو مكتب الاستجابة للحرارة والتخفيف، قال كيث إن هذا يمكن أن يساعد حقا في تنسيق بعض جهود التخفيف من الحرارة وإدارة الحرارة. وقد أنشأت كل من مقاطعة ميامي ديد ولوس أنجلوس مكاتب لموظفين كبار من أجل معالجة ارتفاع الحرارة.
وأضاف «كيث» أن الشيء المهم هو أننا لا نعطي انطباعاً خاطئا بأنك بحاجة إلى كبير مسؤولي الحرارة لمعالجة الحرارة. هذه رسالة مهمة حقا ... خاصة بالنسبة للمدن الأصغر والمجتمعات الأصغر التي لا تمتلك بالضرورة الموارد اللازمة لكبير مسؤولي إدارة ارتفاع الحرارة.
وقالت «ميرو» أنه يجب التأكد أيضاً من أن الأهداف ليست متضاربة. لذا يجب ضمان أنه إذا كان هناك جهود لمحاولة تبريد منطقة معينة من المدينة في إطار خطة معينة، فلا توجد إدارة أخرى تخطط لإنشاء موقف سيارات جديد هناك.
هذا يذكرنا بجمعية ماريكوبا التابعة لشبكة التخفيف من درجات الحرارة الحكومية، والتي تنسق لإنشاء محطات الترطيب والتبريد مع العديد من الشركاء من القطاعين العام والخاص.
وبالنسبة لجهود التعاون في مقاومة الحرارة بالمناطق الحضرية، قال كيث إنه يتم تحقيق هذا التعاون على مستوى الولاية مع وضع خريطة لإقامة مركز تبريد منسق على مستوى الولاية في أريزونا.
ومدينة نيويورك لديها نموذج محترم حقاً يعالج جهود الحد من الحرارة. لديهم خطة خاصة بهم لتبريد الأحياء؛ ولديهم برنامج «كن صديقا»، حيث يطمئنون على الأشخاص من الجيران الضعفاء وأولئك الذين يتلقون الخدمات الاجتماعية خلال فترات الذروة للتأكد من أنهم بخير جسديا.
وأوضح «كيث» أنه لا يوجد حل سحري واحد لحل عدم المساواة في درجات الحرارة. ولكن ... هناك دليل جيد جدا على أن المجتمعات المهمشة تاريخيا والمجتمعات ذات الدخل المنخفض ومجتمعات الأقليات تعاني أكثر من شدة الحرارة مقارنة بنظيراتها من مجتمعات البيض والأثرياء في جميع أنحاء البلاد وفي جميع أنحاء العالم.
سارة ماتوسيك
صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»