وثيقة «مبادئ الخمسين» التي أعلنت عنها الإمارات، تضم عشرة مبادئ تعبر في تقديري عن دعوة العالم ليكون جزءاً من رؤى وطموح الإمارات في الخمسين عاماً القادمة. لقد رسخت الإمارات مكانتها منذ التأسيس في طليعة الدول المتقدمة من خلال مواءمتها لمعطيات العصر ومتغيراته، حيث أدى ذلك إلى تقسيم العالم إلى دول منخرطة في التغيير تستخدم أدوات مبتكرة ولغة جديدة، ودول أخرى تعيش في الماضي بعيدة عن متطلبات العصر والتأثير الإيجابي في محيطها.
من شأن حملة «الإمارات العالمية المتحدة» أن تنقل قصة نجاح وسط منطقة تزخر بالتحديات وانقسامات إيدولوجية وإقليمية، وتسير بها نحو تعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام ومجتمع أكثر ازدهاراً. كما تجدر الإشارة إلى تحقيق الإمارات لمراتب متقدمة في مؤشرات التنمية البشرية، وهو يعد إنجازاً كبيراً، يعزز دور الدولة ومشاركتها بفعالية في التغيير العالمي نحو الأفضل، وهذه الإنجازات تم تحقيقها نتاج عوامل نجاح في احتضان الإمارات لأكثر من 190 جنسية من المواهب، واعتبارها وجهة لأكبر الأحداث العالمية مثل إكسبو 2020 وغيرها.
لدى الإمارات الكثير ما تقوله للعالم، بعدما قدمت نموذجاً رائداً في كيفية تحقيق التماسك الداخلي وتعزيز التلاحم الوطني والارتقاء بالإنسان في جميع إمارات الدولة، طبقاً لما أرساه الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» في وحدة المصير المشترك والحفاظ على قوة الاتحاد.
ومن خلال «الإمارات العالمية المتحدة» تؤكد الإمارات في سياق رحلتها من المحلية وجذورها العربية إلى إعادة الثقة لدى العرب في الوصول إلى العالمية في جميع مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، لتترسخ بذلك مكانة الإمارات في التحول من الاعتماد على النفط إلى نقطة جذب محورية ورئيسة للمواهب والخبرات والمستثمرين، وأيضاً إطلاق مؤسسات عابرة للقارات تحمل القيم الإماراتية في الانفتاح والتسامح والتعايش معاً. بالإضافة إلى إلقاء الضوء على مزايا الإمارات التنافسية في سهولة ممارسة الأعمال واستقطاب الاستثمار الأجنبي.
ولا بديل عن وضع استراتيجية للتعامل مع التغيير العالمي التي انتهجتها الإمارات منذ تأسيسها في تعزيز التفكير المستقبلي ذلك أن التغيير أصبح سريعاً ومفاجئاً، لتواصل الإمارات بذلك تصدرها المرتبة الأولى في 100 مؤشر تنموي عالمي، ولم يكبح ذلك قيادتنا عن تكريس ثقافة التفوق والإلهام والإيجابية لدى المجتمع الإماراتي. فالمحرك المستقبلي الرئيس للنمو في الإمارات هو رأس المال البشري، كما أن الرهان على الإنسان كان وما زال الغاية القصوى في الأجندة الوطنية، كما أن توجيه مجلس الوزراء الجهات الحكومية في البدء بالعمل على المسار الاستراتيجي للدولة باعتماد على وثيقة «مبادئ الخمسين» سيجعل الإمارات متفوقة رقمياً وعلمياً وتقنياً لتصبح العاصمة العالمية للمستقبل.. وبهذه الرؤية نستقبل العالم بقلوبنا.
باحث إماراتي في القضايا الجيوسياسية