مع استمرار فرض قيود الإغلاق على أجزاء من أوروبا وتوقف عمليات التطعيم، انزلق اقتصاد المنطقة إلى ركود مضاعف في الربع الأول من العام، على عكس التوقعات الوردية في الولايات المتحدة.
انكمش الاقتصاد الأوروبي بنسبة 0.6% في الربع الأول من العام، بينما حقق الاقتصاد الأميركي نمواً بنسبة 1.6% خلال نفس الفترة، وسط الإنفاق التحفيزي الفيدرالي الهائل وتسريع عمليات التطعيم.
شهد اقتصاد ألمانيا المعتمدة على التصدير، والتي كانت تتجه بالفعل نحو الركود قبل الوباء بسبب تراجع التصنيع، انكماش اقتصادها بنسبة 1.7%، وهو أكبر انكماش في أوروبا. كما تقلصت اقتصادات إسبانيا وإيطاليا والبرتغال.
مع البطء في طرح جرعات اللقاح، تجارب أجزاء كبيرة من أوروبا موجة ثالثة من الإصابات بفيروس كورونا. تفرض ألمانيا حظر تجول ليلي في 15 ولاية من ولاياتها ال 16، بينما يتطلب التسوق حجز المواعيد والحصول على نتيجة سلبية.
لكن المحللين قالوا إن الصورة قد لا تكون قاتمة كما تبدو -فاللقاحات آخذة في الزيادة في جميع أنحاء القارة، وأوروبا في وضع جيد للتعافي، لأنها تجنبت إلى حد كبير خسائر الوظائف على نطاق واسع، الأمر الذي عانت منه الولايات المتحدة.
كتب «ألكسندر بورش»، كبير الاقتصاديين ورئيس الأبحاث في شركة «ديلوايت ألمانيا»: «على الرغم من الوضع الصحي الخطير، تظل الأسس الاقتصادية واعدة. فأسواق العمل لا تزال قوية ولم يرتفع معدل البطالة في منطقة اليورو، وذلك بفضل التدخلات السياسية الجارية، مثل مخططات الإجازة غير المدفوعة».
وقال إن هذا ترك الدخل المتاح دون مساس إلى حد كبير، مضيفاً أنه لا يزال هناك حالة مرتفعة بشكل مدهش من التفاؤل في الأعمال التجارية. وتحدت فرنسا التوقعات بتحقيق نمو اقتصادي بلغ 0.4% في الربع الأولو من 2021.
وأوضح «بورش» أن الخطر يكمن في فشل البلدان في أوروبا في السيطرة على الوباء وتوقف الشركات عن العمل. لكن برامج التطعيم قد انتشرت في الأسابيع الأخيرة، حيث تقوم ألمانيا الآن بتلقيح أكثر من 900 ألف شخص يومياً. وتهدف إلى تطعيم جميع البالغين الذين يريدون تلقي اللقاح بنهاية يونيو.
ولكن في حين أن التوقعات تبدو أفضل بالنسبة للبلدان الأوروبية، فقد يواجه البعض على الأطراف المزيد من المشاكل في الظهور مرة أخرى. يمكن أن تعاني البلدان المعتمدة على السياحة مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا من ضرر دائم نتيجة الإغلاق، وفقًا لتحليل حديث أجراه بنك «أي إن جي».
ويقوم الاتحاد الأوروبي بوضع اللمسات الأخيرة على خطة لما يسمى بنظام «جواز سفر اللقاح»، للسماح لبعض السياحة بالعودة هذا الصيف. لكن الحياة الطبيعية لا تزال تبدو بعيدة المنال.
لافداي موريس
مديرة مكتب «واشنطن بوست» في برلين.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»