احتوت التقارير الإخبارية عن الزلزال ضرب المنطقة قبالة ساحل فوكوشيما بقوة 7.3 درجة قبل بضعة أسابيع فقط على التفاصيل المعتادة، حيث تناولت عدد الإصابات، وانقطاع التيار الكهربائي، واضطرابات النقل -والأهم من ذلك، الوضع في المفاعلات النووية اليابانية. كان زلزال 14 فبراير الماضي هو الأكبر الذي يضرب اليابان منذ 2011، عندما تسبب زلزال ضخم في «تسونامي» مميت تسبب في انهيار ثلاثة مفاعلات في مجمع «فوكوشيما دايتشي» النووي.
في الواقع، انسكبت كميات صغيرة من المياه المشعة في المحطة بسبب الزلزال الأخير، ولكن لم يكن هناك تسرب إشعاعي، وفقاً لمشغل المنشأة، شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو). ومع ذلك، فقد كان تذكيراً بالمخاطر المحتملة لتسخير قوة الذرة لتوليد الكهرباء في واحدة من أكثر البلدان التي تنشط فيها الزلازل في العالم.
بعد عشر سنوات من حادثة «فوكوشيما»، الأسوأ منذ حادثة تشيرنوبيل عام 1986، تطفو على السطح سجالات حول احتمالات إيقاف التشغيل في اليابان، ولكنها ستستغرق ثلاثة إلى أربعة عقود أخرى قبل أن يتم تفكيك جميع المفاعلات في الموقع بالكامل. ومع ذلك، مع الحاجة إلى كبح ظاهرة الاحتباس الحراري التي أصبحت أكثر إلحاحاً، ومع عدم قدرة مصادر الطاقة المتجددة بعد على تلبية جميع متطلبات الطاقة، لا يزال يتم تبني الطاقة النووية كجزء أساسي من مزيج الطاقة المستقبلي لليابان -والعالم.
في حين أن العديد من المحطات النووية في اليابان، لا تزال مغلقة لتحسين إجراءات السلامة، من المقرر أن تبدأ مفاعلات أخرى في العمل في السنوات المقبلة. ويرى العديد من محللي الطاقة -وحتى بعض المجموعات البيئية -أن الطاقة النووية هي أفضل «جسر وقود» لمستقبل الطاقة الخضراء.
قبل الانهيارات في فوكوشيما، كان 54 مفاعلاً يعمل في اليابان، وكانت هناك مفاعلات أخرى في مراحل مختلفة من التخطيط والبناء. من بين تلك المفاعلات، تم تحديد 33 قابلة للتشغيل بعد 10 سنوات، على الرغم من أن أربعة فقط منها متاحة بالفعل. تنص اللوائح التي تم إدخالها بعد «فوكوشيما» على تدابير سلامة أكثر صرامة والحاجة إلى موافقة المجتمع المحلي على إعادة التشغيل، الأمر الذي أثبت أنه العقبة الأكبر. تقدر تكلفة تعزيز السلامة في المفاعلات المتبقية القابلة للتشغيل وإيقاف تشغيل الباقي بحوالي 128 مليار دولار.
يقول مسؤولو شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو)، إن العمل يمضي قدماً في «مجمع فوكوشيما» لكنهم يقرون بأنها عملية شاقة. وأوضح «ريونسوكي تاكانوري»، أحد العاملين بالشركة، أنه «تم تحسين بيئة العمل لدرجة أن العمال يحتاجون فقط إلى ارتداء أقنعة الوجه العادية والزي الرسمي فيما يقرب من 96% من الموقع». وبينما ننخرط في هذه المهمة غير المسبوقة، سنواصل إعطاء الأولوية للسلامة والوفاء بمسؤوليتنا لإكمال عملية إيقاف التشغيل المطولة.
توفر الطاقة النووية حالياً 6.5% من الكهرباء في اليابان، مقابل 30% في 2010. على الرغم من أن النسبة من المصادر المتجددة قد تضاعفت خلال تلك الفترة، لتبلغ 18.5%، إلا أنها لم تعوض النقص، مما أدى إلى زيادة في استخدام الوقود الأحفوري، وخاصة الفحم والغاز.
مثل الولايات المتحدة وأوروبا، تعهدت اليابان بأن تكون محايدة للكربون بحلول عام 2050. يقول «فينسينت دوفور»، رئيس العمليات اليابانية والكورية لشركة الطاقة الفرنسية العملاقة «الكتريسيتي دي فرانس» هذا الهدف «غير ممكن من دون الطاقة النووية». ورددت الحكومة اليابانية وجهة نظره، والتي تهدف إلى زيادة توليد الطاقة من كل من الطاقة النووية والمتجددة بينما تعمل نحو هدف إزالة الكربون.
يكتشف المسؤولون التنفيذيون في المرافق مثل «دوفور» أيضاً قابلية متزايدة للطاقة النووية بين السياسيين في بعض الدول الأوروبية. تقوم الدول التي تعتمد على الفحم في أوروبا الشرقية، بما في ذلك بولندا وبلغاريا وجمهورية التشيك، بفحص أو تطوير مشاريع جديدة للطاقة النووية.
جافين بلير
مراسل «كريستيان ساينس مونيتور» في اليابان
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»