عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة، وام)
أعلنت منظمة الصحة العالمية تطعيم 161 ألف طفل فلسطيني خلال يومين ضمن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة، ليتجاوز الهدف المقدر بنحو 156 ألفاً و550 طفلاً، مؤكدة أن الحملة وسط القطاع تسير «على ما يرام» في الوقت الحالي، وأن المرحلة الأولى من التطعيم ستتطلب عشرة أيام أخرى على الأقل.
وقال الدكتور ريك بيبر كورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، في مؤتمر صحفي، أمس، «عبر الفيديو من غزة» للصحفيين في جنيف، إن البيانات الأولية تظهر أن نحو 74 ألفاً و340 طفلاً تم تطعيمهم في اليوم الثاني من الحملة في الوقت الذي كان قد تم تطعيم أكثر من 86 ألفاً و600 طفل في اليوم الأول.
وأضاف بيبر كورن أنه من المقرر تطعيم غالبية الأطفال المتبقين في وسط غزة بحلول نهاية الجولة الأولى، مشيراً إلى أنه تم نشر فرق متعددة في مواقع ثابتة أكبر مما يسمح لبعضها بالعمل كفرق متنقلة للوصول بشكل استباقي إلى الأطفال لضمان عدم تفويت أي طفل.
وأكد مسؤول «الصحة العالمية»، أن فرق التطعيم واجهت أعداداً أكبر من السكان في المغازي والبريج والمصدر، حيث تم إرسال شحنتين إضافيتين من اللقاحات إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية في المغازي والبريج بسبب ارتفاع الطلب.
ونوه الدكتور بيبر كورن إلى أن منظمة الصحة العالمية تعتبر أن هناك خطراً كبيراً للإصابة بفيروس شلل الأطفال من النوع 2 داخل غزة وعلى المستوى الدولي، وذلك نظراً للفجوات في مناعة الأطفال بسبب الاضطرابات في التطعيم الروتيني وفئة المواليد الجدد وتدمير النظام الصحي هناك، إضافة إلى النزوح المستمر للسكان، وسوء التغذية وأنظمة المياه والصرف الصحي المتضررة بشدة.
وقال بيبر كورن «يتعين علينا تطعيم 640 ألف طفل في جميع أنحاء قطاع غزة، في الواقع نحن ندير حملتين، لقد بدأنا المرحلة الأولى الآن وستجري المرحلة الثانية في غضون أربعة أسابيع».
وأكد عبر الفيديو من قطاع غزة «حتى الآن، تسير الأمور على ما يرام»، مضيفاً «نأمل أن يستمر ذلك، وأن تسهم فيه جميع الأطراف، لا يزال أمامنا 10 أيام، 10 أيام على الأقل» لإتمام هذه الجولة الأولى من التطعيم.
من جانبه، قال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عدنان أبو حسنة لـ«الاتحاد» إن عملية التطعيم الضخمة بدأت بمشاركة 200 فريق من «الأونروا» في 25 موقعاً، والمئات من الموظفين للقيام بالتطعيم من خيمة إلى خيمة وسط إقبال كبير من سكان القطاع.
وأشار إلى أن هناك تعاوناً كبيراً بين المنظمات الأممية العاملة في غزة، لافتاً إلى أن «الأونروا» تقود هذه العملية عبر 1200 موظف، بالإضافة إلى آلاف آخرين ساعدوا في الاستعدادات اللوجستية.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قد وجَّه السبت الماضي بتقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس داخل القطاع، وذلك ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها الإمارات في تقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني الشقيق، خاصة الأطفال، استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرون بها.
وأعلنت الإمارات، في وقت سابق أمس، أنها بدأت الأحد الحملة في خطوة استراتيجية لحماية أكثر من 640 ألف طفل من خطر شلل الأطفال، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، و«اليونيسيف»، و«الأونروا»، في وسط غزة، على أن تنتقل تدريجياً إلى جنوب وشمال القطاع، حيث تستهدف تطعيم 90% من الأطفال؛ لضمان حمايتهم من المرض.
