الخميس 4 يوليو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرنسا..«التحالف الرئاسي» يدعو للوحدة في مواجهة «أقصى اليمين»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ ف ب)
2 يوليو 2024 01:10

عبدالله أبوضيف (باريس، القاهرة)

قال  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إن الوقت قد حان لتشكيل ائتلاف واسع ديمقراطي وجمهوري بشكل واضح لمعارضة حزب مارين لوبان. تصريح ماكرون جاء عقب ظهور نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية أول أمس، التي تصدرها حزب «التجمع الوطني». ولن يتقرر عدد المقاعد التي ستحصل عليها الكتل في الجمعية الوطنية إلا في انتخابات الإعادة في 7 يوليو.
وكان «التجمع الوطني» قد حصل على33.1 بالمائة من إجمالي أصوات الناخبين في النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية الفرنسية سمحت لأقصى اليمين الفرنسي، بتصدر نتائج الانتخابات فيما حاز تحالف أحزاب اليسار «الجبهة الشعبية الجديدة» 28 بالمائة، وحقق التحالف الرئاسي بزعامة رئيس الحكومة غابرييل أتال على 20 بالمائة.
وحسب إحصائيات رسمية فإن النتائج الانتخابية الحالية جاءت في ظل أعلى نسبة مشاركة منذ 35 عاماً، حيث وصلت، وفقاً لمراكز بحثية فرنسية، إلى 69.5 بالمائة، في الوقت الذي من المقرر أن يكون هناك جولة ثانية للانتخابات البرلمانية يعمل اليسار والوسط على التكتل سوياً في مواجهة الفوز الساحق لأقصى اليمين.
ويقود أقصى اليمين الزعيمة الفرنسية اليمينية ماريان لوبان إلى جانب جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 عاماً، ومن المتوقع أن يتحصل على منصب رئيس الوزراء في ظل عدم قدرة رئيس الحكومة الحالية غابرييل أتال على تحقيق تحالفه الرئاسي نتائج كبيرة في الانتخابات.
في سياق متصل، قال أحمد شمس الدين كادر في حزب «النهضة» الفرنسي: إن هناك تخوفات واضحة من صعود أحزاب أقصى اليمين للسلطة في الوقت الذي من الممكن أن تشهد الجولة المقبلة من الانتخابات توحد الجبهة الوطنية لمواجهة هذا التحديد قائلاً: إن اليسار لا يمكنه الفوز وحده ضد التجمع الوطني مما يتطلب جهوداً مشتركة لإفشال محاولات اليمين في كل مكان ممكن.
وأضاف أن اللعبة الانتخابية في الجولة الثانية قد تتطلب انسحاب لبعض المرشحين لمرشحين أقوى في الوسط واليسار لتعزيز الموقف في مواجهة أقصى اليمين والذي يحظى بدعم واسع في الانتخابات البرلمانية الحالية لأول مرة منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أن الخطاب اليساري الحالي هو جمع الناخبين الملتزمين بالقيم الجمهورية لبناء الحل الذي يتجنب انتصار أقصى اليمين.
وأشار إلى أن النتائج التي نراها تعكس توازناً جديداً في البرلمان. هذا التوازن يعني أننا الآن يجب أن نبني أغلبية جديدة وطنية تشمل جميع الجمهوريين والإنسانيين أولئك الذين يؤمنون بقوة بالقيم الديمقراطية والجمهورية من اليسار إلى اليمين، موجهاً حديثه كسياسي فرنسي إلى ضرورة التكاتف ضد اليمين سواء كان اقتصادياً أو عنصرياً.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا أول أمس إلى تشكيل ائتلاف واسع ضد حزب «التجمع الوطني» في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية. وحقق تحالف ماكرون الذي ينتمي إلى تيار الوسط نتيجة مخيبة للآمال حيث احتل المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات المبكرة التي جرت على مستوى البلاد، متخلفاً عن حزب «الجبهة الوطنية» و«تحالف الجبهة الوطنية الجديدة» اليساري. وغالباً ما يتم تشكيل تحالفات محلية في فرنسا قبل الجولة الثانية من التصويت، وهو ما يمكن أن يغير نتيجة الانتخابات. ويأمل ماكرون على الأرجح أن تتمكن القوى اليسارية ومعسكر الوسط من منع الشعبويين اليمينيين من تحقيق فوز ساحق في جولة الإعادة. وقال ماكرون أيضاً: إن نسبة المشاركة المرتفعة للناخبين كانت دليلاً على مدى أهمية هذا التصويت بالنسبة للفرنسيين ورغبة الناخبين لجعل الوضع السياسي واضحاً. ووفقاً للتوقعات، تراوحت نسبة إقبال الناخبين على الانتخابات بين 65.8% و67%، وهي نسبة أعلى بكثير من نسبة الإقبال في الانتخابات العامة الأخيرة قبل عامين.
وحول المشهد الانتخابي قبيل الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، قال المحلل السياسي نزار الجليدي إنه رغم التقدم الكبير الذي حققه اليمين في الانتخابات بنسبة 34% وتشتت الأصوات بين الأحزاب الوسطية واليسارية، إلا أن ردة فعل الناخبين في الدورة الثانية قد تكون حاسمة في كسر شوكة اليمين. فرغم هذا التقدم فإن الأغلبية العظمى من الفرنسيين يظل وسطياً في توجهاته السياسية. وأضاف أن أقصى اليمين يواجه تحديات أيضاً تتعلق بتصنيفه بأنه مشروع معارضة أكثر من كونه مشروعاً للحكم، حيث تتزايد التخوفات خاصة من المهاجرين في فرنسا الذين يخشون أن يكونوا ضحايا المعركة السياسية المقبلة، كونهم الحلقة الأضعف في النسيج المجتمعي الفرنسي.
التحديات الحالية
وأشار الجليدي إلى أنه مع التحديات الحالية، يبدو أن الفترة المتبقية من عهدة ماكرون الرئاسية ستكون حاسمة في إعادة التفكير بنظام الجمهورية الخامسة. الحديث عن التحول إلى الجمهورية السادسة أصبح أكثر واقعية مع توقعات بحدوث شلل سياسي ومؤسساتي كبير.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©