أحمد شعبان (القاهرة)
حذر خبراء في الشأن الأفريقي والإرهاب الدولي من تنامي التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي والصحراء، خصوصاً في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، وتزايد الهجمات التي تشنها جماعات مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، واعتبروا أن نشاط هذه التنظيمات تهديد عابر للحدود، ويُفاقم التحديات التي تواجه القارة السمراء.
وأودت الأعمال الإرهابية بحياة آلاف شخص خلال السنوات الماضية في منطقة الساحل، من مدنيين وجنود، وفق منظمات غير حكومية، وتسبّبت بنزوح نحو مئات آلاف الأشخاص.
وأشار الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، إلى وجود أسباب عدة أدت إلى تنامي التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، فقد نشط تنظيم «داعش» وأصبح أخطر مما كان عليه في السابق، وتحول إلى خلايا منفردة بعضها مرئي والآخر خفي.
وأوضح لـ«الاتحاد» أن بعض عناصر «داعش» توجهوا إلى أفريقيا، في محاولة لإقامة «دولتهم» المزعومة، لأن القارة فقيرة، بجانب حرية التنقل بين البلدان بدعم بين التنظيمات المتطرفة، وهو ما أدى إلى توسع نشاطها في منطقة الساحل والصحراء.
وأضاف أديب أن هذه المنطقة جاذبة للتنظيمات المتطرفة لعدم وجود تنمية، والأجهزة الأمني ضعيفة، فضلاً على أن المجتمع الدولي لم يقم بدوره في دعم الحكومات المحلية والإقليمية لمواجهة التنظيمات.
ولفت الباحث إلى أن أغلب التنظيمات المحلية والإقليمية في هذه الدول مثل «حركة الشباب» الصومالية، و«بوكو حرام»، و«جماعة نُصرة الإسلام»، بعضها بايع تنظيم «القاعدة»، والبعض الآخر بايع «داعش»، وبالتالي باتت أكثر قوة مما كانت عليه لوجود دعم متواصل من القيادة المركزية من التنظيمات عابرة الحدود والقارات.
وتعد جماعة «نصرة الإسلام»، من أخطر الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، كونها تشتمل على أكبر تحالف يدين بالولاء لتنظيم «القاعدة»، وتأسست العام 2017، وتضم 4 جماعات إرهابية، هي «كتيبة المرابطون»، و«إمارة منطقة الصحراء الكبرى»، و«جماعة أنصار الدين»، و«كتائب تحرير ماسينا».
ومن جانبه، قال السفير صلاح حليمة، نائب المجلس المصري للشؤون الأفريقية، إن منطقة الساحل تُعد أرضاً خصبةً لانتشار التنظيمات المتطرفة نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة، والانقلابات العسكرية هناك مما خلق نوعاً من التوتر في الأوضاع، وأدى إلى حروب وصراعات.
وأشار حليمة في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى ضعف القوات المحلية في هذه المنطقة، وأن الدعم المقُدم لها من قوات أجنبية فرنسية أو من الأمم المتحدة؛ لم تحقق التقدم المنشود والأمن والاستقرار.
ولفت حليمة إلى أن التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء لها تأثير سلبي على التنمية، وفي ظل هذا المناخ الذي تزداد فيه الأوضاع الأمنية تدهوراً؛ فإن أي مساعدات أو دعم لن يجد المجال المناسب لدفع عملية التنمية على النحو المنشود، مشدداً على ضرورة التعاون والتضامن بين دول الجوار لمواجهة هذا التحدي، وتوفير المناخ الآمن.
وزادت أحداث العنف المرتبطة بنشاط الجماعات الإرهابية في أفريقيا، بنسبة 22%، وارتفعت الوفيات بنسبة 48% خلال عام 2022.